ميدان التحرير الآن في الشكل يشبه أيام الثورة وأثناء الاعتصام .. ولكن لو بحثنا عمن بداخله الآن نجد أنهم بكل صراحة ليس لهم أي علاقة بالشباب الذين قاموا بالثورة.. وحتى ائتلاف الثورة ينفي علاقته بمن يعتصم بالميدان الآن. بالنسبة للوضع داخل الميدان.. فمازال مغلقا بالأسلاك الشائكة، ويعتصم به عدد ليس بقليل ينقسمون إلي مجموعات تهتف، وهناك من يتجمعون حول شخص يدعوهم للبقاء حتى تتحقق مطالبهم وتتم محاكمة مبارك وكل الفاسدين، وهناك من تجمعوا حول شخص أكد للناس أن أمن الدولة وأعضاء الحزب الوطني سوف يأتون ليذبحو المعتصمين ويقولون أنهم هم الشعب المصري، وهناك من يقول للمعتصمين بأنه لا يكفي محاسبة الفاسدين الكبار، لأن الصغار أيضا فاسدون ويجب محاكمتهم، وهناك من يؤكد بأن مجلس الشعب القادم سوف يكون لمن يدفع أكثر. ## ## ## كما كان هناك نداء إنساني لكل مسئول في مصر وجميع أنحاء العالم لإنقاذ المصريين في مصراته، وعلق البعض لافتة مكتوب عليها (احنا مش بلطجية)، كما أن الإذاعة تم تكسيرها على يد بلطجية، ويعلقون لافتة للتبرع ولو بجنيه حتى يتم إصلاحها، وهناك من يمسك بلافتة وشكوى إلي رئيس نيابة السيدة زينب لأنه تم سجنه ظلما، كما يوجد من يدعو الشباب للانضمام إلي حزب (الشعب وشباب ميادين التحرير) ويؤكد لهم أنه من ائتلاف الثورة، وأغرب ما كان موجودا في الميدان هو عدد قليل من الصم والبكم وعلقوا لافتة مكتوب عليها رسالة إلي (السيد الرئيس أوباما على أساس أنه مسلم) ويذكرونه فيها بأن القيامة قد اقتربت، ويجب رد الظلم وإلا سوف يكون جزاءه جهنم وبئس المصير، وبعدها ينصحوه بقراءة أذكار الصباح والمساء! وجوه أخرى كانت موجودة في الميدان بكل صراحة ليس لها أي علاقة بالشباب الذين قاموا بالثورة سواء شباب أو بنات، لدرجة أنه هناك ألفاظ خارجة تقال هناك حتى من الأطفال، وهناك من تشعر بأنه من أطفال الشوارع، كل ذلك جعلنا نتساءل.. من هؤلاء؟ ## ## ## يجيبنا على هذا السؤال أحمد نجيب- عضو مجلس أمناء الثورة والمكتب التنفيذي للجنة تنسق الجماهير.. والذي يقول: ليس لنا أي علاقة بمن يتواجد في الميدان الآن، فنحن عندما نريد تنظيم أي مظاهرة أو اعتصام نقول ذلك على الملأ، ونحن مسئولون فقط عن المليونيات والتي نقوم بها يوم الجمعة، كما أننا نترك الميدان في نفس اليوم، وأؤكد أنه لا يوجد أحد الآن في الميدان من التيارات التي قامت بالثورة، فالموجودين مجموعة لا نعلم من هم وتعاند وتشاكس، ولا يسمعون الكلام، وهؤلاء يريدون أن يعيشوا في الميدان، فجردوا ميدان التحرير من معناه الحقيقي والذي كان رمزا للثورة، ولسنا مسئولين عما يحدث الآن في الميدان.