لوح لورانس العرب بيديه ملوحا قبل ان يودع الحياة في أحدى مستشفيات لندن مساء الاحد. وتوفي نجم المسرح والسينما البريطاني بيتر اوتول الذي صعد الى عالم الشهرة بعد ان لعب دور البطولة في فيلم"لورانس العرب" عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع طويل مع المرض وذلك حسبما ذكر وكيل اعماله. وقال تيف كينيس وكيل اعماله لوكالة رويترز ان اوتول الذي رشح لجائزة الاوسكار ثماني مرات توفي في مستشفى ولينجتون بلندن يوم السبت. يشار إلى أن أوتول من مواليد جالاواي بإيرلندا في العام 1932، لكنه ترعرع في شمال إنجلترا. وكان اوتول قد نجا من اصابته بسرطان في المعدة في السبعينات ولكن صحته تدهورت بسبب شراهته في شرب الخمر والتدخين لسنوات. .. وظهر اوتول في عشرات الافلام خلال مشواره الفني الذي امتد 60 عاما الا ان أفضل أدواره التي يتذكرها الجمهور العربي في فيلم "لورانس العرب" كضابط غريب الأطوار في الجيش البريطاني كان يحارب مع القوات العربية غير النظامية ضد الحكم العثماني في الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تغريدة على تويتر ان"لورانس العرب" جسد أفضل الأفلام التي يحبها مشيدا باداء اوتول فيه بوصفه"مذهلا." وسارع المعزون للتعبير عن حزنهم على رحيل أوتول والإدة بإرثه الفني، وعلى رأسهم الرئيس الإيرلندي مايكل دانيال هيغينز. وبدأ أوتول مشواره الفني في بريستول ولندن عندما كان في ال 17 من عمره، ونال فرصته الكبيرة عندما أسند المخرج ديفيد لين إليه دور "لورانس العرب" عام 1962. وقد رشح أوتول لنيل جائزة أوسكار 8 مرات عن أفلام "لورانس العرب" و"بيكيت" و"الأسد في الشتاء" و"وداعا مستر تشيبس"، "عامي المفضل". ونال أوتول جائزة اوسكار تكريمية لعاطاءاته الفنية في العام 2003، لكنه رفض في البداية تسلمها قائلاً إنه ما زال يمثل ويفضل أن يفوز بها عن جدارة. وكان أتول قد عانى في بعض فترات حياته من الإدمان على الكحول، ولكنه عاد للتمثيل في مراحل حياته الأخيرة. بدأ أوتول حياته المهنية في التمثيل على المسرح البريطاني وكان موضع إشادة عند تأديته لأدوار تنوعت ما بين أعمال لشكسبير وأعمال كوميدية. وكان أخر تكريم له في جوائز الأوسكار في عام 2006 عن دوره في فيلم "فينوس"، حيث رشح لجائزة أحس ممثل من دون أن يفوز بها. ويتناول فيلم فينوس حكاية ممثل عجوز متقاعد يحب فتاة صغيرة ويأمل ان يداعبها، لكنها توقفه بشدة، وفي اللحظة الاخيرة قبل وفاته تقف الفتاة أمامه عارية متوسلة به بالا يموت وستمنحه كل ما يحب! عرف عن اوتول إسرافه في تعاطي الخمور الأمر الذي أثر سلبا على صحته، لكنه اعتزل التمثيل العام الماضي فقط. ولد أوتول في عام 1932 لأب أيرلندي يعمل وكيل مراهنات. ويعتقد ان تاريخ ميلاده هو الثاني من اغسطس لكن لم يعرف شيء عن مسقط رأسه على وجه اليقين هل كان في كونيمارا في أيرلندا أم ليدز في إنجلترا حيث نشأ وترعرع . .. توقع أوتول مستقبله عندما كتب اثناء دخوله مرحلة البلوغ "لن أكون رجلا عاديا. سأكسر الرتابة والملل". خدم أوتول في البحرية وسافر إلى لندن حيث عثر بالمصادفة على الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية وقبل منحة دراسية هناك "بسبب كل الطيور رائعة المظهر". وقالت ابنة أوتول وزميلته في مجال التمثيل كيت أوتول في بيان اليوم "عائلته ممتنة جدا بسبب فيض الحب الحقيقي والمودة تجاهه وتجاهنا في هذا الوقت غير السعيد". واضافت ان حدث تخليد ذكراه سيكون "مليئا بالأغاني وسيغلب عليه الحالة المزاجية الجيدة، كما كان يرغب". وعندما تقاعد والدها قال "لقد حان الوقت للتخلي عن الأمل والاعتراف بالهزيمة....ضعف قلبي ولن يعود كما كان".