هو صانع أحذية ماهر جدا وموهوب في مهنته ولذلك ذاع صيته حتي أصبح من أشهر صانعي الأحذية في مصر, ولقبه زملاؤه ب المعلم وأصبح زبائنه من كبار الشخصيات في مصر من السياسيين والوزراء والمحافظين والمفكرين والفنانين تفاصيل أكثر عن محمد عرابي نعرفها منه في السطور القادمة. تصوير : محمد لطفي يقول محمد عرابي : بدأت فقيرا جدا وتعلمت كار صناعة الأحذية منذ أن كنت طفلا صغيرا في قرية الجزيرة بدمياط ثم لظروف خاصة جئت إلي القاهرة وبالمصادفة عملت في مصنع أحذية بالزيتون وعندما أكملت 14 عاما عدت لدمياط مرة أخري وعملت في مصنع أحذية واحترفت المهنة وفتحت أول محل لي وبدأت في التصدير إلي روسيا , ولم أعمل أي عمل آخر في حياتي سوي صناعة الأحذية , ولم التحق بالمدارس ولم أتعلم لكنني علمت نفسي القراءة والكتابة العربية والانجليزية وتغلبت علي الفقر وأصبحت صاحب ورشة في دمياط وربنا فتح علي وأصبحت من أغنياء دمياط لكن في عام 1967 أفلست وقمت ببيع كل ما أملك لتسديد ديوني وفي عام 1969 جئت إلي القاهرة لكي أبدأ من جديد ولم يكن معي ثمن رغيف عيش وكنت أعمل وأنام بدون عشاء لكي أرسل لأولادي 10 جنيهات يعيشون منها , ثم بدأت أبني نفسي من جديد واشتريت ورشة جديدة وبعد 4 سنوات استطعت أن أقف علي قدمي من جديد وعدت للعمل للتصدير لروسيا كما كنت وبدأ اسمي يلمع في القاهرة وأصبحت من أشهر صانعي الأحذية في مصر وعرفني كبار الشخصيات بمصر . صراماتى المشاهير ويضيف قائلا : كل مشاهير مصر اشتروا مني أحذية من سياسيين ووزراء ومحافظين ولاعبي كرة وفنانين . ومنهم علي سبيل المثال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وكان له موديل خاص به .. حذاء أسود جلده طري وبدون كعب وأحيانا كان يشتري لونا بنيا ولم يغير موديله حتي وفاته لدرجة أننا أطلقنا علي الموديل حذاء الشيخ محمد متولي الشعراوي , ووزير الكهرباء ماهر أباظة الذي كان يأتي بنفسه للمصنع لشراء الأحذية , أما أشهر زبائني الحاليين فهم السيد عمرو موسي الذي يتعامل معي منذ سنوات وأيضا الدكتور أسامة الباز ومعظم السياسيين الموجودين في طرة من زبائني وعلي رأسهم أحمد نظيف فكان يرسل رجالا من مكتبه لأعطيهم صندوقا به أزواج من الأحذية ليختار منها ما يناسبه . وعاطف عبيد , فتحي سرور , صفوت الشريف , محمود الشريف , وكبار قيادات الداخلية والمحافظين ومعظم الوزراء . ومن الفنانين علي الحجار وتامرهجرس وعزت أبو عوف ومن الرياضيين زبوني الدائم ممدوح فرج . ويكمل قائلا : لن يصدقني أحد إذا قلت إنني لم ألتق بمعظم هؤلاء المشاهير لأنهم يرسلون موظفين من مكاتبهم الذين يأتون المصنع ويأخذون لهم الأحذية خاصة التصميمات الجديدة قبل طرحها في الأسواق وكنت أرسل إليهم مندوبين من المصنع بحقيبة كبيرة تشبه الصندوق تحتوي علي نحو 12 زوجا من الأحذية من مقاس العميل ليختار ما يناسبه منها أو يشتريها من محلاتي أو من المحلات التي تباع فيها أحذيتي وأحب أن أشير إلي أن معظمهم لم يكن يدفع فلوس الأحذية , باستثناء عمرو موسي الذي بمجرد أن يأخذ سكرتارية مكتبه الأحذية يدفعون ثمن ما أختاره وهو لديه ذوق في اختيار أحذيته .. فحذاؤه كلاسيكي جدا لذلك أنا أعرف طلبه جيدا ولا يغير اللون الأسود أبدا وحذاؤه برباط , ويفضل الأحذية البقري , ولكن إذا كان عندي أحذية جلد نعام أو غزال بشكل كلاسيكي فأرسلها له أما صاحب أكبر مقاس فهو رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ومقاس حذائه 48 وأنا لدي 1440 موديل مسجلين باسمي ودائما أخترع موديلات جديدة لدرجة أن التاجر يقول لي : كفاية موديلات جديدة والموضة هذا العام في الأحذية الرجالي هو اللون النبيتي . فهو لون لم يكن منتشرا من قبل ويؤكد أنه قام بصناعة أحذية حريمي منذ عدة سنوات لكنه وجد أنها لا تناسبه فاختار التخصص في الرجالي حتي يستطيع التجويد , لكن بصراحة .. الأحذية الصيني أوقفت حال الأحذية المصرية فنحن لدينا المصانع لكن لا يوجد صناعة جلود في مصر لأن الجلد غال وسبب ارتفاع سعره تصديره للخارج فعلي سبيل المثال أنت تصدر جلد ب 1000 جنيه وتستورد أحذية ب 2000 والعمال يعانون بسبب قلة العمل والمصانع كذلك لأن الأحذية الصيني تنافسهم والزبون يقبل عليها لرخص سعرها . لذلك لابد أن يقف التصدير إلي الخارج لكي نجعل سعر الحذاء مناسبا للجميع في مصر فنحن أولي بأن يعمل العمال المصريون .