بالأرقام .. بيزنس الدكاترة علي الفضائيات !

موضة البرامج والفقرات الطبية أصبحت هي المسيطرة علي شاشات الفضائيات في الفترة الأخيرة ، صحيح إنه ضمن أهداف هذه البرامج خلق حالة من الثقافة الطبية لدي المشاهدين .. لكن الهدف الرئيسي هو البيزنس والذى وصل لدرجة وجود سوق سوداء بين الاطباء ومعدي ومقدمي البرامج الطبية ، بل وأحياناً الطبيب هو الذى يدفع مقابل الظهور في البرامج بحثاً عن الشهرة !! .
تحقيق : هاجر اسماعيل
البداية كانت مع الاطباء .. حيث اكد الدكتور عصام الطوخي استاذ طب العيون بجامعة القاهره ومدير المركز القومي للعيون ان البرامج التلفزيونية الطبية قائمة علي مبدأ الوعي الطبي ووجود ثقافة طبية عند المرضي او المواطنين العاديين ، وعموما مجال العيون من المجالات الطبيه الرائدة التي يعتمد فيها علي التطور السريع والتكنولوجيا المتقدمة ، وبالتالي ظهور الاطباء في هذا المجال في البرامج شيء طبيعي ووارد ، ويضيف : المسأله بالنسبه لي هي ضيق الوقت ، ولو وافقت علي كل البرامج التي تعرض علي لن أترك مبني الاذاعة والتلفزيون أما مسألة الاعلان عن نفسي من خلال وجود برامج تلفزيونية فأنا اري أنها طريقة الدكاترة المبتدئين أو الفاشلين لانه يعتقد انه من خلال ظهوره المكثف في البرامج والفضائيات سيزيد دخله او نسبة ثقة المرضي فيه وفي علمه ، ولكن حتي لو حدث ذلك تكون فترة مؤقتة وبعد وقت قليل يتضح الامر ، والدواء الذي يناسب مريضاً قد لا يناسب اخر حتي لو كانوا يعانوا من نفس المرض ، وبالتالي الحصول علي أدوية من خلال التليفزيون او من خلال وصفات فهذا لا يكون كافيا أو قد يكون مضراً مع بعض الحالات .
أما الدكتور وليد موسي اخصائي التغذية والميكروبيوتك ، وهو نظام غذائي صيني متخصص فيري ان اعلان الدكتور عن نفسه من خلال البرامج أو الفضائيات لا يمثل اي حرج له كطبيب لان المنافسة بين الاطباء خاصة في مجالات التغذية اصبحت تعطي للاطباء دافع لاستخدام كل الوسائل لجذب المرضي إليه دون غيره وبالتالي يظهر في عدد كبير من البرامج سواء بشكل ثابت أو غير ثابت ، وسواء كان بشكل اعلاني مباشر من خلال وجود اسمه ورقم تليفونه علي الشاشة في دعاية له أو غير مباشر بمجرد ظهوره واستقبال مكالمات التليفونية وانه يظهر في أكثر من برنامج حسب نوعية الفقرة ، فمثلا برامج التليفزيون المصري مثل " نهارك سعيد " علي النايل لايف لا يتقاضي فيه اجراً نظير ظهوره في الحلقات ولكن توفر له القناة سيارة للذهاب والعوده ، وبرنامج اخر مثل " التفاح الاخضر " علي شاشة mbc يحصل فيه علي 500 جنيه مقابل الحلقة نظير استقطاع جزء من وقته ، اما البرامج الدعائيه فيتم الدفع فيها علي حسب القناة التي تعرض البرنامج ووقت عرضه والمقدم الذي يستضيفه ، وقد يكون هذا المبلغ بشكل مباشر من القناة وقد يكون بشكل ودي مع معد البرنامج ، ويقول : يحدث معي كثيرا أن أتلقي عروضاً من المعدين للظهور في برامجهم مع وجود اتفاق مادي بيني وبينهم ويكون المبلغ من حوالي 2000 الي 5000 جنيه مقابل ظهور عنوان العيادة ورقم التليفون بشكل واضح ، واعتبر ان هذه البرامج مثلها مثل عمل اعلان في جريدة معينة او تعليق لافتة ، بل بالعكس قد تكون هذه تكلفتها اقل وتاثيرها اكبر بكثير .
