بعد عرض الفيلم وفى أثناء المؤتمر الصحفي الذي أعقبه ، تعالت تعليقات الصحفيين والحضور الساخرة، سيناريو ضعيف ومفكك، آداء باهت للأبطال، إيقاع بطيء، باختصار الفيلم لم يكن به سينما تستحق المشاهدة، ولا مناظر تستحق الضجة التي أثيرت حوله. تصوير: أميرة عبد المنعم فقد أقيم العرض الخاص بفيلم "الشوق" في إطار المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم من إخراج خالد الحجر وتأليف السيناريست سيد رجب – والذي شارك في التمثيل في الفيلم- وبطولة سوسن بدر وروبي وأختها كوكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان. الفيلم يحكي قصة عائلة بسيطة تسكن في حي اللبان في الإسكندرية، الأب – سيد رجب – يعمل " صانع أحذية"، والأم – سوسن بدر – تبيع البن وتقرأ الفنجان لنساء الشارع الضيق كما أنها "ملبوسة" من عفريت والذي يسيطر عليها عندما تغضب، ولديها بنتان – روبي وكوكي - وطفل صغير. الأب سكير، والبنتان مرتبطتان عاطفيا بأحمد عزمي و محمد رمضان، أما الإبن فهو مريض بالكلى ويحتاج لغسيل كلوي 3 مرات أسبوعيا ويقومون بعلاجه في مستشفى خاص ، يبيعون كل ما عندهم، ثم تضطر الأم للسفر إلى مصر وبعد فشلها في إيجاد عمل تتحول لمتسولة، حتى تجمع ثمن "الغسلة" وبعد عودتها تجد أن ابنها مات. الأم تقرر أن تحمي بنتيها من مصير أخوهم ولذلك تستمر في العمل بالتسول، وحتى تضمن ألا "يكسر أحد عين بناتها" تقوم هي بكسر أعين الشارع كله، إما بمشاركتهم في تجارتهم بمالها الجديد، أو بمعرفة أسرارهم عن طريق قراءتها للفنجان، بينما يظل حلمها تزويج ابنتيها بمن ينتشلهم من الفقر الذي يعيشون فيه. وعندما يأتي أحمد عزمي ليتقدم لابنتها – روبي – ترفضه بحجة فقره، وتسلط عليه بنقودها من يضربونه فيتخلى عن التفكير في ابنتها مرة أخرى، هنا تنقلب الابنتان على أمهما ويتحول الفيلم إلى خط آخر بعد انحرافهما .. الشارع كله يعرف ما تفعله البنتين، ولكنه لا يستطيع أخذ رد فعل لأن أمهما "كسرت عينهم"، وعندما تعود وهي تحمل جوالا مليئا بالنقود التي جمعتها بالتسول وتريها للبنتين، تثوران عليها وتقول لها شوق – روبي – " في الوقت اللي كنت بتبيعي فيه الفلوس دي كنا بنبيع شرفنا". فتنتاب الأم الحالة التي يسيطر العفريت عليها فيها فتضرب برأسها في الحائط، بينما يمتنع الجيران عن إنقاذها كما كانوا يفعلون سابقا، حتى ابنتيها لا تتحركان، لتموت، وفي اليوم التالي تأخذ البنتان جوال النقود وتتركان المنزل لأبيهما وهو نائم. الفيلم مليء بالكآبة والأسى والأحداث القافزة غير المنطقية، مثل وجود رجل مصاب في حرب أكتوبر بكسر في عموده الفقري وضعف جنسي، ورغم مرور 37 سنة على الحرب إلا إن ابنه في أوائل العشرينات من عمره ! الفيلم أيضا لا توجد به مشاهد عري أو شذوذ كما قيل مؤخرا، والمخرج خالد الحجر دافع عن إيقاع الفيلم الذي اتهمه الحضور بالبطء الشديد قائلا : كنت أتوقع هذه الملاحظة ولكني رأيت أن هذا هو الإيقاع المناسب للفيلم، وعن إتهامه بتصوير العشوائيات في الفيلم لأنه إنتاج مشترك قال إن هناك لبسا بين العشوائيات والأحياء الشعبية الفقيرة، مضيفا "لقد قدمت في الفيلم حي شعبي فقير". وعن طول فترة عرض الفيلم والتي بلغت ساعتين و10 دقائق قال الحجر " أنا المخرج ومن حقي أن أقدم الفيلم في الوقت الذي أراه مناسبا، وقد كانت مدة فيلمي السابق قبلات مسروقة ساعتين ولا أعتقد أن العشرة دقائق سيفرقوا". أما السينارست سيد رجب فقال : "مش هقدر أرد على الناس اللي بتنتقد الفيلم، أنا شايف ان ناس كتير بتموت علشان مفيش فلوس، إذا لم يكن هناك حتمية درامية للأحداث، فبالتأكيد هناك حتمية إنسانية، أنا لم أراع التكنيك وأنا أكتب، فقد راعيت إحساسي " .. سوسن بدر هي الوحيدة التي لم تصيبها سهام النقد الحاد ..بل أشاد الحضور بآدائها، وقالت إن أول ما فكرت فيه عند قبولها للدور هو كيفية هروبها من شخصية "البدرة" التي قدمتها في مسلسل الرحايا، ولذلك فقد اعتمدت على ماكياج مختلف لفاطمة بطلة فيلم "الشوق"، مشيرة إلى أن أصولها الصعيدية جعلتها تستطيع رسم شخصية بدرة جيدا، أما فاطمة فكانت شخصية يسيطر عليها الحزن بسبب الظروف التي تمر بها .