فعلأ شر البلية ما يضحك .. فالمفروض أننا دولة نامية وشعب يعاني من أزمات اقتصادية .. لكن التقرير الصادر عن الإدارة العامة للرقابة على الصادرات بخصوص الأرقام التى ينفقها المصريون على عدد من السلع .. يؤكد عكس ذلك . الغريب أن التقرير ضم أرقاما مستفزة عن نفقات المصريين على سلع تافهة، فنحن نستورد ورق عنب ولحم طاووس وأسماك كافيار وجمبرى جامبو وإستاكوزا والأيس كريم ب5 مليار دولار سنويا، علاوة على إنفاق مليار دولار سنويا لإستيراد أطعمة للكلاب والقطط، كما أن المصريون ينفقون مليار دولار سنويا على الفياجرا، و15 مليار دولار على المخدرات، و13 مليار للدروس الخصوصية، و3 مليارات دولار على الكتب الخارجية، ومليار دولار على مستحضرات التجميل، وفى رمضان وحده ينفق المصريون 30 مليار جنيه على الطعام، وينفقون مليار جنيه على الفسيخ سنويا، أضف لذلك مليارات المويابل والرسائل. لا ننكر على أى شخص حقه فى أن يحيا حياة كريمة، وأن ينفق أمواله فيما يراه مناسبا له طالما أن هذا لا يخالف الدين ولا القانون، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا هذا الكم من الإسراف فى مجتمع يعانى من الفقر ومن مشاكل عديدة أهمها البطالة والتى يمكن أن تحل بنسبة بسيطة من هذه النفقات ، الأغرب أن هذه النفقات ليست حكرا على الطبقة العليا فى المجتمع لأنه هناك سلع يستخدمها اكثر الطبقات الدنيا وبالتالى فالمشكلة ليست خاصة بفئة معينة فى المجتمع . الدكتور إبراهيم المصري أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ، أكد أن المصريين لديهم عادات فى المناسبات حيث تشهد الأسواق إقبالا كبيراً ، مما يؤدى إلى حدوث عدم إتزان بين الإنفاق والإنتاج ، مما يترتب عليه عدم إتزان بين الصادرات والواردات، فالمصريين ليس لديهم ثقافة ترشيد الإنفاق، فالمجتمع المصرى إستهلاكى بدرجة كبيرة ، ونتيجة لذلك سنجد أن دخل معظم المصريين لا يكفى لسداد نفقاتهم الشهرية بسبب إسرافهم الكبير فما يفيد ولا يفيد . الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والإجتماعية أكدت أنه لم يعد هناك أي فرق بين غنى وفقير فى المجتمع بعد أن أثرت وسائل الإعلام على الطبيعة الإستهلاكية للأفراد فى الإتجاه الخاطىء، ففى ظل التطور الموجود أصبح لدى المواطن رغبة فى شراء إحتياجات لا تتفق مع دخله ولا إمكانياته مما يخلق نوع من الصراع الداخلى ما بين الحاجة وقلة الدخل المتاح، إضافة إلى تمرد الشباب على أهاليهم، لأنهم يحاولون الترفيه عن انفسهم بشكل مبالغ لا يتناسب مع قدرات اسرهم المادية وهو ما يخلق صراع داخل الأسرة بين الآباء والأبناء، لكن الأهم من كل هذا هو أننا شعب نحب التظاهر والمنظرة، وهذا هو سبب إرتفاع النفقات.