ويضيف الدكتور احمد عوض الله استشاري العقم واطفال الانابيب والمدرس بكلية الطب جامعة عين شمس انه من انصار وجود مؤسسة اعلامية تابعة لمركز علاج العقم الذي يمتلكه ، فهو يري في التواجد الاعلامي فائدة كبيرة وانه لابد من ان يكون الدكتور الذي يظهر علي الشاشة شخصاً مؤهلاً وله كاريزما خاصة وحضور وقدرة علي توصيل المعلومة بطريقة بسيطة وواضحة وتجذب المريض ، واكد علي ان الظهور في البرامج او الفقرات الطبية لا يكون دائما بمقابل مادي وانما احيانا يكون في مقابل علاج عدد من الحالات من مشاهدي البرنامج بشكل دوري وهي في الغالب الطريق الذي يفضله .
أما الدكتور ابراهيم كامل استشاري جراحة التجميل والليزر ومدرس جراحة التجميل بجامعة عين شمس فأكد علي أن معظم اطباء التجميل والتغذية لديهم هوس بالظهور الاعلامي نتيجة المنافسة الشديدة بينهم ، وكما يشرح العمليات للطلاب في الجامعة .. يجب أن يشرحها بطريقة مبسطة وسهلة للمشاهدين ، ويقول إنهم طلبوا منه في إحدي المرات دفع 20 ألف جنيه مقابل الظهور في بعض البرامج ولكنه رفض نظرا لعدم تناسب المبلغ المطلوب مع حجم الاستفاده التي سوف تعود عليه ، لكنه لا ينكر الاستفاده التي يكتسبها الطبيب من مجرد تواجده في الميديا سواء شهرة او تزايد ثقة المرضي فيه .
أما الاستاذ الدكتور ناصر الغندور استشاري المخ والاعصاب فقال إنه ضد الظهور المكثف في الاعلام لانه يفضل ان يقضي هذا الوقت في معالجة مرضاه واستكمال ابحاثه العلميه، وانه يجد مشكله كبيره في التعامل مع الاعلاميين ومعدي هذه البرامج لانهم في الغالب لا تكون لديهم اي ثقافه طبيه وبالتالي تكون الاسئلة ساذجة وتقلل من قيمة الطبيب العلمية – حسب تعبيره – كما إن الاطباء الذين يدفعون مبالغ للظهور في البرامج والترويج لانفسهم يقللون من قيمتهم العلميه والمهنية ، وهذا مخالف لميثاق الشرف المهني الطبي والاعلامي لانه لا يجب غش المريض باي شكل من الاشكال واقناعه بان هذا الطبيب هو الافضل والاهم في هذا المجال بينما هو لا يكون كذلك .
وعلي الجانب الاخر معدي ومقدمي البرامج هم من يروجوا للاطباء من خلال برامجهم لكن لهم وجهه نظر اخري ، فالدكتور خالد منتصر وبرنامجيه dream clinic والفقره الطبيه ببرنامج العاشرة مساء من ابرز من تروج حولهم الشائعات حول تقاضي البرنامجين وإدارة القناة مبالغ مادية مقابل ظهور الاطباء لديهم في البرنامج ، وهو ما نفاه الدكتور خالد منتصر نفيا قاطعا واكد علي ان نوعيه الاطباء الذين يختارهم للظهور معه في البرنامج هم علي درجة عالية من الكفاءة ، لكن معظم الاطباء اصبح لديهم هوس بالظهور بالتلفزيون نتيجه وجود منافسة بين الاطباء شديدة ، لكن ما يحسم هذه المسأله هي ثقافة مقدم البرنامج ولانه يهدف تقديم ثقافة طبية محترمة للضيف ، وأكد علي أن الاطباء الذين يطلبوا منه الظهور في البرنامج هم موضع قلق بالنسبه له ولا يفضل ظهوره وانه لو قدم كل حلقه تجميل أو تغذيه فلن يمل المشاهد ولكن البرامج لابد أن تقدم معلومة جيدة للمشاهد .