مدرسة للمتفوقين بطريق الواحات بالسادس من أكتوبر .. أول نواة لمشروع الدكتور أحمد زويل القومي للبحث العلمي وهي مدرسة ثانوية تحت اشراف وزارة التربية والتعليم وقد اختارت الوزارة مجموعة من الطلبة المتميزين في شهادة المرحلة الاعدادية ليكونوا أول دفعة تخرج من هذه المدرسة المتميزة .. وقد انتقلت " الشباب " إلي داخل القرية الكونية لننقل لكم أول صور وتفاصيل من داخل هذه المدرسة التي تعول عليها حكومة الثورة في اعداد علماء مصر في المستقبل .. مساحة القرية تتجاوز 3 أفدنة وهي مقسمة إلي عدة أبنية تلفت النظر بمجرد الدخول اليها .. مبني المدرسة مكون من 3 طوابق معدة ومجهزة لاستقبال الطلبة وتم تقسيم هذا المبني إلي عدد من الفصول لاستيعاب الطلبة وحول مبني المدرسة هناك 13 معملا متخصصا في الفيزياء والكيمياء والأحياء والهندسة والفلك والجبر والتفاضل ومن المخطط له أن تكون هذه المعامل هي النواة الأولي لعمليات البحث العلمي في المدرسة الخاصة بالمتفوقين وإلي جانب هذه المعامل المتخصصة في العلوم الطبيعية والرياضية توجد داخل القرية الكونية مجسمات صغيرة لخريطة مصر وأهم الأماكن السياحية فيها حيث تبدأ هذه المجسمات من مجسم لمكتبة الأسكندرية ومنها إلي أهرامات الجيزة مرورا بنهر النيل ثم قلعة صلاح الدين الأيوبي وبرج القاهرة وصولا إلي معبد الكرنك وطريق الكباش بالأقصر والسد العالي بأسوان و بحيرة ناصر في جنوب مصر وهذه المجسمات سوف تستخدم في عملية تعليم الطلاب حيث يتم صقلهم من الناحية الأدبية والعلمية معا كما سيتم تنظيم رحلات لفصول المتفوقين بالمدارس المختلفة لرؤية هذه المجسمات ولتعريفهم بأهم الأماكن الأثرية والسياحية في مصر ونقل صورة مصغرة لمن لم يستطع الذهاب اليها وأيضا تحفيز الطلبة وأولياء الأمور علي المذاكرة للالتحاق بمدرسة المتفوقين . وفي داخل القرية أقامت وزارة التربية والتعليم فندقا لإقامة الطلبة المغتربين فيها بداخل القرية تتوافر فيه كل الخدمات المطلوبة للطلبة لمساعدتهم علي التركيز في الدراسة وتوفير الشعور بالراحة والأمان وقد أكد لنا الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم أن هذه المدرسة تقرر إنشاؤها ضمن مشروع الدكتور أحمد زويل القومي لتطوير التعليم ونظام الدراسة في هذه المدرسة و هو نفس نظام المدارس الموجودة في الهند والصين بهدف تخريج الطلبة من المرحلة الثانوية مؤهلين في مجال البحث العلمي وأوضح أن هذه المدرسة هي الأولي من نوعها في مصر والهدف منها هو الوصول بعدد قليل من الطلبة بدراسة مناهج معينة مكثفة وعلمية لتشجيع الدراسة العلمية بدلا من الاقبال المتزايد علي دراسة القسم الأدبي في الثانوية العامة وقال إن هذه المدرسة ستكون معدة ومجهزة لتخريج 130 طالبا بعد 3 سنوات ليكونوا علي المستوي الدولي للطلبة وليصبحوا نواة لعلماء المستقبل وسوف تعمل الحكومة علي توفير فرص دراسة في جامعات دولية أجنبية للطلبة لتكون حلقات الدراسة الثانوية والمؤهلة للجامعة كاملة بحيث يكون الطلبة مؤهلين للعمل