يشهد محيط وزارة الداخلية اليوم حالة من الهدوء بعد أن اختفت قوات الأمن المركزى تماماً من المشهد ، حيث تراجعت خلف الكتل الأسمنتية التى باتت تفصل الوزارة عن كل الشوارع الفرعية المؤدية إلى ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد.. ومن جانبها قامت إحدى شركات النظافة الخاصة متطوعة بنقل الركام والمخلفات والطوب والحجارة الذى ملأ شوارع محمد محمود ومنصور والفلكى ويوسف الجندى ونوبار باشا وعبد المجيد الرمالى .. يقول فيصل محمد المسئول بشركة أما العرب الإيطالية للنظافة أن الخواجة سرجيو صاحب الشركة قام بالتنسيق مع حى عابدين وهيئة نظافة القاهرة وأعلن عن تطوع الشركة لنقل المخلفات وتنظيف الشوارع ولهذا احضرنا عدد من سيارات النقل وسيارات رش المياة وقمنا بمساعدة عشرات العمال بتنظيف الشوارع وأزلنا أطنان من الحجارة وبقايا المحالات التى تعرضت للتخريب والاعتداء من قبل بعض البلطجية. ورغم عودة الهدوء إلى هذه الشوارع إلا أن الحياة لم تعد لطبيعتها على الإطلاق خاصة بالنسبة لأصحاب المقاهى والمحلات التجارية الذين عبروا لبوابة الشباب عن حجم الخسائر الطائلة التى يتعرضون لها الآن بعد انقطاع حركة السيارات والمشاه فى الشوارع خاصة بعد إقامة العديد من الحواجز الأسمنيتة بها .. والذين فتحوا محلاتهم اليوم يؤكدون تماما غياب حركة البيع وانتشار البلطجة .. محمود عبد الله موظف بشركة سياحة فى شارع محمد محمود أكد لنا أن مقر الشركة يتعرض لمضايقات من بعض البلطجية والصبية ولا وجود للأمن مطلقا فى الشوارع ولا يمكن أن نستدعى الشرطة فى حالة وقوع أى اعتداء أو سطو مسلح يعنى باختصار نحن تحت رحمة البلطجية .. وعلى ناصية شارع منصور استأنف صاحب كشك نجمة منصور عمله بأن قام بفتح الكشك صباح اليوم ومع هذا يشتكى من عدم وجود زبائن بعد إغلاق الشارع وحرق مصلحة الضرائب.. الذين فتحوا محلاتهم اليوم فى شارع محمد محمود هم صاحب منتجات ألبان الدمياطى ومخبز عتمان وصالون حلاقة سمير ومحل بقالة نجمة الفلكى ومحل بقالة إيزيس وأحد مطاعم الوجبات السريعة فى أول الشارع. وحاليا يقوم العشرات من شباب اللجان الشعبية بمنع تواجد المتظاهرين والصبية فى شارع محمد محمود ومنصور وتطهير المنطقة من البلطجية حيث وقعت منذ الصباح احتكاكات طفيفة ومصادمات بينهم وبين بعض العناصر الغريبة التى حاولت إثارة الشغب فى المنطقة.. وعلى صعيد الأوضاع فى ميدان التحرير فقد دعا اتحاد شباب الثورة إلى المشاركة فى مليونية الجمعة القادمة وأطلق عليها جمعة الرحيل من أجل مواصلة الضغط على المجلس العسكرى للرحيل عن السلطة محملاً إياه تبعات الأحداث التى مرت بها مصر فى الفترة الأخيرة.. يأتى هذا فى الوقت الذى لا يزال يواصل فيه نحو 100 شخص اعتصامهم بالجزيرة الوسطى بالميدان لحين رحيل العسكر .