من أجل تشجيع الطلاب الموهوبين لمرحلتي التعليم الأساسي و الثانوي أعد كل من مركز "رعاية الموهوبين بمحافظة القاهرة" و"قطاع الفنون التشكيلية" دورة تدريبية تحت عنوان "المسرح المتحفي" رغبة منهم في استغلال تلك المواهب استغلال أمثل وتدريبهم على المهارات الأساسية في كل فن، وتنمية ما يمتلكوه من مواهب. كتب: محمد جمال ومصطفى محمود ومنال رشوان وفي هذا الصدد "قالت ماهيناز ماهر" مدير إدارة البرامج الثقافية في قطاع الفنون التشكيلية، أن السبب وراء تأسيس المسرح المتحفي هو ضرورة التقاء الفنون مع بعضها البعض، لذلك فهو برنامج تدريبي قائم على مجالين الفن التشكيلي والمسرحي، حيث يستغرق البرنامج من شهر ونصف إلي شهرين داخل المتاحف الفنية كمتحف محمد ناجي، والجزيرة، ومحمود مختار، من أجل دراسة تاريخ هؤلاء الفنانين في البداية كمحور أساسي للحصول على قاعدة معلوماتية عنهم، ومن ثم يتم الاعتماد عليها في إنتاج أعمال فنية في مجالات مختلفة كالتصوير والنحت إلى جانب استخدام تلك المعلومات أيضاً في إنتاج عمل مسرحي، فتقوم المواهب بإعداد كل ما يحتاجه هذا العمل بأنفسهم من سيناريو وحوار وتمثيل وموسيقي تصويرية والديكورات والإخراج. وأكدت أن هناك عدد من المتخصصين من داخل قطاع الفنون التشكيلية إلى جانب بعض المتخصصين من الخارج كمجال المسرح والإخراج يقوموا بالإشراف على تلك الأعمال الفنية و تدريب الطلاب على الأساسيات التي ستساعدهم لتنفيذ العمل الفني على أكمل وجه. وأوضحت ماهيناز أن عدد المشاركين في الدورة 35 مشاركًا من أبناء مركز رعاية الموهوبين بالإدارة التعليمية بمحافظة القاهرة، وفي مرحلة عمرية تتراوح بين 15 إلى 25 سنة مضيفة أنه يتم في الحفل الختامي لكل دورة عرض كافة الأعمال الفنية في معرض فني بالإضافة إلي عرض مسرحي. وفي سياق متصل أشارت "جيهان حسن" مشرف التربية الفنية بمركز رعاية الموهوبين بمحافظة القاهرة أنه تم إجراء برتوكول تعاون مع قطاع الفنون التشكيلية منذ عام 2009 لتشجيع المواهب الشابة علي مستوى الإدارات التعليمية لمحافظة القاهرة لذلك إتخذنا دور المنسق بين الطلاب وبين ورش المسرح المتحفي مضيفة أن في كل إدارة مسئول للموهوبين يتبع المركز، فيتم إجراء عدد من المسابقات الدورية يتم طرحها من قبل مديرية التربية والتعليم في مجال الرسم والعزف والغناء والمسرح داخل المدارس التابعة لكل إدارة ويتم عرض الأعمال علي لجنة متخصصة في كل مجال داخل وزارة التربية والتعليم وفي حالة العجز في بعض تخصصات المسابقة يتم الاستعانة ببعض المتخصصين من الخارج فتتاح الفرصة لأصحاب الأعمال الفائزة للمشاركة في ورش المسرح المتحفي. كما أعربت عن إعجابها بورش المسرح المتحفي لأنه ساعد الطلاب علي اكتشاف مواهب أخرى بداخلهم غير مقتصرة على العزف والغناء والرسم بل اكتشفوا قدرتهم علي الكتابة والتمثيل والإخراج، من خلال إعدادهم لعمل مسرحي، ذلك إلى جانب استخدام لوحاتهم الفنية كديكور لخشبة المسرح. كما قالت أن ابرز الإدارت المشاركة في هذا العام هم؛ إدارة المعادي والسيدة زينب وحدائق القبة والوايلي والزيتون والبساتين ومصر القديمة، مطالبة بأن يتم تدشين مركز لرعاية الموهوبين في كل محافظة لتشجيع الطلاب الموهوبين في القرى