عادت أجواء ميدان التحرير لسابق عهدها بعد هدوء دام نحو 3 أشهر، فقد انسحبت قوات الجيش والشرطة من الميدان صباح اليوم، وكان عدد من الباعة الجائلين قد عادوا لاحتلال الجزيرة الوسطى بالميدان فى أعقاب قيام مجموعات مخربة بهدم حجر الأساس للنصب التذكارى لشهداء الثورة بعد ساعات من تدشينه. وبعد ساعات من بدء ذكرى محمد محمود وقعت اشتباكات بين مؤيدى الجيش والشرطة والمتظاهرين بعضهم من الإخوان مما تسببت فى حالة من الكر والفر مما دفع قوات الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ، وقد أدت الاشتباكات لسقوط نحو 12 مصاب. وكتب المخربون عبارات متداخلة على جدران النصب المتهدم تهاجم الرئيس المعزول كما تهاجم الفريق السيسي فى ذات الوقت، وكان العشرات من مؤيدى الجيش والشرطة قد توافدوا على الميدان منذ الصباح رافعين صور الفريق عبد الفتاح السيسي ودخلوا فى اشتباكات ومصادمات لفظية وبالأيدى مع مجموعات أخرى تصر على مهاجمة قوات الجيش والداخلية كما تهاجم فى هتافاتها الإخوان والرئيس المعزول. . . هذا ولم يتضح حتى الآن أى تواجد رسمى للإخوان بالميدان لكن هناك عناصر أو أفراد بلا شك ينتمون للجماعة ويتواجدون بالتحرير ربما لانتظار ما ستؤل إليه الأحداث. ومن ناحية أخرى فقد شهد التحرير مسيرات عمالية نظمها الاتحاد العام لنقابات العمال للمطالبة بالعدول عن قرار لجنة الخمسين بإلغاء نسبة العمال والفلاحين فى الدستور، وهاجم العمال المشاركون فى المسيرة الوزير كامل ابو عيطة، والسيدر عمرو موسى، مطالبين بالتدخل لإقرار حقوق العمال والقصاص للشهداء وتحقيق أهداف الثورة. ومن جانبه يقول طارق الخولى عضو تكتل القوى الثورية أن التكتل والمجلس الوطنى والجمعية الوطنية للتغيير قرروا التراجع عن إقامة سرادق إحياء ذكرى محمد محمود وأضاف الخولى: كنا قد أوضحنا دوافع إقدامنا على إقامة السرادق والتى لم تتعدى رغبتنا فى حقن الدماء وفضلنا أن نرشق بسهام التخوين والمزايدات على القعود والسلبية وانعدام المبادرة، كان جل همنا ومكمن خوفنا أن تتحول قضية عادلة ك "محمد محمود 1و2" فى ذكراها إلى حصان طروادة يدخل به الإرهاب من شباك الثورة بعد أن طردناه من باب الحكم والسلطة. . . واستكمل الخولى حديثه قائلا " تمنيناه يوم صمت وقرآن يحفظ الذكرى حتى يحين موعد الحساب تمنيناه يوم سلام بين القوى المدنية على اختلافها فى مشهد احترام لقيمة الحدث فكلنا مجمعين على حتمية القصاص وعظمة الابطال وتضحيات المجاهدين، لكن بعض رفقائنا أبوا علينا أن نفكر بشكل مختلف حتى فى داخل الإطار الذى نتفق جميعا علي حدوده ومحدداته. فى ظل تهديدات بحرق الصوان كانت قد وصلتنا منذ أيام لكننا لم نتوقف عندها لشعورنا بخطورة اللحظة وأهمية المبادرة فضلا أن من يعترض على أفكارنا لايتفضل بارشادنا على ما هو أفضل منها وكنا ساعتها سنكون أول المشاركين . أما وقد تم منع السرادق تحد تهديد الحرق بزجاجات المولوتوف أما وقدأصرت بعض القوى السياسية التى لا نشكك فى ضمائرها بقدر ما نشك فى ذكائها على أن تهدى للاخوان قبلة الحياة فأننا نعلن أننا أو أى من كوادرنا لن يكون موجودآ فى ميدان التحرير اليوم مع دعائنا وصلاتنا أن يمر اليوم دون أن يكون فى ختامه أم ثكلى أو طفل يتيم يضيف للجروح جرحا وللمصائب كارثة. وبذلك ينضم تكتل القوى الثورية مع حركة تمرد فى رفض الانضمام لمارثون ذكرى محمد محمود خوفا من ان تتحول الذكرى لحصان طرواده يدخل من خلاله الإخوان إلى جعبة الثورة مجددا. إقرأ أيضا: فى ذكرى محمد محمود .. القوى الثورية تعطى قبلة الحياة لتنظيم الإخوان بهتاف: يسقط حكم العسكر!