تساؤلات وعلامات استفهام كثيرة تحيط بالحالة الثورية فى مصر الآن، فمع تراجع تأثير القوى والحركات الثورية التقليدية يصبح سؤال الساعة هو من يقود ميدان التحرير ، ومن يقف وراء دعوات العصيان المدنى فى القاهرة، ومن هم قيادات هذه المرحلة من عمر الثورة المصرية .. هذه التساؤلات إن لم تجد إجابة الآن إلا أن المؤشر العام لما يحدث يؤكد أننا نعيش مرحلة جديدة بأفكار وإجراءات ووسائل مختلفة تماما عما شاهدنا فى الفترة التى تلت الثورة بقليل .. تصوير: محمد لطفى ميدان التحرير الآن لم يعد يعبر عن النظام بطبيعة الحال ولم يعد يعبر عن جبهة الإنقاذ أو أى فصيل من فصائل المعارضة، فقد أعلنت منصة التحرير مرات عديدة أن الميدان يعبر عمن به من ثوار ومعتصمين ولا أحد من حقه أن يتحدث باسمهم. ولهذا نقضوا عهدهم مع وزارة الداخلية بشأن فتح الميدان وأصروا على إغلاقه مرة أخرى لأن الداخلية تحدث مع من لايمثلون التحرير على أرض الواقع. محمد عواد أحد شباب الثورة أكد أن التحرير ملك للثورة ولم يعد ملكا لأحد وأن الميدان سيظل مغلقا بأمر الثورة حتى تحقيق الأهداف والمطالب التى لم تتحقق وحتى تعود إليه الثورة بعد سرقتها.. لمزيد من التفاصيل حول موقف ميدان التحرير مما يحدث الآن يقول الدكتور محمد مصطفى منسق حركة كلنا مصريون ووكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى الحر أن الميدان أصبح مستقطبا ويقع تحت سيطرة الخارجين على القانون ونشعر بأن هناك من يستخدم هذا الميدان فى تشويه سمعة الثورة المصرية والإضرار بصورة شباب الثورة والقوى الثورية لدى الرأى العام فهناك عناصر مدفوعة بالميدان الذى لم يعد يعبر عن أى فصيل حتى جبهة الإنقاذ نفسها إلا فى حالة المليونيات الشعبية الكبيرة التى تملأ التحرير ولذلك كانت هناك ضرورة للبحث عن ميادين أخرى للثورة بحيث يصل الصوت مسموعا للنظام أما الميدان فأصبح مخترقا. وحول الحالة الثورية يضيف محمد مصطفى أن هناك تخطيط لموجات ثورية متتالية عقب صدور الحكم فى مجزرة بورسعيد يوم 9 مارس لكن مع العلم أن شباب الثورة الحقيقيون لا يريدون الفوضى ولا يريدون التخريب ويجب توصيل هذا الهدف إلى الرأى العام وسوف يكون هناك اعتصام بالميادين على غرار دوران شبرا، أما عن دعوات العصيان المدنى فسوف تتم بالتدريج. .. ويضيف عصام الشيخ العضو بالحزب ومنسق حركة "حاشد" أن ما يحدث فى الشارع الآن من تعبير ثورى ليس له صلة بما حدث يوم 25 يناير أقصد أن هناك قيادات جديدة من الشباب والقوى الثورية مختلفة تماما فى رؤيتها للمشهد السياسي ولهذا لا يحق لقيادات الثورة القديمة من الشباب أن يتحدثوا باسم المرحلة الحالية فهؤلاء هادنوا الإخوان وكانوا سببا فى رحيل المجلس العسكرى بهذه الطريقة وفى الضغط عليه حتى يسلم السلطة للإخوان المسلمين ، أيضا شباب الثورة الجدد غير مشهورين وينتمون للطبقة البسيطة ومن سواد الشعب لأنهم رأوا أن الحلم يضيع، وفى هذا الإطار ظهرت إجراءات جديدة لم تشهدها الثورة الأولى منها مثلا قطع المترو وتعطيل القطارات وظهور البلاك بلوك وهناك إجراءات أخرى ودعوات لشل الحركة بالقاهرة تماما وتطبيق العصيان المدنى بالقوة مثل وقف سيارات النقل العام وقطع الطرق وخلافه وكل ذلك كان نتيجة الخطأ فى إدارة هذه المرحلة . .. ويذكر عصام أن الحركات التقليدية مثل حركة 6 إبريل وكفاية وشباب من أجل العدالة والحرية والجمعية الوطنية للتغيير وكلنا خالد سعيد وغيرها قد فقدت السيطرة على حركة الشارع الثورى وأصبحت هناك صفحات ثورية جديدة مثل الجبهة الثورية المسلحة وإتحاد اللجان الشعبية والقيادة الشعبية وثوار 24 أغسطس وصفحة الفرقة 13 وجيش الألتراس وأولتراس ثورجى وتحالف القوى الثورية وثورة الغضب المصرية الثانية وحزب الشباب الثورى الحر وغير هذا من الحركات، ولهذا لا يصح مثلا ان يخرج شادى الغزالى حرب ويتحدث باسم الميدان ويتفاوض مع الداخلية لفتحه لكن من يتحدثون باسم الميدان هم من يعتصمون به الآن بالفعل. ..