على أنغام ترنيمة " يا حبيبنا يا أبو قلب حنين " التى قدمها فريق كورال كنيسة العذراء مريم ببنها ..افتتح قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية ليلة أمس وسط حضور كبير .. تصوير : محمد لطفى قدم البابا التحية للآباء والأساقفة والكهنة والرهبان ولجميع الأقباط من الحاضرين.. وقبل أن يرد على التساؤلات التى وردت أعطى البابا درساً فى كيفية صياغة الأسئلة بحيث تصل بسرعة لذهن متلقيها حيث قال "هناك من يسأل أسئلة طويلة وبخط رفيع تأخذ وقتاً فى القراءة .. المفروض اللى عنده سؤال يكتبه بهداوة وبدقة وبرقة ، لكن يعمل عريضة هذا طبعاً مرفوض .. فإذا أردت أن تطاع اطلب ما يستطاع " . وفى أثناء اللقاء وجه البابا شنودة الشكر للأهرام وللأستاذ أسامة سرايا على مقاله المنشور بعدد الأهرام أمس حول المواقف الوطنية للكنيسة والبابا شنودة ، ولم يتوقف البابا طوال اللقاء عن مداعبة الحاضرين ، حيث طلب زغرودة فأجيب طلبه حيث زغردت إحدى السيدات زغرودة هزت أركان الكاتدرائية .. ويبدو أن الزغرودة أعجبت البابا حيث قال " دى هتوصل بنها على طول .. الزغرودة لغوياً من فعل زغرد يعنى غرد فهى نوع من التغريد النسائى الذى لا يتقنه الرجال ، وفى أمريكا برضه النساء هناك يستقبلونى بالزغاريد فكنت مندهش قوى من الموضوع ده ولكنى اكتشفت أنهن يحضرن إلى مصر ويتعملن من المصريات " . ثم بدأ البابا فى الإجابة على الأسئلة حيث تلقى سؤالاً من فتاة تقول : أنا مخطوبة من سنتين وهناك مشاكل بين أبى وأمى حيث يرفض أبى العريس وكانت النتيجة أن أمى تركت البيت .. أنا مش عارفة أعمل إيه ؟ فقال البابا : والله الواحد مش عارف الآباء دول حكايتهم إيه يعنى ..لو أنت يا بنتى تزوجتى هل أبوك هيطلق أمك ، حاجة عجيبة أو أمك هترجع بس أنت تطلقى .. هنشوف الموضوع ده . كما تلقى البابا استفساراً من سيدة تريد أن تقيم فى كهف تتعبد فيه بجوار الأنبا بولا فقال لها ممنوع يا بنتى هذا خطير ، وإن كان ذلك يحدث فى العصور الماضية فهو لا يمكن أن يحدث الآن حرصاً عليكم وصيانة لكم .. وسألت إحدى السيدات البابا عن مدى تأثير الدجل والشعوذة على إخراج العفاريت من البنى آدمين حيث قالت : هناك سيدة فى القاهرة عندها موهبة إخراج الشياطين من الجسم فذهبت إليها وقالت لى إن أنا معمول لى سحر وكان رد البابا ساخراً حيث قال " الشياطين دول لعبيين وخلى بالك ممكن تخرجه من واحد وتدخله فى واحد تانى " . كما حكى البابا حكاية إنسانية عن سيدة طلبت مساعدته حيث أن طفلها الصغير البالغ من العمر 6 سنوات قد تعرض لنقص أوكسجين فى أثناء الولادة مما أحدث له ضموراً فى المخ كان له تأثير على الكلام والقدرات فالطفل لا يتكلم سوى كلمات محدودة ولا يعيش حياته الطبيعية ولا يوجد أمل إلا أن يسافر ألمانيا لإجراء عملية زرع الخلايا الجذعية وهذه العملية تتكلف 15 ألف يورو يعنى حوالى 114 ألف جنيه مصر، وكان الحل الوحيد هو أن يتم بيع الشقة التى تسكن بها الأسرة ولكن لم يكن هناك مسكن بديل .. تلقى البابا هذه الرسالة بمزيد من التأثر وقال لها إحنا يعز علينا أنكم تبيعوا شقتكم وإذا كان ابنك ممكن يسمع ويشوف ويتكلم ب 15 ألف يورو تبقى ال 15 ألف يورو رخيصة قوى علشان ابنك وإحنا ممكن قوى نساعدك وندفع لك مصاريف العملية ومصاريف الإقامة كمان .. وعند هذا الرد ضجت أركان الكاتدرائية بالتصفيق والتحية لقداسة البابا . وتلقى البابا اقتراحاً من أحد الشباب يتابع اعلانات مكاتب التزويج ، حيث حاول أن يبحث عن عروسة من خلال هذه المكاتب ولكنه فشل و اكتشف أن الموضوع كله نصب فى نصب ، وطالب هذا الشاب بأن تقوم الكنيسة بموضوع التزويج وتوفيق رأسين فى الحلال فقال البابا هنشوف الموضوع ده وأكيد البنت اللى عايزة تتجوز بالطريقة دى هتجيب أحسن صورة لها فى حياتها قبل أن تتزوج . ورسالة أخرى من واحد متزوج يشتكى من أمه التى تتدخل كثيراً بينه وبين زوجته فقال له البابا طالما إنك عايش معاها يبقى لازم تتدخل فى حياتك أصل ده طبع النساء وعلى رأى واحد سأل واحد : هل حماتك من النوع النكدى فرد عليه وقال له : وهو فيه نوع تانى !! وفى استفسار حول تأخر صدور كتاب اللاهوت المقارن للبابا شنودة قال البابا : هناك فرق بين النية والإمكانية ..أنا عندى النية ولكن ليست عندى الإمكانية بسبب ازدحامى الكبير وتراجع صحتى والمشاكل فكل ذلك لا يترك لى مكاناً ولا وقت للكتابة ، ربنا يعدل الحال ويطلع الكتاب . ثم دخل البابا فى محاضرة عنوانها الضمير حيث قال فى عظته التى أخذت طابعاً فلسفياً : الضمير ليس هو صوت الله فى الإنسان مثلما يقول بعض الحكماء لأن الضمير ممكن يخطىء بسهولة لأسباب كثيرة ، والضمير ممكن يتركن شوية ويترك المجال فارغاً للعقل المتحرر من القيود لكى يفكر ويدبر ويبرر الخطايا .. وعندما تحدد الهدف لازم يكون هذا الهدف صحيحاً وتكون الوسيلة لتحقيقه أصح ، والضمير 3 أنواع .. ضمير صالح وضمير يبلع الجبل لاتساعه وضمير موسوس يتألم عند كل ذنب ولو كان هذا الذنب صغيراً ، والضمير أيضاً يتأثر بالمعرفة والتى بها يستنير الضمير ولا تكون هناك خطايا خاصة عندما تكون هذه المعرفة صالحة ومؤثرة فى النفس وهى المعرفة التى تقود إلى التوبة لكن هناك معرفة أخرى ضالة تميت الضمير . أيضا الضمير يتأثر بالبيئة التى يعيش فيها الإنسان وممكن الإنسان يفكر بضمير الجماعة ، وعايز أقول حاجة مهمة فى الختام و هى أن الضمير حاجة والإرادة حاجة تانية فهناك فرق بين ما يريده الضمير وما يريده الإنسان .. الضمير مثل إشارات المرور التى ترشد ولا ترغم فهو ليس له سلطة والإنسان كثيراً ما يكسر إشارة مرور الضمير .