قبل فتح باب الانتقالات الشتوية ووسط الأزمات المالية التى وصلت لدرجة أن الزمالك فتح باب التبرعات وستلحق به أندية أخري قريباً .. لابد من طرح السؤال : لمصلحة من هذا الإرتفاع الجنونى فى أسعار لاعبين لا يستحقون أصلاً ربع ما يطلبونه ؟! فالزمالك مثلاً الذى يعانى مادياً .. يمنح محمود فتح الله 3 ملايين سنوياً وشيكابالا بعد التجديد سيحصل علي 4 ملايين سنوياً ، بل هناك لاعبون بعيدون تماماً عن المشاركة مثل أحمد غانم سلطان ويحصل علي 2 مليون و600 ألف سنوياً ، وحتى الأهلى أيضاً أرقام لاعبيه أصبح مبالغاً فيها مثل عماد متعب الذى جدد 3 سنوات مقابل نحو 11 مليوناً ، الأرقام السابقه ما هى الا جزء بسيط من فوضى السعار التى انتشرت فى ملاعبنا، قد لا تكون المشكلة فى كبار اللاعبين، ولكن المشكلة فى أن هناك لاعبين لا يملكون أى رصيد ولم يحققوا بطولات لأنديتهم ولم يشاركوا مع المنتخب، ورغم ذلك تجدهم يضعون شروطا ويتمردون على أنديتهم التى صنعتهم .. واذا قلنا أن ارتفاع أسعار اللاعبين ظاهرة عالميا بدليل عرض ريال مدريد شراء ليونيل ميسى لاعب برشلونة مقابل 120 مليون يورو، فيكون الرد أن هذا اللاعب سيحقق لناديه أكثر مما دفعه، وسيدر دخلا كبيرا للنادى من مصادر عدة أبسطها الإعلانات ومبيعات فانلاته ، فهناك يدفعون فيمن يستحق.. الكابتن طه اسماعيل عندما طرحنا عليه الموضوع كان مستاء جداً وقال : أسعار اللاعبين فاقت كل توقعات لأن ما يحدث هو نوع من الفوضى والعشوائية ولا يجب أن نحمل المسئولية لأحد بعينه فكلنا مسئولين، وحتى نتمكن من السيطرة على هذه الفوضى يجب أن تكون هناك رؤية شاملة ومساهمة من الجميع، وهناك بعض الأمور التى يجب مراعتها عند التعاقد مع أى لاعب منها الكفاءة الفنية للاعب والتي تصل لدرجة الابداع وليس التفوق او الاجادة فقط في المباريات ، فاللاعب المبدع صاحب المهارات العالية هو الذي ينقذ فريقه في أصعب الظروف ..ولذلك وجدنا التاريخ لايسجل في ذاكرته سوي المبدعين والموهوبين وهم اغلي أسعار ومن أمثال هؤلاء فى مصر محمد ابوتريكة فى الأهلى وشيكابالا فى الزمالك، والامر الثاني هو الانضباط السلوكي للاعب .. فيوجد لاعبون احترفوا ورجعوا لانهم يتحججون بأشياء واهية لا معنى لها في دنيا الاحتراف ، والعنصر الثالث هو انتظام اداء اللاعب بمعني ان منحني مستواه في المباريات يكون واحدا وفي ارتفاع مستمر او علي الاقل لاينخفض عن مستواه المعتاد عنه. ويقول المهندس عدلى القيعى المسئول عن التعاقدات بالنادى الأهلى : أعتقد أنه لا توجد طريقة مثالية لتحديد أسعار اللاعبين، فلا يوجد سقف لخفض الأسعار، ولكن هناك مجموعة من الأمور على اساسها يمكن أن نقول أن هذا اللاعب يساوى كذا، أهمها عمر اللاعب، والفترة المتبقية له فى الملاعب، وامكانات اللاعب المهارية والبدنيه، وقدرته على تنفيذ تعليمات المدرب والتزامه التكتيكى، وحالته الطبيه، ويجب أن نضع فى الاعتبار أيضا السلوك الشخصى للاعب، ومدى قدرته على تطوير آدائه والتأقلم مع الفريق وعدد الانذارات التى يحصل عليها، ولا يجب أن نغفل أيضا أهمية اللاعب بالنسبة للفريق ومدى احتياجه له، وقد يقل سعر اللاعب اذا لم تكن هناك أندية أخرى تنافسك على شرائه، لكن هناك شىء آخر قد يكون بعيدا عن الكرة وهو السعر التسويقى .. وهو غير معروف في مصر بالمعني الحقيقي له . ويقول