أعلن مجلس الإفتاء الأعلى السوري عبر شاشة التلفزيون الحكومي أن "الجهاد ضد كل من وقف واستهدف سوريا" هو فرض عين ليس على السوريين فحسب، وإنما شملت الفتوى كل الدول العربية والإسلامية. وإن كانت الفتوى هي الأولى رسمياً عن مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، فإنها لم تفاجئ الشعب السوري الثائر، إذ إن الفتوى أتت كتحصيل حاصل لمواقف المفتي أحمد بدر الدين حسون، فيما يخص الثورة السورية. ولكن ربما ستلعب هذه الفتوى دوراً كبيراً في إلقاء الضوء على التناقض في تصريحات النظام السوري، من حيث اتهام كل من عارضه بالإرهاب، ومحاولة تخويف العالم بأسره مما سماه "القاعدة" أو "المتطرفين الإسلاميين"، إذ إنه وبصدور فتوى فرض الجهاد تتحول تهمة الإرهاب لتصبح أقرب للنظام، وليكون هذا القرب نتيجة تصريحاته وفتاويه، وإن كان من مدلول فربما تكون بداية النهاية كما قال نشطاء سوريون. وهدد المفتي حسون أوروبا منذ وقت ليس بالطويل بإرسال "استشهاديين" بحسب تعبيره، إذا وقفوا مع الثورة, وهاجم فقهاء الخليج وكل مؤيدي الثورة، وتبدو الفتوى بوجوب قتل السوريين المشاركين بالثورة في بلادهم، أقرب للاعتراف الضمني بتبني النظام السوري للإرهاب. وفي بداية الثورة كان حسون أول المبعوثين إلى درعا للتأثير على أهلها، ولكن مهمته باءت بالفشل، وبدا موقفه منذ ذلك الوقت مؤيداً شرساً لكل ما يريده نظام الأسد. من المعروف عن المفتي حسون أنه يبكي كثيراً، ويتهدج صوته في معظم الصلوات، ومؤخراً بكى في مؤتمر طهران للوحدة الإسلامية على ما يجري في سوريا، ووصفه حينها بالمؤامرة الكبرى المدبرة عربياً وعالمياً ضد بلاده بحجة النظام، وكرر أن "بشار الأسد لا يحب السلطة ولا يتمسك بها, وأنه يتمنى التخلي عنها ليتفرغ لحياته الخاصة كطبيب عيون". يعتبره كثير من السوريين واحدا من أسباب تأخر التحاق حلب بالثورة السورية، خصوصاً أنه بليغ في الخطابة. ومن ناحية أخري ، إتهمت الفنانة السورية رغدة ما يعرف ب «الجيش السوري الحر» بخطف والدها وإستغلاله لمساومتها لتغيير مواقفها السياسية وقالت في تصريحات خاصة لإيلاف بأنهم طلبوا منها فدية مالية. وكانت صفحة ما يعرف بالجيش السوري الحر، نشرت صورة لوالد الفنانة السورية رغدة المعروفة بموقفها المؤيد للجيش السوري ونظام الرئيس بشار الأسد منذ بداية ما سمي بالثورة السورية، وقد لف حول رقبته علم الإنتداب الذي يتخذه الجيش السوري الحر علماً بديلاً حسب موقع «ايلاف». وكتبوا تحت الصورة: تنفرد صفحة جيش الله السوري الحر بهذا الخبر، هذه الصورة لوالد الشبيحة الممثلة «رغدة» التي باعت البلد ومسقط رأسها «حريتان» بريف حلب وهي مهد ومنطلق الثورة في الشمال السوري، وقد إستنكر الحاج محمود كلام إبنته وإتهامها للثورة السورية بالعمالة الخارجية، وها هو يرفع العلم السوري الحر عالياً، ويقول سابقاً كنت أحب إبنتي رغدة ولكن اليوم أعشق الوطن وسوريا الحرة، وأدعي الله عز وجل أن يمد بعمري لأرى يوم النصر ويوم سقوط النظام. وعلقت رغدة على الصورة وما كتب تحتها بالقول: «والدي من مواليد 1923 وهو مريض ويعاني من ضعف شديد في الذاكرة منذ أكثر من أحد عشر عاماً، لذلك إكتفوا بنشر صورة له ولم ينشروا فيديو، لأنه إستحالة أن يكون قد قال ما قولوه إياه، أبي تم خطفه ويقومون بمساومتي عليه لتغيير موقفي، كما طلبوا مني فدية ورفضت أن أدفع، لأنني أرفض أن أخضع للإبتزاز يريدون قتله فليقتلوه على الأقل سيرتاح منهم ويكون شاهداً جديداً على إجرامهم». وقال أشرف عبدالغفور، نقيب المهن التمثيلية المصرية، إن اختطاف والد الفنانة رغدة لا يزال يكتنفه الغموض، مشيرًا إلى أن المعلومات المتاحة للنقابة حتى الآن لا تزال غامضة, لافتًا إلى أنه لم يتأكد من الجهة التي نفذت الاختطاف, وبالتالي لم يستطع اتخاذ موقف محدد مما حدث لرغدة باعتبارها عضوا بالنقابة لها حقوقها ونقف بجانبها في الأزمات. وأضاف: «سنعلن خلال ساعات موقفنا بعد أن نتأكد مما حدث ومن الجهة التي اختطفت الوالد المسن, وهذا سيكون موقفًا سياسيًا له حساسيته, لذلك ينبغي تحري الدقة قبل إعلانه». .