مدرسة المعادي الثانوية العسكرية، مدرسة حكومية، بها طالب يستعد الآن لنيل درجة الدكتوراه في الهندسة، وآخر لديه دعوة من انجلترا وألمانيا لعرض ما توصل إليه من أبحاث واختراعات مهمة .. تفاصيل أكثر فى التحقيق التالي. تصوير: محمود شعبان brمحمد ماهر- طالب بالصف الأول الثانوي- يقول: اكتشفت نظرية جديدة في الهندسة وتحديدا في علم حساب المثلثات أهلتني للحصول على درجة الماجستير من كلية الهندسة بجامعة حلوان، وأستعد حاليا لمناقشة درجة الدكتوراه، وما اكتشفته أن هناك علاقة بين القوس والوتر بالمثلث وبين الزاوية المقابلة لهما وتوصلت لقانون يستطيع قياس هذه الزاوية بالدرجة والدقيقة والثانية لمثلث مجهول وهو قانون س x ثابت محمد / 100، وحينما ذهبت لوزارة البحث العلمي كانت مفاجأة كبيرة لهم لأني حتى لم أكن درست ما يساعدني للوصول لذلك، هذا بخلاف نجاحي في تحضير غاز الهليوم من خلال الأدوات المنزلية فلدي معمل كيميائي في البيت منذ أن كان عمري 7 سنوات، كما أنني دارس للشريعة الإسلامية وكل طموحي الآن أن أكون أستاذا في الهندسة. ويقول طارق محمود- طالب بالصف الثاني الثانوي-: أنا نجحت في تصميم جهاز إنذار حريق معتمدا على فكرة تمدد الغازات فيحدث إنذار حريق بالصوت والضوء، كما توصلت لمادة تستطيع فصل مواد القمامة عن بعضها في 7 أيام فقط حيث أن المادة التي تم اكتشافها تتطلب 40 يوما لفصل مواد القمامة، بخلاف أنني قمت بابتكار جهاز يقوم بتنقية الغرف المغلقة من الميكروبات والأوبئة، وقد تم ترشيحي لجائزة الملك فيصل، هذا بخلاف أنني مدعو من إنجلترا وألمانيا لعرض ما توصلت إليه. شريف حسن- طالب بالصف الثاني الثانوي- يقول: بدأت أقدم عروض الأستاند أب كوميدي في المدرسة بعد أن تم الإعلان عن التقديم لمسرح المواهب وقدمت في البداية للمشاركة في كرة القدم ولكن بعدها طلب مني المدرس تقديم عرض فبدأت في استعراض أحد العروض والذي لاقى إقبالا كبيرا من كل الحضور، ومن وقتها وأصبح لدي حفلة ثابتة في نهاية العام أقدم من خلالها عروض أقوم بكتاباتها بنفسي. أما أحمد حسام الدين-طالب بالصف الأول الثانوي- فيقول: حصلت على مجموعة من الدبلومات في البرمجة ببرنامج الفيجوال بيزك، وبدأت التعامل في مجال البرمجة حتى استطعت أن أصمم برنامج لتشغيل المالتميديا، وأتمنى أن أدخل كلية الحاسبات والمعلومات وأسافر اليابان وفي النهاية أقوم بعمل شركة برمجة منافسة لمايكروسوفت. ويشير محمود محمد- طالب بالصف الأول الثانوي- إلى أنه يقوم بتأليف الشعر والزجل قائلا: ساعدني في ذلك أنني متفوق في اللغة العربية والبلاغة، وبدأت أشعر بموهبتي منذ صغري حتى بدأت مرة أخرى في المشاركة من خلال أنشطة المدرسة وحصلت على جائزة في مجال تأليف الشعر، وسأقوم أيضا بعمل كتاب بمساعدة مدير النشاط. أما إسلام أحمد- طالب في الصف الأول الثانوي- فيقول: لدي موهبة في تكوين الأشكال بالصلصال وقد