زحمة.. زبالة.. سوء تصرفات.. جهل.. إرشادات خاطئة.. كل هذه سلبيات موجودة في الشارع.. عبرت عنها مجموعة من الصور تصل إلي حوالي 2000 صورة بجانب الفيديوهات.. ألتقطها مجموعة من الشباب لفت نظرهم تلك السلبيات فقرروا أن يجمعوها عن طريق تصويرها.. ووضعها في جروب على الفيس بوك.. وأطلقوا على أنفسهم فريق رصد غرائب ومشاكل الشارع المصري.. وبجانب السلبيات هناك مواقف كوميدية أخرى.. وهذه الصور والفيديوهات قد تبدو كوميدية.. ولكنها الواقع الذي يريد هؤلاء الشباب تغييره.. في البداية يقول صاحب الفكرة أحمد السيد عبد الغني- 26 سنة خريج تربية عين شمس-: أنا بحب التصوير من صغري، وبحب أصور الحاجات الطريفة، أو أي حاجة شكلها غريب، أو أي مناظر جمالية، ولكن عندما دققت في الصور التي صورتها وجدت أني أصور مجموعة من السلبيات في الشارع المصري، فوجدت أني بدلا من أن أركز على طرافة الصور أركز على هذه السلبيات والتصرفات الخطأ التي نقوم بها، فقررت ومعي مجموعة من الأصدقاء أن يكون هذا هدفنا، وهو أن نجمع أكبر قدر من الصور التي ترصد كثير من سلبيات الشارع، وأطلقنا على فريقنا اسم غرائب ومشاكل الشارع المصري، .. وفعلا رصدنا الكثير والكثير، حتى وصلنا لأكثر من ألفين صورة توضح كم المشاكل التي تواجهنا، وأنا صورت أكثر من 400 صورة، وآخر صورة صورتها كانت عبارة عن قفص عيش كله أسود وتقريبا فاسد وفيه خناقة كبيرة عليه، فهذه هي السلبيات التي يجب أن نبتعد عنها، وكنت أركز على بعض التصرفات والسلوكيات التي تخرج مننا، مثل تصرفاتنا في الزحام، وإلقاء القمامة، والمواصلات وما يحدث فيها من بلاوي، ثم فكرت في وضع كل هذه الصور في جروب على الفيس بوك، حتى يشاهد هذه الصور أكبر عدد ممكن من الناس والشباب، وعملنا حملات مثل حملة( حقوق الغير عليك)، وحملة( مش هارمي حاجة في الشارع تاني)، وحملة (ثقافة الانتظار)، و90% من الصور المنتشرة على الانترنت والتي يقولون عنها أنها طريفة هي من تصويرنا، ولكن أتمني ألا يعتقد الناس أننا نقدم ترفيه، بالعكس فما نقوم به أشعر بأنه واجب، ويجب أن تؤثر هذه الصور فينا، والدليل على نجاحنا أننا عرض علينا شراء الجروب، ولكننا رفضنا، لأننا لا نتاجر بما نفعله، فهو للصالح العام فقط، كما قمت بإنشاء موقع خاص لهذه الفكرة، ولكني أغلقته لأني كنت محتاج لدعم. .. نفسي أشوف بلدي كويسة في كل حاجة.. هذا ما دفع مصطفي حامد- 19 سنة- ليشارك في هذا الفريق، ويقول: عندما علمت بهذا الفريق عن طريق الفيس بوك أعجبتني الفكرة جدا، لأن الفكرة هي أننا نري مشاكل نضع أنفسنا فيها ونعملها بأيدينا، ونضع أنفسنا في مواقف بايخة، ولذلك لازم نغير تصرفاتنا، لأن هذه التصرفات والسلبيات أخرتنا جدا، فعندما أشاهد لافتة في شرم الشيخ مكتوب عليها إرشادات بالإنجليزية ومكتوبة خطأ، فأكيد لازم أعرف سبب إن جامعاتنا خارج