في تحد صارخ للمجتمع الدولي والأعراف الإنسانية، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه يمارسون التجني على كل ما هو فلسطيني، إذ أقدم 130 مستوطناً على اقتحام المسجد الأقصى للغناء والرقص وسط حراسة جنود الاحتلال. فيما دعت مؤسسة الأقصى إلى تحرّك إسلامي عربي عاجل وفوري لإنقاذ المسجد من براثن الاحتلال، في الأثناء أكّد الاتحاد الأوروبي ثقته في قيام الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ أزمة فلسطين المالية سببها الاحتلال. وأكّدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أنّ نحو 130 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بثلاث مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وتجولوا في ساحات الأقصى برفقة عدد من الحاخامات، محاولين تأدية بعض الشعائر التلمودية، وسط تواجد كثيف من قوات الاحتلال التي تحرس المستوطنين. وسادت في المسجد الأقصى أجواء متوترة وتعالت التكبيرات من قبل المصلين، إذ يوجد مئات طلاب وطالبات مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الأقصى الذي ترعاه وتقوم عليه مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات. مشيرة إلى أنّ مجموعات المستوطنين قامت بتنظيم حلقات للغناء والرقص، عند خروجهم من باب السلسلة، خارج حدود المسجد الاقصى، ابتهاجاً باقتحامهم للأقصى، ومنعت قوات الاحتلال في ذات الوقت محمد شريف جبارين- من طلاب مساطب العلم من دخول الأقصى. وحذّرت مؤسسة الأقصى من الأوضاع الخطيرة التي يمر بها المسجد الأقصى، معتبرة أنّ الاقتحامات المتكررة والتي تزداد بشكل ملحوظ في فترة «موسم الأعياد اليهودية» تعتبر محاولة لفرض أمر واقع بوجود يهودي شبه يومي، في محاولة لفرض تقسيم فعلي زماني أو مكاني محدود في هذه المرحلة في المسجد الأقصى المبارك. داعية إلى الوقوف عند مسؤولياتها تجاه الاقصى المبارك ومدينة القدس، والتحرّك العاجل من أجل لجم الاحتلال والتصدي لاعتداءاته التي تتصاعد يوماً بعد يوم بحق المسجد الأقصى. وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن الصمت الإسلامي والعربي أو ردود الأفعال الخجولة تشجع الاحتلال في المضي قدما والاستمرار في فرض تقسيم المسجد الأقصى ما بين المسلمين اليهود، الأمر الذي يدعو إلى تحرّك إسلامي عربي عاجل وفوري لإنقاذ المسجد الأقصى من براثن الاحتلال. على صعيد ذي صلة، جدّد الاتحاد الأوروبي وفرنسا أمس الالتزام باستمرار الدعم المقدّم للسلطة الفلسطينية، مؤكّدين ثقتهما في ميلاد دولة فلسطين على الرغم من العقوبات. وقال ممثل مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس سيرجي بوركلو إنّ «أزمة فلسطين المالية منبعها الاحتلال والفصل بين الضفة وغزة، والفصل داخل مناطق الضفة الغربية نفسها»، مضيفاً أنّه «لا يمكن بهذا المعنى التطوّر في ظل استمرار الاحتلال، وأن سلطة النقد حققّت تقدّما في مجال التدقيق والشفافية». مشيراً إلى يقين الاتحاد الأوروبي من قيام الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أنهم لا يريدون قيامها في ظل حالة الفصل العنصري، مشيراً إلى تواصل الدعم لبناء القدرات. ولفت لدعم الاتحاد الأوروبي للسلطة بحوالي نصف مليار يورو، مؤكّدا استمرار هذا الدعم لمساعدة الناس على استلام رواتبهم وزيادة مستوى الرسوخ في السلطة الوطنية.