4 شباب من العراق حلمهم يتلخص فى البحث عن الشعور بالسلام و العيش فى هدوء بعيدا عن جو الأرهاب و التفجيرات .. أتى إثنان منهم من محافظتى الموصل و البصرة واجتمع الأربعة فى أربيل حيث وجدوا فرص عمل مناسبة منحتهم أخيراً الشعور بالأمان . مارينا فؤاد 23 عاما من مدينة البصرة تقول" قدمت انا وزوجى من مدينة البصرة وكنا نعانى من إضطرابات يومية وخفنا من الحرب الطائفية وقد حرمنى ذلك ان اعيش كأى إنسانة طبيعية .. دائما أعيش فى قلق وخوف و لا نستطيع حتى النزول للشارع أو الذهاب لأسرتى ، فدائما توجد سيارات مفخخة و إرهاب و لا يوجد أمان وقررنا ان نبحث سويا على فرصة حياة فى إقليم كردستان بشمال العراق ولم أكن أعمل .. لكننى قررت العمل ومساعدة زوجى - رغم إننى أم لطفل و أنتظر المولود الثانى - نظرا لظروف الحياة القاسية ، و إشتغلت موظفة إستقبال بأحد الفنادق بمنطقة عنكاوة .. و لأول مرة منذ إحتلال العراق أخرج للشوارع وأشعر بالآمان . أما أمجد سعيد 22 عاماً فهو من محافظة الموصل ..يقول"لم استطع استكمال دراستى نظرا للظروف الصعبة التى يمر بها العراق وخاصة الموصل ..فمازال الأرهاب موجودا و تدهور الحال بنا وبحثت عن فرصة للعيش بعيدا عن التفجيرات و التوتر وتوسط لى بعض المعارف للعمل فى محافظة إربيل وهى تبعد عن الموصل نحو ساعة فقط لكنها أكثر أمانا ، و إشتغلت بمجال الفندقة فى كوفى شوب رغم اننى لم اتدرب على هذ ا ..العمل لكننى لم أجد غيره و أحاول ان أتعلم لكى أثبت نفسى حتى لا أعود للموصل فى اظروف الصعبة الحالية فلا يوجد عمل أو مستقبل أو أمان ، و أنا كأى شاب أريد ان أتزوج وأكون أسرة ولذلك أعمل ليل نهار وأحاول ان تزيد ساعات عملى لكى أستطيع ان ادخر مبلغا يساعدنى على تكوين مستقبلى. ومع مارينا وأمجد .. هناك إثنان من الأكراد احدهما يتحدث العربية لكن بصعوبة وهو ديار تانجو وعمره 18 عاماً من ابناء محافظة اربيل ويعمل ايضا فى مجال السياحة ..يقول : مازلت أدرس ووالدى قرر ان أعمل لكى أعتمد على نفسى ..فأغلب العشائر و الأسر بأربيل تدفع ابنائها لكى يحققوا ذاتهم و يشعرون بأهمية العمل رغم ان اسرتى مستقرة ماديا ، ونحن فى الشمال نختلف عن محافظات العراق والسياحة و الفنادق مجال العمل فيهم ممتع ودخله المادي جيد ولذلك احاول تعلم العربية و الأنجليزية و اقضى وقتاً طويلاً فى دراستهما لكى استطع التواصل مع الأجانب الوافدين سواء للسياحة او العمل بشركات البترول فأغلبهم من دول اوروبا و امريكا وتركيا. أما مردان حسن فعمره 38 سنة وهو من أبناء أربيل ويتحدث العربية و يعشق مصر و يتمنى ان يزورها يوماً ما ، وهو شريك بأحد الفنادق و يقول: الشباب من أبناء الأكراد كانوا بعيدين عن مجال السياحة ..وأحاول تدريبهم ، فنحن نعمل على شريحة الوافدين من شركات البترول العالمية الذين يقصدون الأقليم للعمل ، و فرص العمل متاحة بشكل كبير ونحاول إستيعاب الشباب العراقى الجاد الذى يريد أن يعمل بالفعل .. و نحن كأكراد نحتضن إخواتنا من العرب بالعراق ، فكلنا عراق واحد ونشعر بظروف بعضنا .