هما إثنان من طيور مصر المهاجرة .. سافرا إلى أمريكا وحصلا على الدكتوراه هناك ثم قررا البقاء ليصبحا بعد سنوات من العمل والبحث ضمن أبرز خمس علماء على مستوى العالم فى مجال السوبر كمبيوتر أو الكمبيوتر فائق السرعة وذلك طبقا لتصنيف منظمة IEEE أو "Institute of Electrical Electronics Engineers " أي جمعية مهندسي الكهرباء و الإلكترونيات و تعتبر أكبر منظمة في العالم لتطوير وابتكار أحدث التقنيات في عالم الكهرباء والإلكترونيات حيث تم أنشاؤها عام 1963 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية .. العالم الأول هو الدكتور طارق الغزاوى رئيس قسم الحاسبات بجامعة جورج واشنطن وخبير لدى وكالة ناسا والعالم الثانى هو الدكتور رامى ملحم المدرس المتفرغ بقسم الحاسبات الذى رأسه طيلة عشر سنوات بجامعة بيستبرج والذى يجرى حالياً أبحاثه لدى وزارة الدفاع الأمريكية .. العالمان قابلناهما على هامش ورشة فى الجامعة الأمريكية تمت تحت إشراف الأستاذ الدكتور عمرو القاضى رئيس قسم هندسة وعلوم الكمبيوتر بالAUC ومستشار المعلومات بالمقر الرئيسى لبنك الدولى فى واشنطن .. فى سطور التحقيق التالى سعينا لنعرف لماذا لا يعود علماؤنا المصريون فى مجال ال يحكى الدكتور طارق الغزاوى أستاذ هندسة الكمبيوتر فى جامعة جورج واشنطن عن نفسه قائلاً : بداية دراستى كانت فى جامعة حلوان ثم حصلت على الماجستير من هندسة القاهرة ثم حصلت بعد ذلك على منحة للعمل بإحدى الجامعات الأمريكية وبناءً على الآداء الخاص بى هناك فقد أعطونى منحة ذاتية للحصول على الدكتوراه وفعلاً أنهيت هذه المرحلة العلمية من حياتى وأصبحت أستاذ لعلوم هندسة الحاسب بجامعة جورج واشنطن والآن أنا خبير علمى لدى وكالة ناسا، والأبحاث الخاصة بى كانت ممولة من وزارة الدفاع الأمريكية ومن الهيئة القومية للعلوم الأمريكية كما أننى أسست معهداً خاصاً يحمل اسمى داخل هذه الجامعة فى علوم وتقنيتات السوبر كمبيوتر.. وببساطة هذا المجال يتداخل فى صناعة السيارات والطائرات والفيزياء لأنه يقوم على سرعة الحسابات التى تقوم عليها تصنيع هذه الأشياء، وهذه العلوم تطورت فى بلاد العالم الصناعية ونحن فى أمريكا يهمنا جداً أن نكون متطورين عن الدنيا كلها ودائماً هناك صراع مع الزمن لإنتاج أسرع كمبيوتر فى العالم وهو ليس المقصود به الكمبيوتر العادى وإنما الكمبيوترات العملاقة التى تدخل فى التصنيع ثم تنتقل هذه التقتنيات إلى الأجهزة العادية أو الشخصية أو الاب توب حيث يبدأ التقدم العلمى فى مجال الحاسب من السوبر كمبيوتر، أيضاً يتم حالياً عملية دمح بين الحاسبات فى حاسب واحد فما يمكن أن يقوم به عشرة أحهزة يمكن أن يؤديه جهاز واحد وبالتالى العمليات الحسابية التى قد تتطلب أجهزة عديدة يتم انجازها فى جهاز واحد يضم آلاف مؤلفة من ال units لعمل 3 تريليون عملية حسابية فى الثانية وهذا كان يتطلب برمجة من نوع جديد وأنا كنت واحداً ممن قاموا بتأليف لغة مبتكرة لهذه الحاسبات الجديدة فى مجال يسمى بالبرمجيات المتوازية وقريباً ستحتاج الأجهزة الجديدة لإعادة برمجة مع انتشار تقنيات السوبر كمبيوتر، والصين حالياً عندها أكبر سوبر كمبيوتر فى العالم لكن أمريكا فى هذا العام ستكسر هذا القاعدة حيث يتم حالياً ومنذ سنوات عمل أسرع حاسوب فى العالم وسيكون ثورة هائلة فى تكنولوجيا المعلومات ومن هنا حصلت على زمالة مؤسسة IEEE وهى أكبر درجة علمية موجودة هناك حيث تمنح لواحد من الألف من العلماء وضع خطا تحت كلمة العلماء.. أهم خمسة علماء