نبطشي الأفراح هذا هو المسمي الذي يطلق عليه في المناطق الشعبية .. فمؤخرا اكتسب نبطشي الأفراح شهرة وصيتا خاصة بعد فيلم الفرح الذي قام فيه الفنان ماجد الكدواني بدور نبطشي الأفراح ليقدم نموذجا لم يكن يعرفه إلا أبناء المناطق الشعبية .. المهم أن الفيلم كشف لنا عن مهنة لم يكن العديدون يعرفونها .. لكن ما هي طبيعتها؟ وما هو الدور الذي يقومون به في الأفراح؟ . تصوير: محمود شعبان وحتي ننقل الصورة كما هي بكل وضوح قررنا أن نقبل دعوة مدحت السكا وهو نبطشي أفراح شعبية أو فرح بلدي ونحضر معه أحد الأفراح في منطقة شعبية و هي المطرية , وخلال مايقرب من 3 ساعات ظللنا نرصد دور مدحت في هذا الفرح لنجد أنه المحرك الأول للفرح وبالتالى من حقه يقول إحنا بتوع الفرح. وعن الدور الرئيسي لنبطشي الأفراح يقول مدحت السكا : نبطشي الأفراح هو الشخص الذي يقدم فقرات الفرح في المناطق الشعبية ومهمته الأساسية هي محاولة الحصول علي أكبر كمية من النقوط من المعازيم لصاحب الفرح . المعازيم يبدأون في التوافد للفرح وبعد حوالي نصف ساعة فوجئت بالنبطشي يقول سأصعد علي المسرح لكي أعمل بولة وهي تسخين الفرح و تظبيط المعازيم حتي تبدأ النقطة والبولة مدتها تقريبا حوالي ساعة تصل قيمة النقطة فيها لحوالي 10 آلاف جنيه أو أكثر وبعدها يقدم المطرب فقرة أخري و أعود أنا لأقدم بولة أخري. وبمجرد صعود مدحت علي المسرح بدأ يردد بعض العبارات مثل وسع للكبير و خلي بالك من سيد المعلمين والجمهوري للمعلم فلان وأفندينا وصل وأغني أغنياء مصر و أبو الذوق والأدب وغيرها من المصطلحات وخلال هذه الفترة توالي صعود المعازيم علي المسرح لتقديم النقوط فهناك من نقط بخمسين جنيها وهناك نقوط تصل ل 5 و 10 آلاف جنيه ومدحت يقول الرقم وصاحب النقطة وفي نفس الوقت هناك شخصان أحدهما يمسك الشنطة التي توضع فيها الفلوس وآخر يسجل اسم الشخص الذي يقدم النقطة وقيمتها . انتهت البولة وعاد مدحت ليجلس معي دقائق حتي تنتهي الفرقة من تقديم فقرتها و تحدث قائلا : لا تتعجب من كل هذه الفلوس التي تلقي فهذا دين يرده هؤلاء لصاحب الفرح فهو فعل ذلك وذهب اليهم في أفراحهم وهذا الفرح يعتبر حصالة فهناك أفراح تصل النقطة فيها الي 60 و 70 ألف جنيه. سألت مدحت عن هذه الموهبة وبراعته فى التعامل مع المعازيم فتحدث قائلا : النبطشي أهم من المطرب والمعازيم بالنسبة لصاحب الفرح لأنه هو الذي يساعده علي جمع أكبر قدر من النقطة وبالنسبة للمعازيم لأنه يعطي الزبون برستيجه من خلال الجمل وعبارات الترحيب التي يقولها له لأن الضيف إذا شعر أنه لم يتم تقديمه بالشكل المناسب فلن يخرج نقطة وإذا أخرجها مرة فلن يخرجها ثانية وهنا يأتي دور النبطشي الذي يجب أن يكون لديه مؤهلات شخصية يعني زي ما بيقولوا بالبلدي ولد فهلوي يفهمها وهي طايرة لكن الأهم من كل هذا هو خبرته في المنطقة وعلاقته القوية بأهلها حتي يعرف كل من يدخل الفرح . معرفة النبطشي بكل المعازيم تفرض سؤالا : هل النبطشي يعرف كل المعازيم في كل الأفراح التي يحييها أم في منطقته فقط؟ هذا السؤال أجاب عنه مدحت قائلا : الحمد لله شهرتي أصبحت كبيرة فأنا أحيي أفراحا تقريبا في كل المناطق الشعبية في مصر وهناك من يطلبونني بالاسم لكن هذا لا يعني أنني أعرف كل المعازيم وإلا أصبحت رجلا خارقا لأني أبقي عارف كل مصر , لكن عندما أذهب لفرح في مكان لا أعرفه يقف بجواري واحد من أصحاب الفرح ويخبرني بأسماء الضيوف ومهنتهم حتي أتمكن من ضيافتهم بشكل جيد أما بالنسبة لأجري فهذا يكون بالاتفاق مع صاحب الفرح حسب شكل الفرقة المطلوبة عايز مطرب أو اثنين فيكون أجر الفرقة كلها بمن فيهم أنا 3 آلاف جنيه , لكن في نهاية الفرح ما يهم صاحب الفرح هو الشنطة فيها كام وهذا طبعا يرجع للنبطشي !!