التقزم أو" قصر القامة " الحاد هو أن يكون طول الشخص يقل وينقص بصورة حادة عن متوسط طول أقرانه فى العمر، والجنس، والشروط البيئية، والنفسية ذاتها، ولكن يجب ان يتفهم الوالدان أنة ليس كل طفل قصير القامة يعد قِزماً بل أن هناك معايير طبية تحدد هل حالة الطفل مجرد قصر فى القامة ام حالة تقزم ، كما ان نوع التقزم و درجتة يختلف من حالة الى أخرى . ويؤكد الدكتور خالد المنباوى أستاذ طب الأطفال واستشاري أعصاب الأطفال بالمركز القومي للبحوث على أن موضوع التقزم ترجع أهميته إلى معلومات هامة ونتائج دراسات عديدة أوضحت ان عدد الأقزام في العالم طبقاً لأحدث إحصائية بلغ 200 ألف قزم ، ولقد أوضحت دراسة مصرية حديثة أعدها معهد بحوث الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية أن حوالى 38 % بالمائة من المصريين يعانون "التقزم الغذائي"، وهو قصر القامة المرتبط بسوء التغذية و أن هناك علاقة وثيقة بين التغذية والتقزم الغذائي وانخفاض الوزن لدى الأطفال والأمهات، ولقد أثبتت دراسات مصرية أخرى أن ظاهرة التقزم الغذائي بين الأطفال جديرة بالانتباه، خاصة بعد أن بلغت بين الأطفال 24 بالمائة عموماً، وتزداد في الريف إلى 25.2 بالمائة عن المدينة التي تبلغ نسبتها 20.5 بالمائة. وأوضحت الدراسة أن نسبة التقزم الغذائي ترتفع في الصعيد المصري إلى 47 بالمائة، بينما تصل في الوجه البحري إلى 30.8 بالمائة، كما انخفض الوزن بين الأطفال عن المعدل الطبيعي حيث بلغ 19.4 بالمائة في الريف، بينما وصل في المدينة إلى 14.4 بالمائة ولقد أرجع ذلك الى أن تغيير الأنماط الغذائية، والاعتماد على الوجبات السريعة، وتجاهل الرضاعة الطبيعية للطفل، وراء التدهور الشديد في الأوضاع الصحية . كما ان مرض قصر القامة قد يحدث عندما يكون هناك نقص في هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، والذي يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التي تعرف باسم المايسترو كما يطلق عليها المتخصصون وهذا الهرمون وظيفته التحكم في عملية التمثيل الغذائي خاصة البروتين، وهذا السبب او المرض يمكن علاجه طبياً في الصغر ونسب النجاح تكون كبيرة. وترجع أسباب قصر القامة إلى عدة أسباب ومعظم الأسباب التى تؤدى الى القزامة هي اضطرابات وراثية، ولكن الأسباب غير محددة فى جين او كروموزوم محدد ولقد وجد ان معظم هذة الأضطرابات حدثت نتيجة طفرة جينية عشوائية في الحيوانات المنوية للأب أو بالمبيض بالنسبة للأم بدلا من أن تكون في التركيب الجيني الكامل للوالدين ومن أهم المسببات لحدوث التقزم او قصر القامة : 1- بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، كالحصبة وتسمم الحمل، وضعف التغذية أثناء الحمل قد تؤدى فى كثير من الأحوال إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعاني من مشكلة قصر القامة فيما بعد ، كذلك التشوهات العظمية الغضروفية الوراثية والتى تؤثر على النمو الطبيعي للعظام والغضاريف، وعدم وجود التنسيق في شكل البنية الجسدية ولكن قصر القامة لا تكون حادة جدآ فى هذا النوع. 2- كما يمكن ان يكون قصر القامة عند الأطفال أحد الأعراض كجزء من أعراض المرض الأساسي ويختلف سبب قصر القامة طبقاً لاختلاف نوعية المرض، فمثلآ المواليد الذين يعانون من امراض القلب الوراثية يصاحبها قصر القامة وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمي وعلى رأسها النزلات المعوية المزمنة وأمراض الجهاز التنفسى وعلى رأسها الربو المزمن وأمراض الجهاز البولى والكلى وبعض أمراض الجهاز العصبي ونقص الفيتامين وسوء التغذية. 3- التقزم الناتج عن عيوب فى الجينات او ما تعرف بال Achondroplasia هو شكل من قصر القامة الذى يصاحبة قصر ذات الأطراف. وهذا النوع من التقزم كلمة تعني حرفيا "عدم تكوين الغضاريف." الغضروف هو نسيج صلب ولكن يتميز بالمرونة والغضاريف تشكل جزءا كبيرا من الهيكل العظمي خلال النمو في وقت مبكر، ومع ذلك فان مشكلة التقزم ليست في تشكيل الغضروف ولكن في تحوله إلى عظام (عملية تسمى التحجر)، وخاصة في العظام الطويلة كالذراعين والساقين. 4- متلازمة تيرنر تحدث بسبب حذف عشوائي أو تغيير حاد في كروموسوم X إما في الحيوان المنوي أو البويضة. الكروموزوم (اكس) هو واحد من اثنين من الكروموزومات التي تحدد جنس الشخص فالأنثى ترث كروموزوم X من كل من الوالدين ( XX ) ، أما الذكر فيحصل على الكروموزوم X يحصل علية الطفل الذكر من والدتة بينما يحصل على ال Y كروموزوم من الأب وعلية فان الفتاة المصابة بمتلازمة تيرنر يكون لديها فقط نسخة واحدة تعمل بشكل كامل من الكروموزوم الأنثوى بدلآ من أثنين . 5- هناك ايضآ بعض الحالات التى يحدث معها قصر للقامة قد تصل اى التقزم مثل خلل ببعض الغددالصماء مثل قصور الغدة الدرقية كما ان حالات من المصابين بمتلازمة داوون يعانى بعضهم من قصر القامة التى قد تصل الى التقزم ، كما ان طفرة الجين شوكس ( SHOX ) . 6- كما ان هناك قصر القامة العائلى والتى يكون فيها الوالدين يعانون من قصر قامتهم ولكن فى احيان كثيرة نجد ان بعض هؤلاء الأطفال ينمون طبيعيآ وبسرعة عند مرحلة البلوغ . أما عن علاج قصر القامة او التقزم فيمكن من خلال إخضاع نمو الطفل لمراقبة مستمرة من الطبيب المختص من أجل التأكد من أن نموه يسير فى منحنى سليم ومتواكب مع منحنيات النمو السليمة ، أما إذا تبين أن نموه غير طبيعي ويعاني من اضطراب فإن التدخل الطبي المبكر هام جدآ بالرغم من التكلفة المرتفعة لهذة العلاجات خاصة فى مراحل الطفل الأولى.