استضافت مكتبة " أ " بمقرها الموجود بالزمالك صالون قرطبة الثقافى تحت شعار " الإنسان .. صناعة تستحق" ، وهذا الصالون فى الأساس هو النشاط الظاهر لحركة ثقافية شبابية يقوم عليها مجموعة من المثقفين اختاروا اسم قرطبة لحركتهم كنوع من أنواع الحنين للماضى المزدهر فى عز مجد الحضارة الإسلامية فى الأندلس . وتتمسك هذه المجموعة بمشروع فكرى هو إعادة بناء الإنسان المصرى من خلال التربية والثقافة .. ولتحقيق ذلك فإن مجموعة قرطبة أنشأت مركزا للتدريب التربوى ونظمت من خلاله عددا من الدورات التدريبية للشباب والكبار والأطفال كما تحرص على تنظيم الرحلات الاجتماعية والترفيهية وبخلاف ذلك تنظم قرطبة صالونا شهريا يحضره عدد كبير من الشباب ويتناول مختلف القضايا التاريخية والثقافية . وكان من ضمن الموضوعات التى ناقشها صالون قرطبة موضوعاً كان عنوانه دولة الوجدان حول عالم الصوفية ونتج عنها رحلة لمجمع الأديان وموضوعا آخر عن تاريخ اليهود وثالث عنوانه "الاحتياج هو المنطقة الأعمق فى النفس البشرية " وموضوعا آخر عن التاريخ الفرعونى عنوانه إلى زوجتى "عنخ رع " ، موضوع آخر عنوانه "الفكرة التى غيرت التاريخ وهى فكرة التطور " عند تشارلز دارون وغيرها من الموضوعات الجادة . يقول يامن نوح طبيب أسنان وأحد أبرز أعضاء قرطبة : أحنا شايفين أنه من المستحيل أن يتطور أى بلد دون أن يتطور الإنسان نفسه وهذا التطور لن يأتى إلا بالتربية نفسها ومن هنا جاءت فكرة قرطبة وهو مشروع ثقافى تربوى يهدف لخلق إنسان حضارى ومتطور بمعنى الكلمة وعلشان نبسط الموضع أكثر نقول أن هذا الإنسان يجب أن يعرف من هو فى البداية من خلال تحديد الهوية الخاصة به وهى الهوية المصرية التى لا تتكون من عامل واحد وإنما فيها فرعونى على يونانى على إسلامى على قبطى على تركى على عربى ويجب أن يكون الإنسان المصرى قادر على استيعاب كل هذه التغيرات التى طرأت على هويته لإن التاريخ موجود فينا وخطوة أولى أن نعرف إحنا مين ؟ وهنا نحن نضع انتماءنا لمصر فوق كل انتماء ونصف أنفسنا بأننا مصريون حتى النخاع ويضيف يامن : إذن نحن نهدف إلى خلق النموذج المصرى الذى يعتز بهويته المصرية ويتصف بالقيم الحضارية وهى الأدب والأخلاق والعلم والفنون تماما مثلما كان أجدادنا الفراعنة وهذا الإنسان يكون قادرا على أن ينفتح على الآخر فى كل مكان وبالتالى يفيد هذا الآخر ويستفيد منه ونحن نختلف مع من يرى أن الإصلاح يأتى بتغيير الأنظمة والحكومات فعلى عكس ذلك نرى أن المجتمع هو الذى يصنع الأنظمة وهنا يجب أن نكثف من جهودنا من أجل بناء هذا الإنسان وذلك من خلال التربية عن طريق بعض المهارات والأدوات العلمية . وتنظم حركة قرطبة صالونا كل شهر ومن خلال الجروب الخاص بها على الفيس بوك استطاعت أن تصل لقطاعات كبيرة من الشباب المهتم حتى أن الصالون الواحد يحضره نحو 50 شابا وهو مالا يتكرر فى الصالونات الأخرى التى ينظمها نجوم الأدب والثقافة فى مصر .