ارادت الثعلبه ان تدرب صغيرها على فن الحياه فقالت له اجر بسرعه ثم اقفز من فوق التل فخاف الصغير و قال لا فستكسر ساقى فقالت لا فسالحق بك قبل ان تقع فوثق الصغير لكنه وقع و انكسرت ساقه فاغتم الصغير وسال امه فى عتاب لما لم تنقذه كما وعدته؟ فاجابت فى حزن انى اخشى عليك من الهواء الطائر و لكنى اردت ان اعلمك اهم و اول درس فى الحياه فسالها و ما هو ؟فقالت له اول و اهم درس لا تثق فى احد مهما كان ...ولدينا تراث شعبى موروث من الامثال الشعبيه التى تؤرخ لا نعدام الثقه كالمثل المتاصل اللى تفتكره موسى يطلع فرعون ...و ازرع شجره تظلل عليك .ازرع بنى ادم يقلعك...والخ...وذاك هو النتاج الطبيعى لتضارب افعال و اقوال الحكام و الحكومات و التى وصلت لحد الكذب فى كثير من الاحيان لذا فقد امتدت الازمه الى الاصدقاء و الاهل ووصلت لذروتها عندما اجتاحت مصر اوائل القرن العشرين موجات التيار الشيوعى الملحد فى افكار لينين و ماركس التى افرزتها الثوره البلشفيه فى روسيا اما الان فالافكار التحرريه التى تدعو الى الالحاد فسندها الوحيد الجهل و الهروب من الفروض و الالتزمات و الحدود فالبطاله و الخواء الفكرى و انعدام الثقه فى الرموز وراء كل الازمات فلم تعد هناك مرجعيه حقيقيه تخلو من المصالح الشخصيه حتى صارت الثقه وهما و ذكرى و صارت الساحه مفتوحه للجهل و التطرف و الالحاد فتجد ملايين ينساقوا وراء كل من يهتف باسم الدين و الاف وراء من يهتفون باسم الحريه و العداله الاجتماعيه و النتيجه كما راينا و سمعنا قبل الثلاثين من يونيو مؤمرات كامله على التاريخ و الوطن و الارض و الشعب و المسئول الوحيد ..الجهل الذى لا يعد مرادفا للبساطه ففى اجيال مضت كان الوعى واقفا على ارض صلبه برغم بساطة الناس التى كانت تملك الايمان و الحكمه و التمييز الذى نفتقده تلك الايام فقداسة البابا شنوده له حكمه ماثوره قال فيها عن الالحاد ...بينما يبحث الاف الفلاسفه عن دلائل عن الخالق يصل ملايين البسطاء اليه.....فالبساطه سلاح الحكماء و دليلهم فعلى فرشة خضار بمصر الجديده تجد رجلا بسيطا يقول عن نفسه انه بصمجى لكن ستجد اعلى الفرشه صورا للزعيم عبد الناصر و قداسة البابا كيرلس و فضيلة الشيخ الشعراوى و البابا شنوده و قال انه مسلم لكن كل هؤلاء هم مصر فتلك هى البساطه الواعيه الحكيمه التى يفتقر اليها الكثير من مثقفى تلك الزمن الذى صار فيه كل واحد فى حاله فقد نجحت السياسه فى تقسيم الاصدقاء و الاهل داخل جدران البيت الواحد فانصار فلان يقولون لانصار علان سترجعون بنا الى عصر العبيد و تضيعوا مكاسب الثوره و جريمتكم لن يغفرها التاريخ ....فيرد انصار علان انتم من اضعتم البلد و وصلتم اعداءها للكرسى و اى مكاسب التى تهتفون بها فلو كنتم حققتم اى مكسب غير الخراب كان ممكن نصدق كلامكم فاصمتم قبل ان تلقوا بنا الى مصير سوريا او العراق.....و حسم القضيه سيحتاج الى خبير بصمات و الاستاذ هيكل قال ان لكل مجرم بصمات فمن حرق و دمر و اغتال و فرقع له سجل فى التاريخ اما الشعب فسيقف مع من انقذه ......و اخيرا فان الثقه لا تات مجانا فلابد لها من دلائل لمسنا بشائرها و لكن طبقا لنظريات الاحتمالات فليس دائما المقدمات المتشابهه تؤدى الى النتائج المتشابهه ....والله هو الاعلم.... منى عوض : كاتبة روائية وباحثة فى التاريخ