فرصة.. احصل على قرض لإقامة مشروع أو للزواج بصورة البطاقة والاستلام في خلال 14 يوماً وفائدة تبدأ من 8,5% والسداد على 3 سنوات..كل ذلك ممكن تقرأه في إعلان موجود على حوائط محطات المترو والتي انتشرت بها في الفترة الأخيرة الكثير من الإعلانات الشبيهة بداية من الزواج وحتى السفر للخارج وأخيرا الحصول على قرض.. تصوير: أميره عبد المنعم ولكن هذا الإعلان لا يتبع أي بنك والموضوع تقريبا نصب في نصب.. وقبل أن تأخذ قرار بالحصول على هذا القرض.. اقرأ السطور القادمة... في البداية حاولت أن أتصل بأرقام التليفونات التي تم وضعها في الإعلان، وهي 3 أرقام مختلفة، ولكن معظم الأوقات هذه الأرقام غير متاحة، ويتم فتحها في أوقات معينة، وبالتحديد من بعد الظهر وحتى بعد العصر، فاتصلت وكأني شخص عادي أريد أن أحصل على قرض، ودار بيني وبين صاحب الرقم حوار كان كالتالي: قلت له أني قرأت الإعلان الموجود بالمترو، وأني أريد قرضاً لعمل مشروع لأني خريج كلية آداب ولم أجد عملاً، فسألني على الضمان، فقلت له أني من الممكن أن أحصل على القرض بضمان معاش والدي والذي يصل لحوالي 1200 جنيه، ثم سألني على المبلغ الذي أريد الحصول عليه فقلت له في حدود 10 ألاف جنيه، فقال لي أني من الممكن أن أحصل على 10 ألاف أو 20 ألف جنيه، ولو حصلت على 10 ألاف جنيه سأدفع له 350 جنيه في الشهر ويتم سداد المبلغ على أربع سنوات، وأكد أنه سيجاملني لأنه من المفروض أن القرض يصرف لمن سنهم أقل من 55 سنة، ولكن والدي أكثر من 60 سنة، لأني سأحصل على القرض بضمان المعاش، كما أنه هناك فائدة حوالي من 9 إلى 10%، ومبلغ العشرة آلاف جنيه سأدفعهم أكثر من 15 ألف جنيه، والمطلوب مني فقط صورة البطاقة ووصل النور ووصل المعاش، وعندما أجهز أطلبه وأقابله في أي مكان للاتفاق، ثم بعد ذلك سأحضر والدي في مقابلة ثانية بعد أن أتفق معه على كل التفاصيل، على أساس أن والدي يأتي ويوقع على المستندات. وبدأت أدخل في تفاصيل أخري فسألته إن كان يعمل في بنك أو شركة فقال لي أنه فقط يأخذ من الورق ويمشي لي في الموضوع بمقابل مبلغ معين، وأنه يتعامل مع أكثر من بنك مثل بنك ناصر وغيره، كما أنه لا يشترط أن أكون من سكان القاهرة، ولكن ممكن من أي محافظة، وحتى عندما سألته على اسمه قال لي اتصل في أي وقت وممكن يرد أحمد أو محمد، وسألته إن كان من الممكن أن أحصل على القرض بضمان محل فأجاب بأني من الممكن أن أحصل على القرض بضمان المحل، وأحضر صورة البطاقة ووصل نور وأدفع مبلغ 200 جنيه في المقابلة على أساس أنهم عمولة، وعندما أكون جاهز أتصل به وأقابله، ولم يقول على مكانه سوي أنه في فيصل. وبعد يومين اتصلت به على أساس أني صحفي، فوجدت كلاماً مختلفاً تماما عما قاله من قبل، حتى أن نبرة صوته تغيرت، ودخلت معه في دردشة عن إعلان القروض، فقال: أنا اسمي أحمد حسين طالب في كلية حقوق جامعة القاهرة، وعندي 22 سنة، ونظرا لأني ليس لدي إمكانيات مادية تساعدني على مصاريف الجامعة، فعملت كوسيط بين بعض الغلابة الذين ليس لديهم إمكانيات الزواج، وبعض الشركات التي تبيع أجهزة كهربائية، ودوري هو أن أي شخص لديه ابن ويريد أن يشتري