كانت الحرب العالمية فى أوج اشتعالها .. وقوات الألمان على مشارف العلمين .. والأزمة الاقتصادية متزايدة ، وهناك خلاف حاد بين الملك فاروق ورئيس الوزراء النحاس باشا ، هذا هو حال مصر خلال شهر رمضان عام 1942 .. مجلة" المصور" رصدت حال الطبقة الحاكمة وقتها ، فالملك فاروق وجه كلمة إلى الشعب قال فيها :" امتثالا لأمر الله عز وجل أذكر نفسي وإخواني المسلمين بالاعتصام بالصيام ففي الصوم تهذيب للنفس ورياضة لها علي احتمال المكاره وعلي الصبر الذي هو من أكبر الأخلاق المقومة لحياة الأمم ومجدها وفيه كف لليد واللسان عن الطغيان والعدوان والكذب والبهتان " ، أما رئيس الوزراء مصطفي النحاس باشا فهو لم يقم أى مآدب في رمضان ، وحسب الخبر فإنه كان من عادة رفعة النحاس باشا أن يقيم في شهر رمضان من كل عام مآدب لأعضاء الوفد وللهيئة الوفدية للشيوخ والنواب وبعض الطوائف الأخري من الوفديين ولجان الوفد، كما أن رفعته كان يقبل في هذا الشهر بعض المآدب التي تقام له في القاهرة والجيزة بدعوة من الكبراء ورؤساء اللجان الوفدية ،غير أن رفعته قرر في هذا العام عدم إقامة هذه المآدب في منزله، كما اعتذر رفعته عن الدعوات التي وجهت إليه، وقد سئل رفعته لماذا يعتذر هذا العام عن قبوله المآدب في رمضان فقال رفعته: إنني ألغيت مآدب رمضان عملا بالاقتصاد في هذه الظروف التي ينبغي فيها لكل مصري أن يقتصد، ولأضرب المثل لإخواني المصريين في هذا الاقتصاد فإننا مقبلون علي أيام عصيبة لنسأل الله أن يشمل فيها مصر بعنايته ورعايته . ........ ........