ضمن فعاليات الاحتفال بعيد العلم التاسع .. أقامت كلية الحقوق ندوة تحمل عنوان "البرلمان المصري خلال 50 عاماً " كان ضيفها الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب تصوير:محمود شعبان كما حضرها المستشار سري صيام رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى والدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية بمجلس الشعب .. قام بتقديم الندوة والترحيب بالضيوف الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة والدكتور محمود قبيش عميد كلية الحقوق ، وبدأ الدكتور سرور كلامه قائلا : أنا سعيد لوجودي معكم اليوم ونحن نحتفل بمرور العام الثاني بعد المائة علي انشاء الجامعة ، ويجب أن نربط اليوم بين عيد العلم وتاريخ انشاء هذه الجامعة والتي دوما ستظل رمزا للاستقلال مثل البرلمان تماما ، ومن ينظر إلي تاريخ الجامعة يجد أنها نشأت برغبة وإرادة الشعب وليست الحكومة وتكون الجامعة باسم الشعب وتعبر عن رأيه وتحمل آراء الناس ومفكريها وتربي قيادات تقود البلاد ، وفكرة الجامعة جاءت كمظهر للاستقلال الوطني والبرلمان أيضا يعد أول مظاهر هذا الاستقلال " . وأضاف د. سرور قائلاً : النظام النيابي في مصر عريق ونحن لا نحتاج إلي دورات من أحد لكي يعرفنا ما هو البرلمان , فمصر من أول الدول التي عرفت النظم البرلمانية ..والنظام النيابي يرجع إلي عام 1866 عندما بدأت إرهاصاته الأولي بمجلس شوري النواب ثم مجلس النواب ثم مجلس الشرعية العمومية ثم الجمعية النيابية عام 1913 وكان يعتبر أول تحد للاحتلال هو إنشاء مجلس النواب كرد فعل لثورة عرابي ولكن لم يكتب له الاستمرار وانتهي في أقل من عام ، وعندا جاءت ثورة 1919 ظل البرلمان حتى ثورة 52 يحكم بالتشريع والرقابة ,وأي برلمان في أي دولة يعكس التنظيم السياسي الذي يعيش فيه ، وأول برلمان كان يعكس الاتحاد الاشتراكي والذي استمر من عام 1971 إلي 1976, وبعدها جاء الرئيس أنور السادات وبدأ يمهد لأحزاب ما بين يمين ووسط ويسار وتغير مجلس الشعب والذي استمر لمده 3 سنوات من 76 إلي 79 ، وكان البرلمان في دورته من عام 1979 وحتى 1984 أول مجلس يعكس النظام الحزبي إذن هو الفصل التشريعي الثالث ، وأكتمل في ظل نظام الحزب وكانت المرأة ممثلة فيه ب30 مقعداً فقط وفقا للقانون وكان هذا المجلس المنتخب أقيم علي أساس القائمة الحزبية النسبية ..وبعدها جاءت المحاكم العليا وأصدرت قراراً بحل المجلس الذي أقيم من 84 إلي 87 والذي أقيم بنظام القائمة النسبية وجاءت المحكمة ببطلانه وأقرت المحكمة الدستورية العليا أنه غير دستوري وتم حله أيضا لأنه أخل بمبدأ المساواة ، وأنا منذ 1990 حتى الآن شرفت برئاستي للبرلمان . ويكمل د. سرور قائلاً : لو نظرنا إلي تواجد الأعضاء منذ عام 79 حتى الدورة الأخيرة سنجد أن الحزب الوطني حصل على 350 مقعداً ، والأحرار فاز بمقعدين أما حزب التجمع ففاز بمقعد واحد فقط وحزب العمل 20 مقعداً وحزب الوفد 35 مقعداً ، أما عن الدورة العاشرة والتي بدأت أولي جلساتها منذ أيام قليلة فتضمنت 427 مقعداً للحزب الوطني والتجمع 5 مقاعد والوفد نجح منهم 6 ولكنه رفض تكوين هيئة برلمانية ويقوم بالتحقيق مع الناجحين حالياً وحزب السلام الاجتماعي مقعد واحد ونجح من الإخوان عضو واحد فقط , وغاب حزب الأحرار وتم تجميد صحيفته .. وبالتالى من يقرأ التاريخ يجد أن الحزب الوطني هو حزب الأغلبية منذ أنشئ مجلس الشعب بالنظام الحزبي .. يعني الشباب الجدد ومن يلجأون إلي المعارضة وصحفها لابد أن يعرفوا أولا أن حزب الأغلبية الكاسح هو الحزب الوطني ونسبة مقاعد الوطني ليست فارقة كما يعتقد البعض لأنه منذ أن دخل نظام الأحزاب إلي البرلمان ونسبة الوطني هي تمثل الأغلبية الغالبة في عدد المقاعد . كما ألقى د. عبد الأحد جمال الدين كلمة بدأها مادحا الدكتور فتحي سرور قائلاً : هو أرسي قواعد برلمانية أعتز بها بشكل كبير ، وعندما نري أن المسار البرلماني في مصر سنجد أنه أضاف خلال توليه لرئاسة البرلمان الكثير وقد شجع ما يسمي بالبيان العاجل الذي تحول إلي قاعدة مستديمة في كل جلسات المجلس تقريبا عند وقوع حريق أو اصطدام أحد القطارات أو غيرها من الحوادث الطارئة ، كما يحرص الدكتور سرور على أن تحضر الحكومة عند أي استجواب وأن يعبر النواب عن آرائهم, وأنا أشفق عليه ولكنه تعود علي الصعاب ، والشعب المصري يمتاز أنه يمتص المشاكل ويخرج بعد كل كبوة ينفض همومها عنه .. ولا يوجد شعب مر عليه مستعمرين مثل الشعب المصري منذ الفرس حتى الأتراك ورغم ذلك كانت مصر تحتفظ بشخصيتها التي حفظها لها شعبها . وقبل نهاية الندوة بدأ الدكتور فتحي سرور يرد علي بعض الأسئلة التي قام بطرحها الطلاب وقرأها عميد الكلية ، منها سؤال يقول " لماذا يدخل بعض النواب بصفة مستقل ثم بعد نجاحه ينضم إلي الحزب الوطني؟ "فأجاب قائلاً :الاعتماد الأساسي في البرلمان علي الأشخاص بدليل أننا نجد من يدخل تحت شعار مستقل كان بالأمس يدخل تحت شعار الحزب الوطني ولكنه خاض بصفته مستقل لأن الحزب لم يرشحه للانتخابات ثم بعد فوزه يعود مرة أخري إلي الحزب. كما سأله طالب أخر " لماذا أطلقت علي المجلس مقوله سيد قراره؟ " فرد قائلا: هذه الجملة كانت للدكتور رفعت المحجوب وهي عبارة صحيحة من الناحية الدستورية وهي تعبير فرنسي ومعناها صاحب القرار وهم مجتمعات سبقونا في هذا الصدد, ومثلا عندما يعطي الدكتور أثناء تصحيحه لورقة طالب صفراً فهو سيد قراره , وعندما يصدر قاضي حكماً فهو سيد قراره. وأخيراً سأله طالب " لماذا يرشح الوزير نفسه كنائب؟ " فرد : هذا السؤال يوجه إلي الدستور .. فأنا عندي نص دستوري يكفل له هذا الحق وبالتالي نحن نسير وفقا للدستور ولا يعتبر جمع بين وظيفتين.