مع استمرار الاعتصام في عدد من ميادين مصر الرئيسية مثل التحرير والأربعين في السويس تثار عدد من التساؤلات منها مدى تراجع الزخم الثوري في الشارع المصري، وهل الشعب عاد ليفكر في لقمة عيشه وابتعد عن مطالب لثورة الرئيسية ومطلب الحرية والديمقراطية؟ وهل اعتصام التحرير يؤثر فعليا على الاقتصاد المصري ووضع الاستقرار بها؟ وهل الحملة الإعلامية الموجهة ضد ثوار الميدان أثرت فعليا على تفكير الشعب المصري وغيرت من وجهات نظرهم السابقة ؟ وهل التهديد باقتحام قناة السويس وغلق ميدان التحرير كان تهديدا للشعب المصري أثر على شعوره بالخوف وقدرة مؤسسته العسكرية على الحفاظ على السيادة وامن الوطن؟ يقول صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة والكاتب اليساري أن الثوار الذين يعتصمون في لتحرير يلعبون بآخر ما لديهم من أوراق الضغط، وكان واحد من كبار الثوريين في العالم في السابق يقول لا تلعبوا بسلاح العصيان وكان يبرر ذلك بان سلاح العصيان المدني هو آخر الأسلحة التي توجد بيد اى ثوار مدنيين سلميين. وأضاف أن الثوار بدؤوا يفقدون تعاطف الكثير من أبناء الشعب المصري الذي كان يؤيدهم في السابق وهذا اكبر خطر على الثورة لان اى ثورة تفقد زخمها الشعبي فهي تكون قد انتهت بالفعل. وأشار إلى أن هناك ميزة لهذا الاعتصام وهو انه استطاع أن يدفع المجلس العسكري الى الاسراع ببعض الإصلاحات التي طلبها الثوار ولكن يجب على المعتصمين ان يفضوا الاعتصام ويتركوا فرصة للسلطة من اجل تنفيذ مطالبهم وإذا لم يحدث فان عليهم إن يعودوا إلى التظاهر. وأكد ان سلاح المليونيات هو اقوي الأسلحة بيد الثورة وهذا السلاح استطاع ان يدفع الدولة الى القيام باتخاذ قرارات هامة وفعاله الى درجة كبيرة ورغم ان هناك من استخدم هذا السلاح بطريقة غير جيدة الا ان هذا السلاح كان قويا وماضيا فى مواجهة السلطة واستطاع ان يجبرها على اتخاذ قرارات فعالة. ولفت إلى أن هناك زخم يحدث فى الميدان مع مشاركة العديد من القوى السياسية الثورية لان هذا يؤدى إلى أعداد كبرى فى الميدان وهذا يساعد على تكثيف الضغط الشعبى على السلطة ولذا فان التوافق الشعبى على المطالب قبل تنظيم الاعتصامات يؤدى الى الضغط بصورة كبيرة. وانتقد عيسى عملية التخوين التى تتم فى هذه المرحلة بحق بعض القوى والحركات السياسية الفاعلة والتى استطاعت ان تجمع حولها ضغطا شعبيا مثل حركة كفاية والتى نقلت المثقفين من مرحلة التنظير الى مرحلة العمل فى الشارع بعد ان شعروا ان الكتابة والتنظير لن تؤدى الى تغيير النظام وما يجرى بالبلاد وسعوا الى التغيير عبر الشارع وهو ما ادى فى النهاية الى الثورة. ودعا ثوار التحرير إلى وقف الاعتصام من اجل بناء مرحلة جديدة يتم استعادة القوة الثورية الشعبية التى تحمى ثورة الشعب وهذا يتم ايضا عبر التوافق مع قوى سياسية أخرى فى البلاد. فيما ذكر الدكتور طارق زيدان منسق ائتلاف ثورة مصر الحرة الذي تم فصله مؤخرا، انه يرفض الاعتصام في ميدان التحرير ويرى انه يجب التمسك فقط بسلاح المظاهرات الكبرى وليس الاعتصام الذي يؤدى الى تعطيل مصالح الجماهير. واشار الى ان الشعب المصري بدا يكره الثورة لأنها تعطل مصالحه وهذا الشعب يثق فى الجيش الذي حمى الثورة ويرى ان الجيش يسير نحو الطريق الصحيح وبالتالى الاعتصام لا مبرر له. وذكر ان بعض المعتصمين فى ميدان التحرير لديهم مصالح خاصة وهو من يؤيد الاعتصامات ويساهم فى استمرارها من اجل مصالح يرجو الحصول عليها ويستغل الاعتصام من اجل ذلك وهذا يؤثر سلبيا على قوة الاعتصام والثورة بشكل عام. وأكد زيدان ان اعتصام التحرير لا مبرر له في ضوء استجابة السلطة لكل مطالب الثورة المصرية خاصة وان هناك تهديدات بقطع الطرق إضافة إلى الأزمة المستمرة فى البلاد والمتمثلة فى ان الأمن لم يعود حتى الآن. وتحدث زيدان عن ان هناك تمويل خارجى لبعض المعتصمين فى التحرير وهناك حركات سياسية حصلت على اموال وهناك بعض المعتصمين الذين لديهم مصالح معينة مع بعض رجال الاعمال وهذا يؤثر كثيرا على الثورة ومستقبلها. ودعا الثوار الى المحافظة على تأييد الشعب المصري لهم من اجل الحفاظ على قوة الثورة والذى سيؤدى الى تحقيق مطالبها.