فى السوبر كمبيوتر فى العالم أهم خمسة علماء فى السوبر كمبيوتر فى العالم قاطعنا الدكتور الغزاوى لنسأله هل يمكن أن يعود لمصر كما عاد علماء الهند وساهموا فى جعلها واحدة من قلاع صناعة البرمجيات فى العالم فقال: يعمل تحت رآستى علماء من الهند وكلهم تدربوا على يدى فى الجامعة والمعهد وفعلاً كانت خطتهم أن يتلقوا العلم ويعودوا لبلادهم لأن عندهم ثقة أنهم سيجدون هذا النوع من العمل فى الهند كما سيجدون الإمكانيات اللازمة لذلك، كما أنهم يعرفون أن المجتمع سيقدر جهودهم حيث سيكونوا عناصر فعالة ولهم قيمتهم وبالمناسبة الاحساس بالقيمة أهم من الفلوس بالنسبة للعلماء ولذلك يعودون.. لكن فى مصر الوضع مختلف ويكفى أن تعرف أن الأغنياء فى الهند هم من قاموا بهذه النهضة فلم يؤسسوا شركات مقاولات مثل أغنياء مصر وإنما أنشأوا شركات معلومات مواكبة للعصر حيث أنشأوا شركات فى البرمجيات بدلاً من أن يبنوا قصور أو فيلات أو يشتروا أراضى ويجمدوها وهم للأسف طبقة غنية زيادة عن اللزوم وليس بالضرورة أن يكونوا قد اشتغلوا واجتهدوا للحصول على هذه الثروة فالمفروض أن من يعمل فقط هو الذى يحصل على الفلوس والتقدير، أيضاً فى مصر مشكلة أخرى وهى أن العالم إما أن يكون أحمد زويل وإما لا يكون. يعنى هناك نظرة ضيقة للعلماء، أيضا الدول لا تتقدم دائما بدور الحكومات وإنما بالمجهودات الفردية التى تتجمع مع بعضها وتتراكم فتحقق مقدار من النجاح وهذا ما يحدث فى أمريكا أما الدولة فوظيفتها أن توفر المناخ المناسب. أما الدكتور رامى ملحم أستاذ ورئيس قسم الحاسبات فى جامعة بيتسبرج فيقول: أنا تخرجت فى كلية الهندسة جامعة القاهرة ثم حصلت على منحة من أمريكا حيث حصلت على الدكتوراه من جامعة بيتسبرج فى ولاية بنسلفانيا واشتغلت فترت فى جامعة بوردو فى ولاية إنديانا إلى أن عدت مرة أخرى لجامعة بيتسبرج وأنا حاصل على الجنسية الأمريكية وأعيش هناك مع زوجتى حيث تعمل طبيبة، وانا حاليا أستاذ متفرغ للتريس فى الجامعة .. أنا كنت مشغول فى دراساتى وأبحاثى بموضوع الطاقة والبطاريات فى الكمبيوترات فائقة السرعة وإذا كانت هذه المشكلة نشعر بها فى جهاز اللابتوب الصغير فما بالك بالسوبر كمبيوتر وهناك جهود فى هذا المجال سيعلن عنها فى حينه منها مثلاً تغيير طريقة عمل الذاكرة او تسجيل المعلومات على "الميمورى" فبدلا من أن يتم استخدام الكهرباء فيها يتم استخدام الحرارة وهنا ممكن نوفر عشر الطاقة المستخدمة ولذلك اشتغلت فى معامل وزارة الدفاع الأمريكية للأغراض السلمية وهم عندهم جزء سرى مرتبط بالأبحاث العسكرية وجزء سلمى فى تخصص يسمى البحوث الأساسية وإن كانت تخدم على جميع المهام المطلوبة ولجميع هذه الجهود حصلت على زمالة IEEE وهى اعتراف رسمى بأنى واحد من العلماء المميزين فى هذا المجال. ويواصل الدكتور رامى حديث قائلاً : فى أمريكا الفرصة متاحة جداً للابداع وأنا أعيش هناك من 30 سنة مع زوجتى وأطفالى وكثير من العلماء المصريين المهاجرين، يتمنوا أن يساهموا وأن يقدموا للمجتمع حتى اللى طلع "طهقان" منهم لأن حد تخطاه فى الترقية فى الجامعة لكن هؤلاء يبحثون فرصة من أن يساعدوا وعلى فكرة هذه مشكلة لا تنتهى وأنا عندى طلبة من مصر يدرسون عندى وليست عندهم رغبة فى العودة لمصر مرة أخرى لكن طلبة الهند والصين وكوريا على خلاف ذلك كلهم سيعودون لبلادهم وأنا واثق لو كانت هناك فرصة فى مصر لعاد 50% من العلماء المهاجرين . أهم خمسة علماء فى السوبر كمبيوتر فى العالم أهم خمسة علماء فى السوبر كمبيوتر فى العالم