مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور ، لذلك فإنه من الضروري جدا أن الاهتمام ببناء عظاماً قوية في مراحل العمر المبكرة وفي سن الشباب والاستمرار في المحافظة عليها مع تقدم العمر لإبطاء الانخفاض الذي يحصل في كثافته خلال المراحل التالية . توضح أ.د رقيه عبد الشافى أستاذ باحث مساعد بقسم الأنثروبولوجيا البيولوجيه- شعبة البحوث الطبيه المركز القومى للبحوث أن العظام تكتسب القوه خلال مرحلة النمو وفي بداية حياة الفرد ، وتصل إلى أشد قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر وهذه تسمى ذروة الكتلة العظمية حيث يستهلك الأطفال الكالسيوم بنسبة كبيرة وتقل هذه النسبة عند سن العشرين ،لأنه لا يستخدم في هذه السن في بناء العظام وإنما في المحافظة على كثافتها ثم تنقص كتلتها بعد ذلك وتبدأ العظام بالترقق تدريجياً وتصبح أكثر هشاشة ، علماً بأن بعض الفقد هو جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية ، ولكن هذا الفقدان ليس سبباً في أن تصبح العظام هشة جداً حتى أنها لا تتحمل إجهادات الحياة اليومية العادية. و تؤكد على أن نسيج العظم يتكون من خلايا وأوعية دموية وأملاح ويكون في حالة من الهدم والبناء ويفترض أن تكون متوازنة في الأحوال الطبيعية ، ولكن في حالات الهشاشة يكون الهدم أكثر من البناء وتحتوي العظام على معادن مثل الكالسيوم والفسفور والتي تساعد على بقاء العظام كثيفة وقوية حيث تكون العظام في الحالة الطبيعية مليئه بالمسامات الصغيرة وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يزداد عدد المسامات وتكبر لتصبح أكثر هشاشة وتفقد صلابتها ، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بسهولة . وتشير على أن مرض هشاشة العظام عرف على المدى الطويل بأنه يصيب المتقدمين في السن إلا أنه تبين أنه يمكن أن يصيب الأطفال والمراهقين أيضاً ،وهو عبارة عن نقص في كثافة العظم وزيادة في مساميتة مما يجعله عرضة للكسر لأقل صدمة ويحدث نتيجة خلل في تكوين العظام وإنخفاض كتلتها المعدنيه حيث يسبب ضعف أو نقص في كثافة العظام ( كمية العظم العضوية وغير العضوية) يؤدي إلى تناقص كتلة العظام وهشاشتها مما يجعلها سهلة الكسر ويزداد مع التقدم بالسن . وتؤكد د. رقية على أهمية الاكتشاف المبكر بقدر الإمكان عند الإصابة بهشاشة العظام أو زيادة مخاطرة. لأن مرض هشاشة العظام عادة لا يسبب ألم في مراحله المبكرة وبالتالي فإن أناس عديدين لا يعرفون أنهم مصابون به. وعلى الرغم من أن عوامل المخاطرة قد تساعد على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطرة ،إلا أننا نحتاج فعلا أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام و قبل أن يحدث تلف شديد فيها ، لأنه توجد الآن طرق للعلاج.