شاهدت المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه مسئولون حكوميون عن أزمة البنزين والسولار، والأرقام التي أعلنوها عن ضخ كميات إضافية تزيد عن احتياجات السوق، وقال أحدهم إنها مشكلة نفسية عند المصريين، وشائعات تروج للأزمة المفتعلة، ولكن البنزين متوافر في المحطات. لا أدري هل يعيش هؤلاء المسئولون معنا في مصر أم في كوكب آخر، ولا تطأ أرجلهم شوارع المحروسة من شمالها إلي جنوبها، فهل هؤلاء يريدون منا أن نصدقهم ونكذب أنفسنا ونحن نشاهد طوابير تغلق الشوارع وتمتد لكيلو مترات وأكثر لتصل الي محطة خالية من الوقود، والناس تنتظر بالساعات الطويلة علي أمل أن تأتي سيارة النقل وتفرغ حمولتها، فهل التصريحات الحكومية الغريبة والعجيبة الهدف منها أن تحول الشعب العاقل الي مجنون، تخبرهم أن المحطات بها بنزين وهي أمامهم فارغة، ولا أدري من أين يأتي هؤلاء بهذه الأعصاب، وأي وجه هذا الذي يطلون به علينا، وأي لسان هذا الذي طاوعهم في أن ينطق بفجاجة كذبا. نعم لدينا أزمة طاحنة وشوارع متوقفة وحكومة للأسف عاجزة لا تريد أن تصارح الشعب واختصرت الطريق في الكذب، رغم أن الصدق المنجي لها، فما المانع أن نذكر حقائق مثل المديونية للشركات العالمية التي تبيع لنا حصتها من الانتاج المصري، أو عدم ضخ وزارة المالية عملة أجنبية كافية لاستيراد الوقود من الخارج، أو الحديث عن تهريب جزء من حصة السوق المصري لغزة، أو حتي مؤامرة علي النظام الحاكم من مافيا الوقود ونكشفها بالأسماء، أما الطرف الثالث الخفي المجهول، فهي نغمة سئمنا ترديدها وسماعها، وكفي معاملة الشعب بأنه قاصر وفاقد لأهليته، والحكومة هي التي تفكر وتتحدث، واذا أخبرتنا أن " العلبة " فيها " فيل " يجب تصديقها ونردد وراءها " فيها فيل، فيها فيل " فالضرب علي القفا لن يفيد ولن يقبله الشعب، فأبناء الوطن الحر يريدون الصدق في القول والاخلاص في العمل من حكومة يأكل فيها وزير الاستثمار سندوتشات ب" 33 " ألف جنيه شهريا ويعاقب الموظف الذي رفض اعتماد فاتورة الوزير الذي يفكر لنا ببطنه !!. أفيقوا يرحمكم الله !!.