قال محمد حسنين هيكل: "بالفعل الذين خروجوا في انتفاضة 17 و18 يناير عام 1977 شرخوا شرعية الرئيس السادات، مشيرا إلى أن إسقاط الشرعية يختلف عن شرخ الشرعية". وأعرب هيكل عن تطلع لأن يعطي الدكتور محمد مرسي نفسه مهلة لقراءة الملفات، مشيرا إلى أن الإشكالية أن مرسي جاء لمشهد لا يعرف عنه شيئا وشباب متطلع لأحلام ليس لها حدود . وأشار -خلال حواره مع قناة "سي بي سي" مساء اليوم الخميس- إلى أن مرسي وغيره لم يكن يعلم شيئا عن مشاكل تعقدت لأكثر من ثلاثين عاما، منوها إلى أن كل المواطنين تحدثوا عن الشعارات العامة ولم تكن لهم خطة محددة. وشدد هيكل على أن الانقسام بين المصريين معمق من فترة، داعيا إلى ضرورة تجنب تحول الشرخ القائم إلى فلق. وأكد أن ما تواجهه مصر أخطر من حالة الشرخ، مشيرا إلى أن مبارك خرج من السلطة بسهولة ولذلك اتصل به المشير طنطاوي قال له المظاهرات فظيعة جدا وقال عمرو سليمان لمبارك إن الحل هو رحيله. وكشف هيكل أن مبارك طلب أمرا واحدا هو تغيير كلمة يتنحى بتخلي حتى يظهر وكأن أحدا لم يجبره على ترك السلطة، مشيرا إلى أن طنطاوي وعنان رحلا بمنتهى السهولة وذلك لفشلهما وأنهما لم يكونا يستطيعان الاستمرار. وأوضح أنه التقى المشير وشرح له أن الوضع الاقتصادي سييء للغاية، مشيرا إلى أنه كشف أن الولاياتالمتحدة لم تكتف بعدم تقديم المساعدة ولكنها تسعى لدفع الآخرين بعدم مساعدة مصر. ونوه إلى أن أهم سبب لرضوخ مبارك هو العنصر الخارجي، مشيرا إلى أن مبارك وأوباما تحدثا في الهاتف قبل رحيل مبارك وتشاتما. ونوه إلى أن الضغوط الأمريكية هي التي حددت ملامح الخريطة الانتقالية وذلك لثقتهم في التيار الإسلامي وقيادة السفينة دون مشاكل، منوها إلى أن طارق البشري ظلم لأنه نفذ توجيهات جاءت له. وقال هيكل : "الأمريكان لهم كلمة في مصر أكثر مما يستوجب وأكثر مما تتحمل مصر"، مشيرا إلى أن واشنطن تنظر لمصر على أنها القاعدة الاستراتيجية. وشدد على أن هناك من العسكريين من قابلوا جنرالات مصريين وقالوا لهم إن مبارك لابد أن يخرج من المشهد. وكشف أن التقديرات الأمريكية أن التيار الإسلامي سيحصل في الانتخابات البرلمانية الماضية على ما بين 30 و35 في المائة، مشيرا إلى أنه تشكك في ذلك لما يتمتع به الإخوان من تنظيم. وكشف أنه التقى للمرة الثانية المشير طنطاوي ولكن في حضرة الفريق عنان وأن المشير قال له الوضع شديد التأزم، مشيرا إلى أنه نصح المشير بأن يستدعي الدكتور محمد مرسي وإسناد مهمة تشكيل الحكومة له. وأوضح أن طنطاوي رد عليه: "تريد مني أن أدخل التاريخ بعدما سلمت البلاد للإخوان"، مشيرا إلى أنه رد عليه بأنه لن يسلم الدولة للإخوان وإنما سيسلم الدولة لمن انتخبه الناس وهناك أمران أكثر قلقا هما انتخاب رئيس الجمهورية ووضع الدستور.