التصنيف العالمي، بدأت أنزل في الشارع وألف وأنظر حولي وأبحث عن أي أشياء سلبية، وخصوصا في الزحام، .. والإرشادات المكتوبة خطأ، والبالوعات المفتوحة في الشارع أو أعمدة النور التي يخرج منها الأسلاك والتي من الممكن أن تتسبب في كوارث، أو خمسة راكبين على موتوسيكل ويجري بأقصى سرعة، فكل ذلك ليس من أجل الضحك، لأننا عندما نشاهد هذه الصور من داخلنا نبكي، لأننا نضحك على سلبيات موجودة في بلدنا، والموضوع كوميدي بالنسبة للجهلاء، ولمن يعيشون في غيبوبة، وأنا صورت أكثر من 500 صورة تبرز الكثير من المشاكل التي يجب أن نحلها قبل أن تبقي مصر من الدول الفقيرة في عقلها وعقل أولادها، فلازم نشوف مصلحة بلدنا فين، ونعالج ما نفعله من تصرفات سيئة تضحك العالم علينا وتضحكنا على أنفسنا .. ومن المشاركين في الفريق عماد محمد الشناوي- 26 سنة بكالوريوس تجارة- والذي يقول: عدستنا كل يوم تأتي بالجديد، لأن السلبيات في الشارع كثيرة جدا، وأنا اهتم بهذا الموضوع لأني غير قادر بصراحة على إصلاح هذه السلبيات، ولكن بتصويرها ربما الناس تغيّر من نفسها، وفي الغالب أركز علي أي شئ ما عدا أن أهين أحد، أو تصوير صور غير لائقة أو تقلل من أي شخص، وهدفي من كل ذلك أن نعمل الصح، والدافع إننا نضع حد لسلبيات وتصرفات أعتدنا عليها في الشارع، وللعلم هناك ناس كثيرون صلحوا من أنفسهم، ويأتيني على البريد الالكتروني رسائل كثيرة يقول أصحابها أنهم أصبحوا يخجلوا من إنهم يقوموا بهذه التصرفات في الشارع، والمكسب الوحيد الذي يعود عليّ من كل ذلك أني أريد أن أعيش في بلدي كما أتمناها خالية من السلبيات والمشاكل، ونحن لا نريد أن (نعكنن) على الناس، ولك الحياة ورد في كل مكان، فمن لا يريد أن يري سلبياته لا يشاهد صورنا. .. كما يقول محمد صابر- 22 سنة كلية آداب-: من واجبنا أن نتعرف على سلبيات الناس وتلفت انتباههم لها بصورة غير مباشرة، وبشكل حضاري، وما نفعله أننا نترك الصورة لتجسد ما يعجز اللسان عن وصفه أو التعبير عنه، وخاصة لو كانت ساخرة ومضحكة وتحمل شيئا من الفكاهة لتسليط الأضواء على سلبيات المجتمع، ففي أغلب الأحيان تجعلنا هذه الصور نضحك، وهذا ليس شئ خطأ، ولكن المهم ماذا بعد الضحك، فأحيانا هذه الصور المضحكة تهاجم بعض الفئات في الشارع المصري، أو سلبية هذه الفئات، حتى نشعر بما نفعله ونحن لا ندري، فكل ذلك دفعني أن ألف في الشارع لمدة خمس ساعات في اليوم لتجميع أكبر عدد من الصور تعبر عن كل مشاكل الشارع المصري، وأكثر الأشياء المنتشرة بشكل كبير هي الأخطاء اللغوية على اللافتات سواء بالعربية أو الإنجليزية، وهناك مواقف أخري في الطريق، فأنا شخصيا ليس هدفي الترفيه، ولكن نفسي نغيّر شئ، ومن أبرز ما قمنا بنشره بالفيديو الرجل الذي يبيع شرائط في الأتوبيس ويتمنى الموت للركاب، ويقول لهم "ربنا يموتكم بالسلامة" الفيديو ..