"السماء فرحانة بلقائك.. والأقباط حزانى لفراقك.. وداعا يا أحلى ضحكة.. وداعا الأسد المرقسي".. هكذا ودع الأقباط تابوت البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي خرج للمرة الأخيرة من الكنيسة الكبرى بكاتدرائية العباسية، في الطريق إلى سيارة الجيش التي ستنقله إلى مطار ألماظة العسكري. فقد انتهت القيادات الكنسية من مراسم القداس الجنائزي للبابا شنودة الثالث وسط دموع من آلاف الأقباط وقيادات الكنيسة..ووصلت سيارات الجيش المخصصة لنقل الجثمان إلى مطار ألماظة العسكري، تمهيدا لنقله إلى وادي النطرون، حيث دير الأنبا بيشوي الذي سيدفن فيه، وبدأت الوفود المشاركة في القداس الجنائزي في مغادرة الكاتدرائية بعد انتهاء القداس. وقدم الأنبا يوسطس رئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، الوصية التى تركها قداسة البابا شنودة الثالث قبل نياحته، وقال البابا فى الوصية "يحب بعضكم بعض وتعملوا بوصايا الله، وأن تفعلوا الخير من أجل الإنسانية، وأن تحفظوا الله فى قلوبكم، وأن يكون طريقكم دائما تتذكروا فيه مخافة الله". وأوصى رعية الشعب أن يحافظوا عليهم ويخدموهم بكل حب، وأن يحفظوا وصايا الله فى خدمتهم. وكانت قد بدأت قبل ظهر اليوم مراسم التشييع الرسمية لجثمان قداسة البابا شنودة الثالث من مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط حضور رسمى ودولى غير مسبوق ,وقد افتتحت المراسم بالقداس الجنائزى على قداسة البابا، وقد وصل إلى مقر الكاتدرائية ممثلون عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة ، وكبار الشخصيات ، وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية " عمرو موسى , وأحمد شفيق وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح" واللواء عادل عمارة من المجلس العسكرى، جنبا إلى جنب مع وفود رفيعة المستوى تمثل شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية ووزارة الأوقاف والدعاة. كما وصلت السفيرة الامريكية آلان باتروسون وسفير الفاتيكان مايكل جيرالد ، قد وضعت شاشات عملاقة خارج الكاتدرائية ليتابع الاف الجماهير الصلاة من خلالها ، وقد سجل القداس الجنائزى المقام بكاتدرائية العباسية كذلك حضورا قياسيا لوفود الأساقفة من الخارج ورؤساء الطوائف المسيحية المختلفة والذين حرصوا على مشاركة مصر أحزانها فى فقدانها لهذه الشخصية الكبيرة. وقام بتلاوة الصلوات على جثمان البابا شنودة أكثر 110 أساقفة للكنيسة أعضاء المجمع المقدس من داخل وخارج مصر إلى جانب حوالى 500 قسيس ووفود أجنبية من كنائس أثيوبيا وسوريا ولبنان والفاتيكان واليونان وألف مرتل وشماس ، وتبادل الاساقفة قراءة مقاطع من الكتاب المقدس وتأملات دينية فى الموت من أقوال أباء الكنيسة الاولين حسب طقس الكنيسة القبطية الارثوذوكسية . واتشحت الكاتدرائية بالسواد ولافتات التعزية , ومازالت جموع كبيرة فى حالة انهيار وبكاء حاد، وحسب طقس الكنيسة فان الصلوات لابد أن تجرى والتابوت مفتوحا ووجه البطريرك الراحل مكشوفا. وتوافد كبار الزوار على الكاتدرائية حيث وصل اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية . وقد اقام المجمع المقدس قداسا خاصا اقتصر على الاساقفة فقط فى ساعة مبكرة من صباح اليوم لراحة نفس الراحل , ورأس الصلاة الانبا باخوميوس كبير الاساقفة سنا. وبدا الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب متأثرا أثناء وجوده في كاتدرائية العباسية، بعد دقائق قليلة من وصوله للمشاركة في مراسم توديع البابا ، وسمح ضباط الأمن المركزي والشرطة العسكرية لسيارة رئيس مجلس الشعب وطاقم الحراسة الخاص به بالدخول من الكردون الأمني إلى داخل الكاتدرائية، خلافا للنظام الذي يفرض أن يتم ركن سيارات كبار الزوار ببارك مستشفى الدمرداش، والوصول للكاتدرائية مترجلين. وحضر إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتوديع جثمان البابا شنودة رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى بدا عليه الحزن الشديد على رحيل البابا ولم يستطع أن يتمالك نفسه من البكاء، وسمح له عدد من القساوسة بالاقتراب من نعش البابا وتقبيله وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل أن يذهب إلى مثواه الأخير بدير الأنبا بيشوى، كما حضر الداعية عمرو خالد، كما حضر أيضا الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد وفؤاد بدراوي، سكرتير عام الحزب، وعدد من قيادات الحزب، إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية من جانب آخر قام الأقباط المحتشدون أمام البوابة الرابعة بالكاتدرائية المطلة على شارع لطفى السيد بالضغط على البوابة، فتم كسر جزء من البوابة، وأسرعوا بالدخول من الجانب الخلفى فى الساحة المطلة على المركز الثقافى، فأسرعت الكشافة بغلق الباب الآخر الذى يصل إلى ساحة الأنبا رويس، حتى تم علاج البوابة، وتم إخراج البعض، فى حين تسلل آخرون إلى ساحة الكاتدرائية، وخرج الأنبا أرميا، سكرتير البابا، وقام بتوزيع دعوات الحضور على العديد من الأقباط المتواجدين فى الساحة من خلال نافذة المقر البابوى. وقال أحد المسعفين، المتواجدين داخل محيط الكاتدرائية، إن هناك 10 حالات إغماء مصابين بضيق التنفس بسبب الازدحام الشديد، وأكد أنه تم إسعافهم في الحال وعادوا إلى حالاتهم الطبيعية.