نشرت الصفحة الرسمية لحركة تمرد صورة تذكارية تجمع عددا من شباب الثورة بالمشير عبد الفتاح السيسي .. الصورة تضم وائل غنيم وأسماء محفوظ وأحمد ماهر وأحمد دومة وخالد السيد.. لكن من كان يتصور ان ينقلب الحال بهذا الشكل وأن يصبح نجوم الصف الأول فى ثورة 25 يناير إما متهمون على ذمة قضايا أو مطاردون أو مسجونون .. هل تأكل الثورة أبناءها فعلا ؟ الصورة التى تثير حالة من الشجن جذبت تعليقات كثير من رواد الفيس بوك وأعضاء تمرد .. ويصبح السؤال الآن من يملك الحقيقة ومن يملك صكوك الغفران فى هذا الواقع المريب.. بعد ثورة 25 يناير كانت الفضائيات ومراسلو الصحف العالمية يتسابقون للفوز بتصريح صحفى من أحد هؤلاء الشباب، وكان شباب 6 إبريل فى المقدمة، كما كان وصف الشباب العادى لهم فى ميدان التحرير أنهم "عيال رجالة وقفوا فى وش مبارك ونظامه". كانت الحركة فى طليعة الحركات التى قادت الثورة والتفت حولها منذ البداية، قبل الخامس والعشرين من يناير بأيام كانت 6 إبريل تخطط لتنظيم وقفة إحتجاجية أمام دار القضاء العالى .. كان ذلك أقصى طموحها لكن دعوة الشاب وائل غنيم على الفيس بوك والتى أطلقها من خلال صفحة "كلنا خالد سعيد" قد أشعلت الغضب ودفعت الحركة لتبنيها وبدأت مجموعات الشباب التنسيق للحشد وتشجيع الناس على النزول بميدان التحرير منذ أول أيام الثورة.. لم تكن الحركة التى نشأت، كجماعة ضغط ضد فساد مبارك، تعلم أنها على موعد مع القدر فى 25 يناير فانطلقت من عقالها، وقادت المظاهرات منذ اليوم الأول، فى ذلك التوقيت كنا نصف الحركة بأنها مصدر الإلهام ومنبع الوحى للثورة ضد الظلم والاستبداد.. فى هذه الأثناء أيضا وبعد الثورة بعدة أشهر تم التقاط هذه الصورة التى يدور حولها التقرير وكان السيسي وقتها رئيس المخابرات الحربية.. لكن الصدام الفعلى بين الحركة والدولة العميقة بدأ مبكرا عندما دخلت الحركة فى صراع غير مبرر مع المجلس العسكرى الذى حكم البلاد إبان الثورة، وأطلقت الحركة الهتاف الذى دفعت ثمنه فيما بعد .. هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" .. وأعلن المجلس العسكرى صراحة عقب أحداث العباسية الأولى أن الحركة تمارس العنف والفوضى، وبعدها بعدة أشهر فتح القضاء المصرى ملف التمويل الأجنبى وتم توجيه الاتهام لبعض أعضاءها بتلقى تمويل غير مشروع من جهات أجنبية ..