أبو سمرة .. شاب مصرى على طريق العالمية فى كرة القدم

رغم تخرج محمد أبو سمرة فى كلية الهندسة وعمله فى شركة والده .. لكن عشقه لكرة القدم جعله يذهب بمفرده إلي إنجلترا معقل اللعبة ليتعلم هناك أصول التدريب ، هذا رغم عدم ممارسته للعبة أصلاً في أى ناد قبل ذلك ، ونجح أبو سمرة – 27 عاماً - ابن مدينة المنصورة والذى تلقي تعليمه في الولايات المتحدة في أن يحصل علي شهادة معتمدة فى التدريب من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يسبق لأى مدرب مصرى الحصول عليها ، وهي تتيح له التدريب فى أى بلد أوروبي ، حكاية أبو سمرة نتعرف عليها بالتفصيل من خلال حوارنا معه .
في البداية .. ما هي قصتك مع كرة القدم ؟!
حصلت علي الشهادة الثانوية من الولايات المتحدة ، وكنت أعشق كرة القدم منذ صغري لكن أسرتي لم تهتم كثيراً بهذا الأمر لرغبتها في أن أصبح مهندساً لأعمل مع والدى فى شركته الخاصة ، لكنني بعد حصولي على بكالوريوس الهندسة فترة صممت علي تحقيق حلمي القديم والتحقت بالدورة التدريبية الخاصة بالاتحاد الإنجليزي ، فأنا عشقت التدريب منذ صغري وكان تركيزي في المباريات ليس علي اللعب لكن في تكوين الفرق وابتكار الخطط و تكتيك اللعب ، كان زملائي يختارون مثلهم الأعلي لاعبين مثل بيكهام ورونالدو .. لكن أنا مثلي الاعلي كان أليكس فيرجسون مدرب مانشيستر يونايتد ثم البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق .
لماذا فكرت في دراسة التدريب رغم عدم سابق ممارستك للرياضة ؟!
ربما كان هذا صحيحاً علي مستوي المحترفين ، لكننى أهوى الرياضة ولى تجارب مع عدة لعبات ، فقد كنت ألعب جودو منذ صغري لكني تعرضت لإصابة ، وعندما سافرت للدراسة بأمريكا كانت مدرستي الثانوية تهتم بالرياضة جداً وكنت أول مصري ينضم لفريق البيسبول هناك ، كما عملت لفترة مساعد مدرب في كرة اليد .
وكيف جاءتك فرصة الإلتحاق بدورة الاتحاد الإنجليزي ؟!
في البداية راسلت نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي عبر البريد الإليكتروني ، وقد نصحوني بمراسلة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لأنه معقل التدريب في العالم ، وبالفعل بدأت أراسلهم وقلت لهم إنه لا توجد عندي خبرات نهائيا في اللعبة لكنني فقط لعبت في المدرسة ، فأرشدوني في البداية لعدة مواقع علي الإنترنت متخصصة في كرة القدم وشاهدت فيديوهات كثيرة خاصة بالمدرب الإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني لمنتخب إنجلترا السابق ، ثم بدأت اختار من بين الدورات المتوافرة بالاتحاد ، وفوجئت بأننا متأخرون عنهم كثيراً .. فهناك يمكنك الحصول علي دورة تدريبية كاملة فقط لتحسين مستوي لاعب مهاجم فقط ، كما توجد دورات للاعبي الفئة .. وهناك دورات لتدريب اللاعبين الشباب .. ولا يمكن لأى شخص أن يتولي تدريب ناشئين إلا بعد تأهيله علمياً ، بينما عندنا أى لاعب معتزل يتم تكريمه بأن يمنحوه مهمة تدريب الناشئين ، كما توجد دورة تتيح لصاحبها العمل في أي دولة تابعة للاتحاد الأوروبي ، وهناك دورة للمحترفين خاصة بالعمل في الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة وتشيلسي ، وقد حصلت علي الدورة العامة الشاملة للمدربين المحترفين .
بالمناسبة .. هل فكرة التأهيل العلمي للمدربين هناك هى التى تفسر كثرة عدد طاقم الجهاز الفنى فى الأندية الكبرى ؟!
التخصص في كرة القدم الأوروبية قانون صارم الكل يلتزم به ، فهناك دورات متخصصة في علم النفس للاعب كرة القدم وكيفية التعامل معه في المواقف المختلفة ، وكل ناد أوروبي به خبير نفسي كجزء من الجهاز الفنى ، أيضاً مدرب حراس المرمي حتى يحصل علي رخصة للعمل لابد وأن يحصل في البداية علي كورسات عامة تؤهله لكي يصبح مدرباً قبل أن يتخصص في تدريب حارس المرمي .
