بمشاعر تفيض بالحزن والأسى والغضب .. شيع المئات ظهر اليوم جثمان الشهيد محمد الجندى، الناشط الراحل بالتيار الشعبى متأثرا بجراحه نتيجة تعرضه للتعذيب ، و الشهيد عمرو سعد عبد الرحيم العضو السابق بالتيار والذى وافته المنية أثناء إشتباكات الإتحادية ليلة أمس الأول وذلك من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير. هذا وقد طاف المئات بجثمان الشهيدين داخل الميدان مرددين هتافات منددة بالنظام وبجماعة الإخوان المسلمين و الداخلية و عقب إنتهاء الجنازة وقعت إشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن على الكورنيش مما دفع قوات الأمن المركزى لإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يصرون على الإنتقام لدماء الشهداء .. وكان السيد حمدين صباحى قد رافق والد الشهيد محمد الجندى فى أثناء الجنازة وسط حضور كبير من شباب التيار الشعبى. وبحضور ممدوح حمزة و خالد على المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. .. هذا وقد أصدر التيار الشعبى بيانا نعى فيه الشهيدين .. وجاء بالبيان " ينعى التيار الشعبى اثنان من زهرة شباب الثورة المصرية الذين استشهدوا غدرا وغيلة فى مظاهرات شعارها السلمية ، بعد أن أعلن اليوم مستشفى الهلال استشهاد محمد الجندى عضو التيار نتيجة تعذيبه حتى الموت ، وأعلن مستشفى هليوبوليس وفاة عضو التيار عمرو سعد نتيجة اصابته أمام قصر الاتحادية. والتيار الشعبى إذ يحتسب عند الله شهدائه وشهداء مصر يحمل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية المسئولية السياسية والجنائية عن دمائهم الطاهرة ويؤكد أنه سيلاحقهم قضائيا وسياسيا حتى الحصول على القصاص العادل ". .. .. وسادت حالة من الغضب والحزن الشديد بين شباب التيار الشعبى الذين حضروا لتشييع جثمان الشهيدين ورددوا هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين و ضد النظام . وكانت رئاسة الجمهورية قد طالبت النائب العام بالتحقيق حول أسباب وفاة الناشط محمد الجندى الذى تعرض للتعذيب والضرب المؤدى للموت فى أحد معسكرات الأمن المركزى فيما أشارت تقارير أن الجندى تعرض لما يشبه "حفلة التعذيب" من ضباط معسكر الأمن المركزى وأنه ظل يتعرض لكافة أشكال التعذيب حتى لقى مصرعه فى مستشفى الهلال وقد حاول طبيب المستشفى التستر على أسباب الوفاه التى انكشفت أمام الرأى العام ، وأشار تقرير طبى مبدأى وجود أثار أسلاك حول رقبته وتعرضه للضرب بآلات حادة والكى بالنار ووجود كسر بثلاثة ضلوع وتأثير للتعذيب بالكهرباء. وكان محمد الجندى قد اختطفه الأمن من ميدان التحرير قبل عدة أيام ضمن 23 معتقلا آخرين وتم إخلاء سبيلهم بإستثناء الجندى الذى عثر عليه فى مستشفى الهلال تحت الغيبوبة حتى لقى ربه. .. ومن ناحية أخرى أشار تقرير الطب الشرعى الذى حصلت عليه "بوابة الشباب" أن الشهيد عمرو سعد عبد الرحيم توفى نتيجة لإصابات بطلقات نارية حديثة بالوجه والرأس والصدر وما أحدثته من كسور بالجبهة والوجه وتهتك و نزيف بالمخ والرئة اليمنى والكبد والبنكرياس والمعدة . وهذا التقرير مرفق بملف القضية رقم 1600/ لسنة 2013 جنح مصر الجديدة. .. وذكر حمدين صباحى أن النظام مسئول عن قتل هؤلاء الشباب الأبرياء وأنه لم يعد هناك مجالا للحوار مع هذا النظام و أن المعارضة ستواصل تصعيدها ضد هذا النظام الذى يكشر كل يوم عن أنيابه. وقال ممدوح حمزة أمام الكاميرات أن النظام الحالى يتبع نفس سياسات مبارك فى القمع والإقصاء والتعذيب و أن ما تعرض لها الشهيد محمد الجندى يعيد إلى الأذهان قضية تعذيب الشاب خالد سعيد، و وصف حمزة طبيب مستشفى الهلال الذى تستر على الجريمة بأنه "عربجى" خان المهنة وتقاليدها السامية وأنه ليس طبيبا لأنه لم يبلغ عن حالة هذا الشاب الذى جاءه محطما معذبا من معسكر تابع للأمن المركزى، فهذا الشاب تعرض للضرب والتعذيب حتى الموت ولن تضيع دماؤه هدرا. هذا وقد رفع المشيعون صور تشير إلى تعذيب "الجندى" وشارك فى الجنازة عدد من أمهات الشهداء وسط حالة عارمة من الغضب نتيجة استمرار مسلسل التعذيب والقتل دون وجه حق.