موجة ثورية جديدة قادمة فى الطريق مع اقتراب ذكرى أحداث محمد محمود فى نوفمبر القادم، حيث تجهز العديد من الحركات الثورية والمدنية لسلسلة فعاليات انطلقت منذ ليلة أمس من طلعت حرب وشارع محمد محمود رفضا لبعض الإجراءات التى اتخذتها السلطة فى الفترة الأخيرة ومن بينها قانون التظاهر .. . . وتأتى الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود فى جو ملبد بالغيوم والانقسامات حيث يتنازع الفرقاء على إحياء الذكرى .. ففى الوقت الذى تحشد فيه قوى الثورة لإحياء فعاليات الذكرى وتواصل بعض هذه الحركات ترديد هتاف يسقط حكم العسكر، تحشد جماعة الإخوان المسلمون هى الأخرى للمشاركة فى هذا اليوم ولكن لدوافع أخرى رآها البعض محاولة لإسقاط الدولة وارباكها والاندساس بين المتظاهرين لإشعال حرب الشوارع بينهم وبين الأمن. وكان المئات من المتظاهرين قد شاركوا أمس فى مظاهرة كبيرة توجهت من ميدان طلعت حرب إلى شارع محمد محمود لتدشين سلسلة من الفعاليات الثورية.. وأحيا المتظاهرون الهتاف السابق " يسقط حكم العسكر" كما هاجموا فى هتافاتهم الإخوان والفلول. وشنوا حربا عنيفة ضد محاولة تمرير قانون التظاهر رغم تراجع الحكومة عن إقراره. هذا وقد نشرت حركة (الميدان الثالث) بيانا أدانت فيه سعى الحكومة لتقنين حق التظاهر وجاء بالبيان أنه دائما ما تثبت السلطة الحاكمة فشلها فتلجأ إلى الحلول الأمنية متناسية أن هذه الحلول لم تمنع الشعب أن يسقط حكامه المستبدين .. لم تمنع الطوارىء وأمن الدولة اسقاط مبارك وحزبه .. لم تمنع الكتل الخرسانية وفض الاعتصامات اسقاط المجلس العسكرى لم تمنع تعلية أسوار الاتحادية ومغازلة جهاز الشرطة دون تطهيره اسقاط مرسى وجماعته" وأضاف البيان أنه بدلا من تظهير مؤسسات الدولة التى نخر فيها سوس الفساد لغياب المهنية وقواعد العدل وانتشر بها الظلم والمحسوبية تقوم الحكومة باصدار قانون التظاهر متناسية أنه لولا التظاهر والاعتصام لما كانت ثورة 25 يناير .. وأضاف البيان " نقف اليوم لنعلن رفضنا لوصاية السلطة على الشعب نقف اليوم لنعلن رفضنا أن تقوم السلطة بحماية نفسها من الشعب الذى يدفع فاتورة أخطائها وفسادها وفشلها". أما الحركات الإسلامية فقد أكدت هى الأخرى دعواتها للحشد فى ذكرى محمد محمود مبكرا حيث أصدرت الجبهة السلفية بياناً، دعت فيه المصريين إلي النزول في ميدان التحرير يوم 18 نوفمبر الجاري والذي يوافق الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود. وذكرت الجبهة قي بيان سابق لها أن أول من دعا إلى أحداث محمد محمود الأولى هو التيار الإسلامي الثوري الذي شارك في ثورة 25 يناير منذ لحظتها الأولى، لإسقاط حكم العسكر ورفض هيمنة المجلس العسكري على قيادة الأمور في مصر" بحسب البيان. ودعت الجبهة للنزول تحت شعار " يسقط حكم العسكر". ومن جانبه صرح طارق الخولى عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية أن التكتل يتجه لتنظيم فعاليات محدودة فى إحياء ذكرى محمد محمود الثالثة، مؤكدا أن الأرجح حتى الآن هو تنظيم وقفات فى ميدان التحرير وعدم التوجه لشارع "عيون الحرية " لتجنب وقوع دماء جديدة وأيضا حتى لا تستغل جماعة الأخوان الحدث فى إشعال مزيد من التوتر فى الشارع المصرى. ولمزيد من التفاصيل عن هذه التحركات يقول الدكتور محمد مصطفى عضو اتحاد شباب الثورة ومنسق حركة كلنا مصريون ل "بوابة الشباب" أن هناك تعاون وتنسيق بين عدد من الحركات الثورية باستثناء حركة تمرد لمواجهة تراخى الحكومة فى تحقيق أهداف الثورة وللتنديد بازدياد الأوضاع سوءا على المستوى الاقتصادى وعدم تمكن الحكومة من إقرار الحد الأقصى للأجور لتحقيق العدالة الاجتماعية، وفى مجال الحريات تخرج الحكومة علينا بقانون التظاهر والذى يحد من تفاعل الشباب الذى يرى أن الثورة لم تحقق أهدافها وأنه لابد أن يخرج ليحمى ثورته. وأضاف أن هذا المد الثورى يأتى لأن هناك شعور بين قطاعات شباب الثورة بأن هناك رجوع للخلف لنفس سمات عصر مبارك والدليل عودة الداخلية لممارسة سياسة القمع والاعتقال واحتجاز المواطنين .. ويذكر الدكتور محمد مصطفى أنه كانت هناك حالة من حالات الانتظار والترقب ولكن هذه الحالة انتهت وأن الحكومة والسلطة يجب أن تتحرك لأن الأوضاع الاقتصادية تنذر بكوارث اجتماعية وثورة جياع.