الكابتن مجدى عبد الغنى رئيس جمعية اللاعبين المحترفين :لابد من وجود بورصة لأسعار اللاعبين لكى نتغلب على العشوائية فى انتقالات اللاعبين بين الأندية، وقد تقدمت جمعية اللاعبين المحترفين حل هذه المشكلة من خلال وضع أسس لتسعير اللاعبين وهذا هو النظام السائد فى أوروبا، حيث يتم تحديد سعر أى لاعب بناء على أمرين ، الأول المرتب الذى يتقاضاه اللاعب من النادى والذى يتم تحديده حسب امكانات اللاعب وأيضا امكانات النادى ، والأمر الثانى هو عامل العطاء فى الملعب، ويتم حساب ما يتقاضاه اللاعب كما يلى ، بأن نضرب راتبه فى عدد الأعوام المتبقية له فى الملاعب، على أن يزيد هذا السعر بنسبة 30% فى حالة انضمام اللاعب للمنتخب. الناقد الرياضى الكابتن على ابوجريشة أكد قائلا: لابد أن نتعلم من التجارب الناجحة فى الدول الأروبية سواء فى ايطاليا أو انجلترا أو ألمانيا ونقوم بتطبيقه مع مراعاة ظروف مجتمعنا عند التطبيق، وأنا لى وجهة نظر فى مسألة عقود وفلوس اللاعبين، فالأرقام التى نسمعها كل يوم تؤثر على الحالة النفسية للاعبين .. فهناك لاعبون يستحقون أرقاما عالية ومستواهم يؤهلهم لذلك وتجد أسعارهم ضعيفة جدا، ولاعبون لا يستحقون أى شىء ويحصلون على أرقام خيالية، لكن أكثر ما يضايقنى هو ما تقوم به بعض الأندية الصغيرة أو مراكز الشباب والتى يكون لديها لاعب لم تدفع فيه أي شىء أو اشتروه بألفين أو 3 آلاف جنيه، وقد يتنازلون عنه لأى ناد دون مقابل أو بملاليم، ولكن بمجرد ما يعلن الأهلى أو الزمالك عن رغبتهما فى ضم اللاعب يتحول هذا من رياضي مغمور إلي نجم ويطلب فيه ناديه الملايين ، واعتقد أن اتحاد الكرة هو الجهة المسئولة عن ذلك وعليه أن يضع حدا لمسألة أسعار اللاعبين. الناقد الرياضى الكابتن خالد بيومى يؤكد ما سبق ويقول : ما يحدث عندنا فوضى مسئول عنها الاتحاد و الأندية .. واللاعب هو الوحيد المستفيد، والطبيعى أن تكون هناك مجموعة من العناصر علي أساسها يمك تحديد قيمة اي لاعب وهي سن اللاعب وعدد مشاركاته الدولية ونسبة مشاركاته المحلية ومستواه في كل المباريات التي يشارك فيها وهل مستواه ثابت أم متذبذب وأيضا سلوكه والصورة الذهنية عن اللاعب لدي النقاد والجماهير والمدربين، وطبعا هذا الكلام نحن لا نعرف عنه أي شىء .. فبمجرد تألق اللاعب في مباراة امام الاهلي والزمالك تنهال عليه العروض من كل الأندية، ولكن يجب أن اؤكد أن الأهلى هو النادى الوحيد الذى يتعاقد مع اللاعبين بدرجة من الاحترافية ويراعى بعض الأمور ويحدد سعر اللاعب بناء على مستواه. أما الاعلامى محمد شبانة فيقول :أعتقد أن أهم شىء يجب أن يتحكم فى سعر أى لاعب سواء بالارتفاع أو الانخفاض هو ثقافته الكروية ..فاللاعب أولا يجب أن يتميز بالثقافة التكتيكية أي قراءة المباراة وتنفيذ تعليمات المدرب بدقة وبسرعة ، أيضا الثقافة الكروية تعنى محافظة اللاعب علي نفسه من الاصابات والانذارات فاللاعب كثير الاصابات لن يباع بسعر عال حتي لو كان نجما كبيرا ، ونشاهد تلك الميزة الهائلة في اللاعب ميسى فهو يفعل كل مايريد في الكرة ويراوغ افضل المدافعين في العالم ولايصاب لانه يحافظ علي نفسه ويعلم متي يحتك ومتي يبتعد ومتي يراوغ ومتي يسدد .. اما اللاعب كثير الانذارات فهو لاعب غير ذكي كرويا لانه قد يسبب ازمة لفريقه بالطرد او حتي الغياب وحرمان الفريق من جهوده.