له الأجهزة الكهربائية يأتيني وأنا بروح للبنك لكي يحصل هذا الشخص على قرض، ولكني لا أعطيه له، ولكن أعطيه للشركة التي تبيع له تلك الأجهزة، وأحصل على اللي فيه النصيب من الشركة ومن الزبون، ويدفع الزبون قسط القرض بزيادة لي، وأنا أقوم بدفعه للبنك، وممكن لو أراد أن يشتري شقة أفعل معه نفس الشئ، وأدفع الفلوس لصاحب الشقة من قرض البنك الذي يحصل عليه هذا الشخص ثم يدفع لي كل شئ القسط لأسدده في البنك، وأنا لا أعمل غير مع أصحاب المعاشات، وممكن أعمل محاولات لأي شخص حتى يحصل على قرض حتى مبلغ 50 ألف جنيه، إذا كان معاشه يسمح بذلك، فالمهم إن القسط الشهري يكون 40% من قيمة المعاش، فلو معاشه يغطي هذه المبالغ فممكن يحصل على أي مبلغ. فسألته إذا كان هناك شخص ويريد أن يحصل على تمويل مشروع فقال: ممكن أحاول أجيب قرض لأي شخص حوالي 10 آلاف جنيه أو أكثر، بضمان معاش والده أو والدته، ولكنه لا يحصل على المبلغ في يده، فإن كان يريد أن يفتح محل فأنا أملأ هذا المحل بالبضاعة، وأيضا أحصل على اللي فيه النصيب. أما عن مكسبه من كل ذلك فقال: المهم أساعد الناس حتى وإن لم أحصل على أي مقابل، فكفاية أني بعمل خير وأفرح الناس، وعملت إعلانات في محطات المترو حتى يأتيني أكبر عدد ممكن من المحتاجين، ومكسبي في الشهر ممكن يصل إلى 400 أو 500 أو 1000 جنيه، أو بدون أي مقابل خالص، وأنا لا تهمني الفلوس بقدر ما يهمني أن أسعد الناس، وبفكر أعمل شركة لبيع الأجهزة الكهربائية والتعامل مع العميل مباشرة طالما أني فهمت القصة وعندما طلبت منه أن أقابله تهرب من ذلك، ورفض، وقال لي أنه ساكن في البدرشين في قرية اسمها مزعونة، وبعد محاولة إقناعه قال لي أنه سيرد عليّ بعد ساعة، ولكنه أغلق موبايله، وبعدها فتح موبايله ورد عليّ ورفض نهائيا أن أقابله. وفي اليوم التالي اتصلت بالأرقام ورد عليّ نفس الشخص، وتحدثت مرة أخري على أني شخص أريد أن أحصل على قرض، فقال لي نفس الكلام الذي قاله في أول اتصال، ويبدو أن هذا الشخص ما هو إلا نصاب، وحتى إن لم يكن نصاباً ، فهو على الأقل يتعامل بالربا، فاحذروا من هذه الإعلانات. وعن رأي الدين في ذلك فيقول الشيخ عبد الحميد الأطرش- رئيس لجنة الفتوى السابق بمجمع البحوث-: مثل هذه الإعلانات، هي ربا .. والنبي عليه الصلاة والسلام قال( كل قرض جر نفعا فهو حرام) وفي رواية أخري فهو ربا، وكل ربا حرام، وحتى الاقتراض من البنوك تحدثوا عنها في مجمع البحوث وبعض الفقهاء أباحها، ولكن الاقتراض من أشخاص بهذه الطريقة حرام لأن كل مليم سيحصلون عليه إن نفعهم في الدنيا فلن ينفعهم في الآخرة. أما عن الرأي القانوني في هذه الإعلانات.. يقول د. حمدي عبد الرحمن- أستاذ القانون المدني بجامعة عين شمس-: الفوائد في القانون المدني إما اتفاقية أو قانونية، وفي حالة هذه الإعلانات فهي اتفاقية، ولا تزيد الفوائد فيها عن 7%، وهذه الإعلانات هي ربا ولكنه مباح وليس ممنوعاً قانونا، ولكن في نفس الوقت مقيد، ولكن لو بزيادة عن 7% فوائد يقع تحت طائلة القانون، كما أن القانون الجنائي يعاقب على اقتراض الربا الفاحش، ولكن في هذه الإعلانات لا يوجد ربا فاحش.