كم تكلفت للحصول علي هذه الدورة ؟
الدورة استغرقت أسبوعين وكنت الوحيد " الهاوي " ضمن الدارسين معي ، والتكلفة كانت في حدود 45 ألف جنيه مصري ، كنا نقيم في فندق به معسكر رياضي علي مساحة 250 فداناً ، كان يضم 3 ملاعب وأكاديمية رياضية وملعب جولف عالميا ، وهذه الملاعب كانت تستضيف أحيانا مباريات المنتخب الانجليزي الودية .
من كان يدرس معك في هذه الدورة ؟
الكورس كان مخصصاً للأجانب ، وكان معي 5 برازيليين من بينهم " جيلاردو " مساعد مدرب فريق كورينثيانز البرازيلي الذي شارك مع الأهلي في كأس العالم للقارات ، و 4 أمريكان و3 كنديين و2 من زامبيا من بينهم مدرب فريق بافالوز الشهير ، ودارس واحد من اليابان والبرتغال وكولومبيا ، بالإضافة إلي " أوجستين " وهو من تشيلي ويعمل محللاً فنياً ضمن الجهاز الفنى لمنتخب بلاده ، وكذلك كان يوجد 14 مدرباً عالمياً يعملون في منتخبات تحت 21 سنة و10 مدربين يعملون مع الناشئين ، وكانت الاختبارات عملية .. فقد كانوا يحضرون لنا لاعبين محترفين .. ويطلبون منا إدارة مباراة لكرة القدم عن طريق خلق المساحات والدفاع من العمق ضد الهجمات المرتدة ، وكان ضمن المحاضرين لنا اللاعب والمدرب الإنجليزي الشهير " ساوثجيت " .
وماذا عن تجربتك مع النادي الأهلي و كورينثيانز البرازيلي ؟!
بعد عودتى من إنجلترا فكرت فى كيفية تطبيق ما درسته عملياً ، وجاءت لى الفرصة عندما قابلت "مانويل جوزيه " وأعجب بتجربتي ومنحني فرصة العمل مع الجهاز الفنى للأهلي خلال فترة معايشة لم تستمر طويلاً بسبب أحداث بورسعيد ، وكان من بين المدربين الذين حصلوا معي علي الدورة البرازيلي جيلاردو مدرب فريق كورينثيانز الحائز علي بطولة في البرازيل موسم 2011 وبطولة كأس أندية أمريكا الجنوبية الأبطال " ليبرتادوريس " ، وقد اتصل بي ليطمئن علي بعد أحداث بورسعيد .. وبعدما عرف بتوقف النشاط الرياضي عندنا عرض علي السفر لقضاء فترة معايشة في نادي كورينثيانز ، وهناك حضرت تدريبات وعدة مباريات وشاهدت عن قرب منظومة عمل محترفة بالفعل .
لماذا يقولون عليك " أبو سمرة علي خطي مورينهو " ؟!
ربما لأن " مورينهو " مدرب ريال مدريد الشهير والأفضل في العالم لم يسبق له ممارسة كرة القدم، فقد بدأ حياته مترجماً في فريق برشلونة ثم مستشارا تحليلياً ، ثم حصل على دورات تدريبية أهلته ليصبح أحد أفضل مدربي العالم ، وبعدما اتجه للتدريب حقق نجاحات خيالية مع بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي وإنترميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني ، ولهذا أنا أضعه دائماً أمامي لأثبت أن موهبة التدريب لا علاقة لها بالتفوق في لعب الكرة .. بدليل أن هناك لاعبين كباراً فشلوا في التدريب بعد اعتزالهم ، وللأسف .. الغالبية العظمى في مصر تعتقد أن كرة القدم حكر على من لعبها أو من ارتدى "شورت وفانلة" ، لكنني أهدف لتأكيد عكس ذلك بعدما أصبحت أول مصري يحصل على شهادة التدريب الدولي من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم FA International License والتي تمنحنى الحق لتولي قيادة أي فريق في الدوري أو حتى المنتخبات الوطنية.
والآن .. ما هي خطوتك القادمة ؟!
من بعد حصولي علي الكورس وأنا أسأل نفسي هذا السؤال ، وهو فى الحقيقة موجه للأندية المصرية ..فهل يمكنها أن تعطي فرصة لمدرب لم يسبق له اللعب لكنه مؤهل علمياً ؟! لكنني لن أتوقف عند ذلك وسأبحث عن مستقبلي في مكان آخر لو فشلت في العثور علي فرصة هنا ، فأنا أريد العمل مع مدرب خبير لأتعلم منه ، فرغم الكورس الذى حصلت عليه .. فإنني سأبدأ من الصفر .