فى دار الأوبرا المصرية وتحديداً فى قاعة الباب بمتحف الفن الحديث يقام حالياً معرض "ملامح الهوية المصرية" حيث يضم عدداً من الصور الفوتوغرافية لمصور إسبانى وآخر مكسيكى هما "طونيو لابرا" و " مانويل ألبارايث" هذا المعرض أثار جدلاً كبيراً بين زواره وبين عدد من المثقفين . حيث اعتبره البعض مسيئاً لصورتنا ولا يعكس بأى حال طباعنا ولا ملامحنا ولا شكلنا ولا رسمنا حيث تنقل الصور المعروضة ملامح قاسية لا تبتسم ووجوها عابسة تنتشرعلى سطحها التجاعيد المزعجة وملابس متواضعة للغاية ونظرات لا تعرف الطموح ، ناس شكلهم بالبلدى "وحش" ومقزز داخل حوارى غير نظيفة ونوافذ مكسورة وسيدات حزينات ورجال كسالى نعسانين وهرم وصحراء وجمل ووجوه فقيرة تكدست على أطرافها أتربة الشقاء وحياة أبيض وأسود لا تعرف الألوان ولا تعرف التطور ولا الرقى ولا الحضارة. أما عناوين الصور فهى أكثر إثارة وسخرية منها مثلاً "مدينة الموتى" فى إشارة للقاهرة حيث لم تركز الصورعلى الكنوز الأثرية والمعمارية الفريدة بالمكان وإنما ركزت على المقابر والأحواش كما حرصت على أن تنقل تفاصيل الحياة فى الأزقة الداخلية مثل فتاة تنظر فى خوف من الشباك وأخرى تغسل وتنشر ملابسها فى الشارع بلا خصوصية كما توجد صورة لمكان ما يسمى الحارة النظيفة وعليها تعليق مستفز يشير إلى تناقض مسمى المكان مع الحال ، وصورة أخرى تحمل عنوان الابتسامة فى مدينة الموتى حيث يتضح فيها إنسان ملامحه صعبة وابتسامته مزعجة. وكان واضحاً أن المصوران أرادا أن يحصرا الهوية المصرية فى هذه الصور المحدودة التى لا تعكس بأى حال الثقافة المصرية فى عمومها . هذه الصور المعروضة أمامكم والتى نترك لكم مساحة للتعليق عليها شاركت فى معرض دولى " للهويات" وضم دولاً عديدة فكانت فضيحة بجلاجل . ويقر الفنانان أنهما يكتشفان العالم من خلال أعمالهما ويدعوان إلى التحليل دون آراء مسبقة وأن هذه المعرض حسب كلامهما ينقل الهوية التى لا تراها العين الشاردة داخل المدينة التى تعيش فى كل وجه ، والوجه الذى نحت بكل دقة أركان تلك المدينة التى لا تعرف سوى هدوء الأبيض والأسود فى القاهرة وضواحيها التى نحاول و- الكلام للفنانين – أن نظهر بوضوح حقيقة هويتها فى كل عمل من الأعمال المعروضة فى لحظة صغيرة وهى لحظة الضغط على الكاميرا . يقول الفنان عادل رجب ناقد وفنان تشكيلى : الإنسان المصرى عامةً جميل فى ملامحه حتى مهما كان بسيطاً أو فقيراً ونحن كفنانين أو كمصورين أو كمثقفين عندما نبحث عن صور جميلة أو معبرة فلا نجد إلا الصور الإنسانية ، لكن كان على ما يبدوا أن الفنانين المذكورين ركزا على جانب واحد من الحياة وأرادا أن يقولا أن هذه هى مصر وهذه هى ثقافتها وصورونا على أننا بلد نامى فقير وكسول . سألنا أحمد مصطفى عضو الجمعية المصرية للتصويرالفوتوغرافى والمشرف على المعرض بالأوبرا : هذا المعرض يتم تنظيمه بالتنسيق مع إدارة العلاقات الثقافية الخارجية يعنى الموضوع فيه جانب دبلوماسى من خلال سفارة المكسيك حيث تقدم المصوران لتنظيم المعرض وتمت الموافقة عليه ، وطبعاً كان فيه خلاف كبير على الصور المعروضة باعتبارها لا تمثل ثقافتنا ولا هويتنا ولا شخصيتنا وبعض الفنانين اعتبروها أعمالاً مسيئة لنا ولكن وزارة الثقافة هى المسئولة عن اختيار المعارض وتنظيمها وهذه هى رؤيتها .