بعد تجربته الأولى التي قدم فيها أول فيلم سينمائي مقروء، يقدم الكاتب شريف عبدالهادي هذه المرة رواية "أبابيل"، وهي العمل الأول من نوعه الذي يتناول الفساد القضائي، وبطء المنظومة بشكل مبالغ فيه، ما يدفع المواطنين إلى فقدان الثقة في الحصول على حقهم بالقانون، ولجوئهم إلى قانون الغاب. وفي تصريحات خاصة ل"العربية.نت"، أكد شريف عبدالهادي، أن أي مشكلة في مصر دائماً ما تكون مرتبطة بالقضاء، وهذا ليس تقليلاً من شأنه، ولكن أي غلطة تجري خلاله يكون لها تأثير على حياة البشر، خاصة أن "العدل أساس الملك". موضحاً أنه بمحض الصدفة كان يتابع أزمة تيار استقلال القضاء في عهد الرئيس الأسبق مبارك، الذين كانوا يرغبون في تعديل قانون السلطة القضائية، وتلقوا وعوداً من النظام تم تناسيها فيما بعد، وتصعيد الأمور ضد أعضاء التيار الذين كان بينهم المستشار هشام البسطويسي. وهو ما دفعه إلى أن يقرر تقديم هذه الفكرة الخاصة بأوضاع السلطة القضائية داخل عمل روائي، مستنداً إلى دراسات نشرت تؤكد أن 96% من القضايا بها أخطاء، ومعتمداً على مقابلات أجراها مع مستشارين ومواطنين تضرروا من القضاء. وأشار المؤلف إلى أن وقوع ثورة الخامس والعشرين من يناير جعلته يقوم بتعديل الراوية، حيث كان يعتقد أن الأوضاع ستنصلح في مجال القضاء، ولكن حدث عكس ذلك - حسبما قال -، وهو ما جعله يعدل في النهاية إلى أن جاءت الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي. هنا قرر المؤلف أن يجعل النهاية تقع بوصول وجه ثوري للحكم يقوم بعمل تعديلات إيجابية لقانون السلطة القضائية، ولكن حدث عكس ذلك، وهو ما جعله يقوم بتعديل الرواية للمرة الثانية، خاصة بعدما قام الرئيس المعزول بتعديل القانون الخاص بالسلطة القضائية وفقاً لأهواء جماعته. وحول المسار الدرامي للرواية، أكد عبدالهادي أنها تدور حول قاضٍ شاب يعتقد أن وصوله لمنصبه سيمكنه من تغيير الأوضاع السلبية، ولكنه يكتشف أن المشكلة أكبر منه، وهناك فجوة بين القانون والعدالة، وهو ما يجعله يتمرد ويخرج على القانون من أجل الإتيان بالحقوق، ولكنه يكتشف أن هذا ليس هو الحل. مشيراً إلى أنها ستطرح في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بمعرض الكتاب، معترفاً بأن أكثر من دار نشر رفضت طرحها بسبب موضوعها، قبل أن تقرر دار "الربيع العربي" طرحها.