والأرياف. وبالإنتقال إلى المواهب المشاركة في الورش؛ قال محمود طاهر،طالب بمدرسة النقراشي تجريبي التابعة لإدارة حدائق القبة، أنه عرف المسرح المتحفي من خلال والده الموظف بمديرية التربية والتعليم، وأنه شارك في المسابقة الفنية في مجال الرسم واجتازها، معرباً عن سعادته للمشاركة في المسرح المتحفي حيث استطاع أن يتخلص من خجله، ووقف علي خشبة المسرح بدون خوف بالإضافة إلي روح التعاون بينه وبين زملائه في الدورة. في حين تعرف محمد عصام، مدرسة دار التربية، على الورش من خلال دكتورة ماهيناز، والتي شاركته في ورشة أخرى، للطباعة بدار الأبرا المصرية، وشارك في الورشة لتنمية موهبته فى الرسم والعزف على آلة الجيتار. وعن الفتيات الموهوبات؛ قالت ياسمين محمد، مدرسة المعادي الثانوية بنات التابعة لإدارة المعادي، أنها تعرفت على الورشة من خلال الدكتورة جيهان، التي شاهدت لوحاتها ورسمها على الحائط، حيث تربطهم صلة جيرة، وتضيف أنها لبت طلب جارتها وحضرت إلى الورشة ولم تكن متحمسة في البداية ولكن بمجرد تعرفها على زملائها في الورشة أصبحت أجمل. وأضافت سماح محمود، مدرسة السنية الثانوية بنات، أن أغلبهم يملك موهبة الرسم وقليلًا منهم من يملك موهبة تمثيل أو موسيقى، وأنها تعرفت على الورشة من خلال إدارتها التي رشحتها من خلال مسابقة. وأوضحت أنها تعلمت داخل الورشة أصول فن الرسم والظل والنور وكيفية إخراج لوحة واضحة المعالم من مجموعة خطوط غير مفهومة، حيث قام دكتور "محمد طمان" فنان تشكيلي، بتعليمهم الظل والنور من خلال فتح المتحف أمامهم لاختيار تمثال يقومون برسمه وتعليمهم الأبعاد، وكانت هذه اللوحة الثانية، والأولى كانت تقوم حول فكرة التخيل من خلال القاء الألوان المائية على لوحات وتركها لتجف ثم تخيل أفضل شكل يمكن أن تكون عليه هذه اللوحات وتحويلها إلى شكل يمكن فهمه. وأضافت أنهم لم يتعلموا الرسم فقط وانما أخرجت الورشة من داخلهم فن لم يمارسوه من قبل وهو التمثيل المسرحي، فقد قاموا بعد الانتهاء من عدد من ورش الرسم، بالإعداد لورشة مسرحية من خلال تقسيمهم إلى 4 فرق يقوم كل منهم على تأليف قصة، وانتخاب 5 أفراد منهم يقومون باختصار الأربع قصص الناتجين في قصة واحدة تظهر في هيئة مسرحية فى الحفل الختامي ولكن بعد إدخال بعض التعديلات من خلال المخرج محب سيدهم الذي منحم إعداد جزئي للممثل، وأنها تقوم بدور فراشة في المسرحية. قالت منة الله عاطف، مدرسة السنية الثانوية بنات، أن الاخصائية الاجتماعية بالمدرسة هي من رشحتنا للإدارة، حيث اشتركنا معها من قبل في أكثر من مسابقة، وتم اختيارنا للحضور وتعلم الرسم، كما طلبتنا الإدارة للمشاركة في المسرح التابع لها ولكن نظرًا لانشغالنا في الدروس والثانوية العامة، قمنا بالرفض. بينما قالت ياسمين ماجد أنها لم تحضر تابعة لإدارتها وإنما تابعة لقطاع الفنون التشكيلية، لكونها منتظمة في حضور الورش الخاصة بالرسم، وأن لها عدد من اللوحات مثلت بها مصر في عدة دول كاليابان وروسيا، ولذلك طلب منها القطاع الحضور إلى الورش، وما يجعل هذه الورش مختلفة عن غيرها هو عدم توقفها على الرسم وانما تضم عدد من المواهب وتجعلك تتعلم فنون أخرى، بالإضافة إلى الاهتمام من جانبهم والوقوف على أيديهم حتى يتقنوا الفن.