منذ الثامنة صباحا بدأ أهالى حى المعادى والبساتين الوقوف على أبواب لجانهم الانتخابية ، رغم فتح اللجان فى التاسعة إلا أن أهالى المنطقتين حرصوا أن يقفوا مبكرا لحجز أماكن لهم قبل ازدحام اللجان وارتفاع درجات الحرارة واشتداد لهيب الشمس. وخلال جولة بوابة الشباب على عدد من لجان المعادى والبساتين رصدنا بعض الملاحظات ، أولها أن مشهد الصف الطويل والزحام أمام أبواب اللجان لم يستمر غير ساعة واحدة فقط فى معظم اللجان ، بسبب الحر الشديد الذى بدأت تظهر شدته مع الساعة الحادية عشر ليبدأ بعض من كانوا فى آخر الصفوف يقررون الرحيل والعودة للإدلاء بأصواتهم بعد أن تهدأ أشعة الشمس، وظل مشهد الطوابير يتناقص حتى أن هناك بعض اللجان لم يكن واقف على أبوابها غير ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة المدنية المسئولين عن تأمين اللجان الإنتخابية، وكانت السمة العامة في جميع اللجان التى تواجدنا بها هي الهدوء وسير العملية الإنتخابية بمنتهى النظام والتعاون بين الناخبين والقضاه المسئولين عن اللجان وقوات الجيش والشرطة وموظفين وزارة العدل المتواجدين داخل اللجان لمعاونة القضاة. إلا أن هناك مشكلتين رصدناهما في لجنة رقم 48 بمدرسة مصطفى كامل بمنطقة صقر قريش، إلا أن الأولى تداركها القاضى المسئول عن الإشراف على هذه اللجنة والأخرى احتواها ضابط القوات المسلحة المسئول عن تأمين اللجنة . المشكلة الأولى هى أن لجنة 48 كانت منذ فتح اللجنة وحتى الواحدة ظهرا كان الختم الذى بها لختم الصناديق هو ختم لجنة 47 ، وقد جاء القاضى ودخل اللجنة لتغير الأختام وكان حديثه أمام الناخبين ويبدو أن هذا أشعرهم أن هذه المشكلة قد تعوقهم عن الإدلاء بأصواتهم إلا أن القاضى اعطى للموظفين ختم اللجنة واخذ الختم الخاطئ ، وبعد خروجه من اللجنة قمنا بسؤاله لإستضياح الأمر وإذا كان هذا يمكن أن يسبب مشكلة؟ فقال: لاتوجد مشاكل فلجنة 48 كان بها ختم 47 وتداركنا الموقف " مش عايزين نعمل من الحبه قبه". أما المشكلة الثانية أن هناك أحد الشباب الواقفين فى الطابور لأنتظار دوره فى دخول اللجنة للإدلاء بصوته دخل فى نقاش مع الناخبين الواقفين معه فى الصف ، وكان أغلب الواقفين ممن تجاوزوا سن الخمسين ، واشتد النقاش بين هذا الشاب والناخبين بسبب تناقض الأفكار ووجهات النظر بين الأجيال ، فقد أتهم هذا الشاب جيل كبار السن بأنهم أضاعوا الثورة بسلبيتهم ومهادنتهم واستسلامهم لفلول الحزب الوطنى المنحل ، بينما رد عليه الواقفين بأنه لايليق به أن يتهم مصريون غيره بالسلبية ومناصرة الظالم على المظلوم ، وأن هذه هى الديمقراطية كل شخص يختار من يراه مناسبا للبلد من وجهة نظره ، وظل النقاش بهذه الحدة حتى كاد يصل إلى تشابك بالأيدى ، حتى جاء ضابط القوات المسلحة وهدأ من الناس ، ثم قال لهذا الشاب ما تفعله هو مخالفة انتخابية فهنا داخل اللجنة تقف صامت حتى تدخل وتدلى بصوتك ثم تخرج ، اما المناقشات والأحاديث فخارج اللجنة ، ثم اصطحب هذا الشاب بعيد وظل يتحدث معه على انفراد ، ليعود به بعد ذلك ويستأذن من فى الطابور أن يعود هذا الشاب إلى دوره، ويطلب بعد ذلك الضابط من الجميع التزام الصمت ، أو الحديث فى اى شئ اخر غير الإنتخابات او الحديث عن المرشحين.