محمد مصطفى حاصل علي بكالوريوس علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات ، عمره 28 سنة ويمتلك محلين إحداهما لبيع الإكسسوارات والهدايا والأخر للحقائب والأحذية الحريمى، كل ذلك كان قبل ثورة 25 يناير .. لكن بعدها أصبح يبيع الشاى فى ميدان التحرير . سألناه : ما الذى بدل حالك من تاجر إلى بائع شاى ؟! ..فرد قائلاً : لى أخ أصغر منى أشترك فى مظاهرات 25 يناير وجمعة الغضب ولم يعد من وقتها الى البيت وأتصل بنا قال أنى جالس فى ميدان التحرير ولن أعود منه.. فطلبت منى أمى أن أنزل اليه وأقنعه بالعودة للبيت وكفايه ما تم تحقيقه من مكاسب تمت على أيدى الشباب.. فقمت بذلك ونزلت الميدان وأنا لست مقتنعاً بما يقوم به هو وأصدقاؤه ولكن أول ما نزلت شعرت باحساس غريب وسط الناس هناك .. فالجميع تجد مرسومة على وجوههم إبتسامات النصر هذا غير روح التعاون الموجودة بين الجميع ، ولم أجد شيئاَ مما كان يقال عن وجبات كنتاكى والأموال التى يتم توزيعها ، وبعد أن قابلت أخى شعرت بأنى فخور به هو وأصدقائة، فقررت أنا وأصدقائى الذين جاءوا معى أن نبقى نحن أيضا بالميدان على الأقل لنعوض عدم إشتراكنا فى ثورة 25 يناير من البداية . ويضيف قائلاً : شعرت بأنه ليس هناك أى ضمان لتنفيذ الإصلاح غير بقاء الناس فى ميدان التحرير .. أما بالنسبة لأخى عندما سألته قال لى جزء كبير من عدم عودتى للبيت الأن هو أنه خائف أن يتم إعتقاله إذا خرج من الميدان ، لأن منطقة التحرير الأن هى تعتبر أامن مكان لكل من أشترك فى ثورة 25 يناير ومظاهرات جمعة الغضب ، والخوف لم يعد عند أمى .. فهى تجد أننى أصبحت أعمل فى الميدان وكل يوم أتصل بها وأطمئنها على وعلى أخى ، غير أن جيراناً لنا كثيرين أصبحوا ينزلون الى الميدان ويعودون ويحكون للناس بالمنطقة عن أمن الميدان ، وبعد أن جلست فى الميدان يومين جاء أخى لى هو وأصدقائة وقال لى أنت لماذا لاتقوم بعمل أى شئ حلال يعود عليك بمكسب وفى نفس الوقت تكون قدمت خدمة للناس الجالسين هنا.. مثلاً تقوم بإعداد الشاى وبيعه ، فعجبتنى الفكرة وبدأت على الفور فى تنفيذها وقمت بشراء أكواب بلاستكية وبعض عبوات الشاى والحمد الله الأمور تسير ، والكوب بجنيه فقط .. ولايوجد أحد فى الميدان يبيع بأكثر من هذا ، فالذين يقولون أن الأسعار فى ميدان التحرير أصبحت سياحية وكوب الشاى بخمسة جنيهات وعلبة الكشرى ب 8 جنيهات يسمعون فقط من التلفزيون ولم ينزلوا الى الميدان ، وأبيع ما لايقل عن 700 كوب يومياً .