بدأت هذا منذ صغري وتدريجيا طورت من موهبتي وأقوم بتصميم تماثيل ومدن مصغرة بالصلصال، وأمنية حياتي أن أشارك في عمل مسلسل بالصلصال وأن أقوم بتقديم معرض لما أصنعه. مصطفى أحمد مصطفى- طالب بالصف الأول الثانوي- يقول: حفظت القرآن كاملا في 5 شهور، وحصلت على جائزة الإدارة التعليمية لحفظة القرآن، بخلاف أن القرآن ساعدني في تهذيب أخلاقي وجعلني ناضج فكريا بالرغم من صغر سني. عبد العزيز فؤاد-وكيل النشاط المدرسي- قائلا: أحضر ماجستير في التنمية البشرية بعد أن حصلت على عدة دبلومات في هذا المجال، فأنا مؤمن بأن الأنشطة هي السبب الأساسي في تفوق الطلاب كما أنها تقلل لديهم السلوك العدواني، فيوجد سجل يومي للأنشطة الطلابية يتم تنفيذه على أرض الواقع بأكبر عدد من المدرسين والطلاب، فمثلا الإذاعة المدرسية لا يقدمها طلاب محددين ولكن لدينا كل يوم فصل يقدم من خلاله الإذاعة المدرسية وهناك جوائز لأفضل فصل ومن خلال هذه الإذاعة يتم اكتشاف الكثير من المواهب لدى الطلاب، فأضمهم لمسرح المواهب الذي يلتقي أعضاؤه يوم الخميس من كل أسبوع لتقديم العديد من العروض التي تتناسب مع مواهبهم، مثل الإلقاء والغناء والشعر وتلاوة القرآن والإنشاد والعزف والتمثيل وكتابة القصة وعرض الاكتشافات والاختراعات العلمية، بخلاف أننا قمنا بتكوين فريق للتنمية البشرية يحمل اسم فريق السعادة، كما نقوم بعمل مجلة ننقد فيها أوضاع المدرسة السيئة ونخطر فيها مدير المدرسة والإدارة التعليمية بالتجاوزات وقد طرحنا مشكلة من قبل أحيل بسببها 12 شخصا للتحقيق، والجدير بالذكر أن مدير إدارة المعادي التعليمية لم يكن يصدق أن كل هذا موجود في مدرسة حكومية حتى شاهد بعينه الأنشطة التي نقوم بتقديمها والغريب أنه عندما تأتي لجان المتابعة من الإدارة فأعضاءها لا يفكرون في رؤية هذه الأنشطة على أرض الواقع وكل ما يهمهم هو السجلات المكتوبة. أما فاطمة أحمد شحاتة - مدرسة الحاسب الآلي بالمدرسة- فتقول: الجديد في الموضوع أننا لا نعتمد على أساليب العمل الروتينية وكل ما نفعله هو متابعة مواهب هؤلاء الطلاب الذين كل يحتاجون دائما إلى نظرة تشجيع. ويقول فرج عبد الحي- مدير الفترة المسائية بمدرسة المعادي الثانوية العسكرية- قائلا: أستغل سلطاتي كمدير للمدرسة في توفير كل ما يساعد الطلاب على ممارسة الأنشطة داخل المدرسة وتكريم المتميزين منهم بمنحهم شهادات تقدير وجوائز مادية، وقد تكون مثل هذه الأشياء لا وجود لها داخل ميزانية المدرسة ولكننا بقدر ما نستطيع نوفر لهم ما يجعلهم متحمسون للمشاركة والإبداع من خلال الإمكانيات المادية والبشرية من الأساتذة المشرفين على النشاط، والجدير بالذكر أننا وجدنا أن هذه الأنشطة تساعد الطلاب على التفوق دراسيا، الجميل أن الطلاب أصبحوا يحبون البقاء بالمدرسة، فالمدرسة لا تغلق أبوابها أثناء اليوم الدراسي ولا نجد أي طالب يحاول الهروب طوال اليوم الدراسي.