إفتح الباب وإقفله تانى ، كلمنى عربى ، كشرى كمالة ، إتفضل إشرب شاى ، .. ماذا يحدث عندما تقرأ هذه الكلمات أو الجمل على تى شيرت يرتديه واحد من أصدقائك ؟! . طبعاً شىء طريف جداً عندما نعلم أن مثل هذه الكلمات تخلق حالة غريبة من التواصل الإجتماعى مع الآخرين .. وخلال هذا الأسبوع تنظم كلية الفنون الجميلة معرضاً لهذه التى شيرتات بأسعار تبدأ ب 50 جنيهاً للتى شيرت الواحد ، وهذه الفكرة فى الأساس من ابتكار جماعة (اللقطة الواحدة) التى تضم عدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين من الشباب .. وكما هو واضح من الصور المنشورة ، هناك تشكيلات عديدة من (التى شيرتات) وتشكيلات أخرى من الشنط الحريمى الصغيرة والوسائد وكلها تستخدم رموز ورسوم وعبارات من صميم البيئة المصرية ورغم ذلك تثير حالة من السخرية والمواقف الطريفة لمن يرتديها .. يقول حسام على (22سنة ) مواقف كثيرة ممكن أتعرض لها بسبب تى شيرت اللقطة الواحدة فمثلاً كنت فى مرة فى النادى وفوجئت بكل ممن يرانى لازم يركز فى الكلمات المكتوبة وأحياناً ممكن يضحك أو يسخر فمثلاً كنت لابس تى شيرت مرسوم عليه عربية يد شعبية ومكتوب تحتها كلمة (فول) وطبعاً كل شوية حد يسألنى ويقول لى "إغرف لى طبقين" واللى يقول لى "إعمل لى سندوتشين" و "اللى يقول لى واحد زيت حار" .. يعنى كلام ساخر جداً مع أنك لو كتبت كلمة فول بالإنجليزى ( beans) يبقى عادى جدا وهذه حاجة غريبة . أما أحمد عثمان (23 سنة ) فيقول : أنا اشتريت أكثر من تى شيرت من معارض سابقة لمجموعة اللقطة الواحدة وفى الحقيقة هى تى شيرتات غير معتادة بالمرة ، فأنا مثلاً كنت أرتدى تى شيرت مكتوب عليه ( كشرى كمالة ) وبصراحة كانت حاجة مجنونة وكان عاجبنى جداً . لأنه شىء مختلف ونحن عادةً كشباب نرتدى تى شيرتات مرسوم أو مكتوب عليها كلمات إنجليزى أفظع وأحياناً فيها قلة أدب لكن مع ذلك لا تكون ملفتة للنظر ، لكن الكلمات المكتوبة بالعربى دائماً ما تكون ملفتة أكثر . ويقول أحمد سمير(24سنة) :إحنا عندنا عقدة الخواجة وهذه حاجة غريبة جداً يعنى العربى عندنا أصبح غير معتاد حتى فى استخدم برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة لا نميل دائماً لتعريبها . وعلى كل حال أنا اشتريت قميص مكتوب عليه "إتفضل إشرب شاى" وطبعا كل من يرانى يقول لى شكراً وأنا أبتسم له .. وهذه التى شيرتات خلقت حالة تواصل غير عادية فى الشارع بينى وبين الناس . واشتريت قميص آخر مكتوب عليه (إفتح الباب وأقفله تانى ) وطبعاً اللى يقابلنى يقول لى : وعلى إيه التعب ما تخليه مقفول وخلاص! . وحول طبيعة نشاط جماعة اللقطة الواحدة وأهدافها يقول الدكتورعبد العزيز الجندى ، أستاذ الجرافيك بكلية الفنون الجميلة والفنان التشكيلى وأحد أبرز أعضاء هذه الجماعة : فكرة جماعة اللقطة الواحدة بدأت عام 2004 وتكونت من عدد من خريجى كلية الفنون الجميلة الذين كانت تجمعهم فكرة ومبدأ واحد وهو ضرورة الرجوع للبيئة المصرية والشعبية فى الأعمال الفنية المختلفة ونحن نعشق تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ومن هنا أردنا أن نؤثر فى الثقافة وفى طريقة اللبس ، فابتكرنا فكرة مشروع (خليها بالعربى) حيث أردنا أن نقوم بتعميم استخدام اللغة العربية على التى شيرتات بدلاً من الرموز والكلمات الغربية من أجل الحفاظ على هويتنا ، خاصةً وأن بعض التى شيرتات التى يرتديها الشباب الآن للأسف تحمل معانى سيئة جداً مثل ( take me) و follow me)) وغيرها . وطبعاً الخامات كانت مكلفة ولكننا استطعنا أن نتغلب على هذه المشكلة وأنتجنا تشكيلات مختلفة واخترنا لها تعبيرات شعبية جذابة ورسوماً من التراث الإسلامى والعربى على أساس أن هذه هى ثقافتنا وهويتنا ، والفكرة نجحت بدليل حجم الإقبال الكبير من الشباب والطلاب على الشراء ونحن حتى الآن لم نقم بفتح محل للبيع لأن الموضوع غرضه فنى أولاً وأخيراً لكن ربما يحدث ذلك فى وقت قريب ، أيضا جماعة اللقطة الواحدة تنزل كل يوم جمعة فى شوارع مصر القديمة حتى تأخذ لقطات للوجوه والملامح والمعالم المصرية كما ننزل نرسم فى أماكن كثيرة جميلة وننظم معارض فى عدد من الجاليريهات وفى ساقية الصاوى وفى كلية الفنون الجميلة والمعرض الحالى هو جزء من مهرجان كبير اسمه "خليها بالعربى" ، ويضم عدداً من الورش والندوات الفنية ومنها ندوة مطولة عن مشروع القميص وكيفية إنتاجه من الأقمشة القطنية وكيفية تطوره عبر خمس سنوات مع عرض نماذج من الإنتاج .