قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، إن خروج الرئيس المخلوع حسني مبارك من السلطة كان سهلا، وذلك بعد أن كلمه المشير حسين طنطاوي صباح يوم 11 من فبراير، وأوضح له أن الجماهير في الشارع ثائرة، والجيش لن يستطيع الاصطدام بالناس، فاضطر مبارك إلى مغادرة القاهرة والتوجه إلى شرم الشيخ. وأضاف هيكل، أن اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق، نصح مبارك بالتنحي عن السلطة فوافق الرئيس السابق، وطلب من سليمان أن يحضر له نصا لخطاب التنحي عبر الهاتف، ولم يغير منه شيئا سوى استبدال كلمة تنحى بتخلى، واشترط مبارك تأخير الخطاب إلى الساعة السادسة، حتى يتسنى لزوجته سوزان مبارك وأبنائه مغادرة القاهرة إلى شرم الشيخ. كما أكد هيكل، أن الضغوط الخارجية خاصة الأمريكية، كانت من ضمن أسباب تنحي مبارك، "لأن مبارك رجل عنيد، ولا يرضخ بسهولة"، وفي اتصال هاتفي استمر أكثر من ساعة بين مبارك والرئيس الأمريكي أوباما، طالبه اوباما بالتنحي عن رئاسة مصر، واحتدم الكلام بين الرئيسين حتى انهاما "تشاتما خلال الهاتف"، بحسب كلام هيكل. أكد الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل فى حوار مع لميس الحديدى على قناة "سى بى سى"، أنه لا يظن أن يكون هناك محاولات من بعض أفراد المجلس العسكرى للحصول على أدوار مستقبلية، مشيراً إلى أن مبارك أذكى من غيره لأنه أدرك أنه وصل إلى الطريق المسدود الذى يستحيل معه بقاؤه. وتطرق هيكل خلال الحوار إلى الوضع الاقتصادى للبلاد، قائلاً: "مصر أكبر دولة حصلت على مساعدات أجنبية تقدر بتريليون دولار فى عهد مبارك وضاعت، لذلك الفصل بين الماضى والحاضر أمر خاطئ عندما نتحدث عن المعونات وتعامل الغرب معنا، مؤكدًا أن مصر تعانى عجزا ماليا يوميا يقدر ب400 إلى 600 مليون جنيه يوميا. أكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، أن شرعية أنظمة الحكم تسقط بالجرائم وليس بالأخطاء. وقال هيكل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى، على قناة "سى بى سى": "لا أؤيد إسقاط شرعية النظام.. الشرعية تسقط بالجرائم وليست بالأخطاء"، وتابع: "مشهد مظاهرات الشباب يوم الثلاثاء الماضى مشهد لا يخطر ببال أحد وأظهر أن الثورة أكثر شباباً وقوة، بعد أن نقلوا مجال الثورة ولم يجعلوه ميدان التحرير والثورة فتحت لنفسها مجرى متوجه للرئيس، ونفسى الرئيس يقرأ الرسالة التى وصلته على الطريق للاتحادية ومطالبها جيداً". قال الأستاذ محمد حسنين هيكل، أن لا أحد يطلب من الرئيس، أن يتراجع عن قراراته، لأن هيبة الرئاسة تمنعه من التراجع، ولكن تدعوه لوجود مخارج أكثر، ومنها أن ينقل الشهرين اللذين منحهما للجمعية التأسيسية لإكمال عملها، ليكونا من نصيب الناس لقراءة الدستور، أى منح الشعب مهلة 60 يوما لقراءة الدستور الجديد. وقال هيكل، إن الأيام الخمسة الأولى من شهر ديسمبر الجارى موحية ودالة وحافلة، موضحاً أنه قرأ مشروع الدستور، قائلاً "صدمت عند قراءتى للدستور من المادة الأولى، واستطلعت آراء الخبراء وتأكدت مخاوفى لها ما يبررها". وأضاف هيكل، "أتابعت إقرار الدستور خلال الجلسة الأخيرة، التى أقلتنى جداً أكثر من أى شىء"، مشيراً إلى أنه خلال الأسبوع الذى سبق الإعلان الدستورى، قال الرئيس مرسى إن اللجنة التأسيسية أمامها شهرين لإكمال عملها، وفجأة انتهوا من إقرار الدستور واستقروا عليه، وهذا أقل من قيمة دستور دائم اطمئن له لتنظيم المستقبل والدستور تصميم مستقبل الأمة وليس للتاريخ أو الماضى بل للمستقبل". وأعرب هيكل عن تطلعه لأن يعطي الدكتور محمد مرسي نفسه مهلة لقراءة الملفات، مشيرا إلى أن الإشكالية أن مرسي جاء لمشهد لا يعرف عنه شيئا وشباب متطلع لأحلام ليس لها حدود . وشدد هيكل على أن الانقسام بين المصريين معمق من فترة، داعيا إلى ضرورة تجنب تحول الشرخ القائم إلى فلق. وأعرب عن خوفه على كيان الدولة القائمة بإرادة كل المجتمع، منوها إلى أن هذه الدولة معتلة. وكشف أن التقديرات الأمريكية أن التيار الإسلامي سيحصل في الانتخابات البرلمانية الماضية على ما بين 30 و35 في المائة، مشيرا إلى أنه تشكك في ذلك لما يتمتع به الإخوان من تنظيم. وكشف أنه التقى للمرة الثانية المشير طنطاوي ولكن في حضرة الفريق عنان وأن المشير قال له الوضع شديد التأزم، مشيرا إلى أنه نصح المشير بأن يستدعي الدكتور محمد مرسي وإسناد مهمة تشكيل الحكومة له. وأوضح أن طنطاوي رد عليه: "تريد مني أن أدخل التاريخ بعدما سلمت البلاد للإخوان"، مشيرا إلى أنه رد عليه بأنه لن يسلم الدولة للإخوان وإنما سيسلم الدولة لمن انتخبه الناس وهناك أمران أكثر قلقا هما انتخاب رئيس الجمهورية ووضع الدستور شاهد حلقة هيكل مع لميس الحديدي كاملة الجزء الأول .. الجزء الثاني .. الجزء الثالث ..