في المراكز البحثية الدولية . أما الدكتور رضا أبوسريع مساعد وزير التربية والتعليم والمسئول عن ملف مدرسة المتفوقين فأوضح لنا أن هذه المدرسة هي أول خطوات الدولة نحو خطة تدعيم البحث العلمي ورصد ميزانية ضخمة له في الفترة القادمة وأنه بمجرد أن أعلنت الوزارة عن قبول المدرسة لأعداد الطلبة الحاصلين علي الشهادة الاعدادية بمجموع 98 % أو اكثر تقدم لمديريات التربية والتعليم بالجمهورية ما يزيد علي 1050 طالبا وتمت تصفيتهم الي 130 طالبا وذلك عن طريق مجموعة من الاختبارات النظرية والعملية والمقابلات الشخصية للطلبة وذلك لأن هذه المدرسة تركز علي الدراسات العلمية والرياضيات والعلوم ولذلك لابد أن تتوافر في الطلبة الملتحقين بالمدرسة مجموعة من المواصفات الخاصة بالقدرة علي الفهم والتحليل والاستيعاب وأخري خاصة بالقدرة علي الابتكار والخلق وأكد أن هذه التجربة تمت عن طريق الرجوع إلي التجارب الدولية في هذه النوعية من المدارس والتي كانت من أهم الأسس التي خلقت هذا التقدم الكبير الموجود في دول جنوب شرق آسيا وأيضا التطور في مجال صناعة البرمجيات والحاسبات في الهند فعلي الرغم من أنها دولة بها نسبة فقر وأمية كبيرة الا أن هذه النوعية من المدارس المتخصصة خلقت جيلا من الباحثين المتخصصين في مجالات علمية ولكن هذه التجربة سوف يتم تمصيرها لمعرفة أكثر المجالات التي يحتاجها مجتمعنا لتوجيه الطلبة له وأوضح أن عدد الطلبة في الفصل لن يتجاوز 25 طالبا حتي يحصل الطالب علي فرصة جيدة للتعلم والفهم خاصة في داخل المعامل البحثية التي تم تجهيزها بأفضل المعدات والأدوات العلمية . ويقول هشام السنجاري مدير مديرية الجيزة التعليمية إن مناهج هذه المدرسة تم اعدادها خصيصا لطلبة هذه المدرسة حيث قام عدد كبير من المتخصصين في وضع المناهج من أساتذة الجامعة والباحثين من اعداد مناهج علمية قائمة علي التحليل والفهم ويعتمد بشكل أكبر علي الناحية العملية وينمي مهارات الطالب الموهوب في الابتكار والاكتشاف وأضاف : هدفنا من المدرسة هو الوصول بالطلبة الي أن يصبحوا علماء .. وبالتالي فان المناهج التي تم وضعها هي مناهج عالمية باللغة الانجليزية وذلك لرفع مستوي الطلبة في اللغة الانجليزية حتي يمكنهم الدراسة في الجامعات الدولية ويكونوا مؤهلين لدراسة مختلف التخصصات العلمية اضافة الي تدريس اللغة العربية والتاريخ المصري وهذا يفسر وجود ماكيت مصغر لكل مكان أثري في مصر ونظرا لقلة عدد الطلبة الموجودين في المدرسة فلم تواجه الوزارة أزمة طباعة الكتب الدراسية ... وسوف تكون الوزارة حريصة علي تحديث المناهج أولا بأول سنويا لتواكب النظام الدراسي العالمي أما المدرسون الذين سيعملون في هذه المدرسة فقد تم اختيارهم علي أعلي مستوي من الاوائل الذين تقدموا الي مديريات التربية والتعليم بالمحافظات المختلفة وذلك في مواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية والتاريخ ومن المتوقع أن يخرج الطلبة من هذه المدرسة بعد 3 سنوات لديهم خلفية علمية كاملة .