"مهيج الجماهير" أصبحت مهنة الكثير الأشخاص الذين يحسبوا أنفسهم على القوى التي تطلق على نفسها ثورية بعد أن أصبحت استثارة الناس واللعب بعواطفهم حرفة سياسية لها رجالها والأشهر من يستطيع أن يجلب زبائن أكثر لميدان التحرير الذي تجرى داخله منذ عدة أيام محاولات مستميتة لهدم القضاء المصري وتحطيم هيبته والجحة أن الحكم الصادر على الرئيس السابق ووزير الداخلية حبيب العدل ومعاونيه وأبناء الرئيس في قضايا قتل المتظاهرين والفساد المالي لم يعجبهم . البعض لم يعجبه لأسباب موضوعية وهم قلة من الموجودين في الميدان ممن يبحثون بصدق عن قتلة المتظاهرين يوم 28 فبراير 2011 خاصة أن الحكم ابعد في حيثياته التهمة عن الرئيس السابق والشرطة !! وأصبح مطلب هؤلاء الشباب معرفة من القاتل ومن قصر في الوصول إليه أيا من كان ؟؟ لكن الأغلبية المعترضة على الحكم في الميدان أسبابها انتخابية مثل حمدين صباحي وأبو الفتوح وخالد على الذين وبكل صراحة وجدوا فيه فرصة لقلب ترابيزة الانتخابات التي لم يعد مسموح بالجلوس عليها في الإعادة إلا للدكتور مرسى والفريق شفيق .. لذا نجدهم بدأوا في الإعلان عن تكوين مجلس رئاسي على مقاسهم ومش مهم الناخبين اللي صوتوا لمرسى وشفيق وفقا للقاعدة الفوضوية الأصيلة الشرعية للميدان فقط وكأننا بلا دولة أو مؤسسات بل وبلا شعب إلا شعب التحرير. أيضا التيارات الإسلامية اتخذت من الحكم سلاحا قويا في معركتها الخاصة ضد الفريق شفيق لعلها تنجح في عزله ..لأنه طالما لا توجد دولة فكل شيء مباح ووفقا للمثل القائل (لو دار أبوك خربت خد لك قالب) فالكل الآن يبحث عن قالبه حتى لو أدى هذا لمزيد من الهدم . ووسط حالة إلا دولة التي نعيشها حاليا وظهور ما يسمى "جمهورية مصر الفضائية" - بعد أن أصبح مصير مصر يرسم على الهواء مباشرة من داخل الفضائيات - كان من اغرب ما سمعته في احد البرامج التليفزيونية ما قاله الاعلامى حمدي قنديل حينما طالب الناس بالعصيان المدني لمقاطعة انتخابات الرئاسة التي اعرف أن طرفيها لا يرضيانه وان كان - وفقا لتصريحاته - يمكن أن يقبل بوجود مرسى لكن داخل مجلس رئاسي !! يطالب حمدي قنديل الناس بالمقاطعة لان اللعبة السياسية لم تعد في صالح فريقه الذي يقوده صباحي ويطالب بوقف الانتخابات حتى يتم الفصل في قانون العزل السياسي وكلى يقين بان هذا ليس عن قناعة بدستورية هذا القانون بل فقط لان تطبيقه سيترتب عليه إعادة الانتخابات وإعطاء حمدين فرصة لدخول الانتخابات الرئاسية عند إعادتها ..بمعنى إننا نطالب الناس بالعودة للسلبية التي طالما صرخنا منها في النظام السابق ونقبل بالقوانين الاستثنائية مادامت تحقق أهدافنا !!!!! الأستاذ حمدي في هذا اللقاء تخلى عن صورته كمعارض يؤمن بالديمقراطية وإعلاء هيبة القانون حين أصر على القول إن الحكم على مبارك غير مقبول لديه وهنا أقول له وهل مطلوب أن كل حكم قضائي يعجب الجميع وهل يليق التعليق بهذه الصورة السافرة على أحكام القضاء وأنت ممن ينتمون للفكر الناصري بكل قيمه النبيلة وأين هذه القيم وأنت تطالب بالتنكيل بمبارك وتقول (لو كان مبارك بات على "البورش " بدلاً من المركز الطبي العالمي لاعترف أين هي الفلوس المنهوبة ولم نكن بحاجة إلى استجوابات جهاز الكسب غير المشروع".) وأسألك من نام من معارضي مبارك على "البورش" عند حبسهم لينام هو.. خاصة وهو في هذه السن ويعانى من الكثير من الأمراض الم تسمع قول النبي عليه الصلاة والسلام (من لا يرحم لا يرحم) ؟! ثم أريد أن اعرف منك يا أستاذ حمدي ماذا لو نام على "البورش" ولم يعترف إيه رأيك لو نمده على رجليه أو نكهربه أو ننفخه ياللى بقى ما هي فوضى !! يتهكم من يطلقوا على أنفسهم القوى الليبرالية ويقولون على تيارات الإسلام السياسي أنها تيارات انتقامية والسؤال ماذا عنكم انتم ؟ لو الإسلاميون انتقموا قد نجد لهم بعض العذر بعد سياسة الإقصاء والمطاردة القانونية لبعض رموزهم من النظام السابق لكن هذه النظرة الانتهازية والابتزازية والانتقامية من بعضكم ما مبررها وهل تستحقها منكم مصر وأهلها في هذه اللحظة الحرجة بل الفارقة من تاريخها؟؟ الهام رحيم