"هناء" عاشت لتحقيق التعايش السلمي.. وماتت في سبيله عاشت حياتها في سبيل أن تحقق مبادرتها الخاصة بالتعايش السلمي بين مكونات المجتمع المصري وخاصة في أقصي صعيد مصر في محاولة لإلغاء مفاهيم خاطئة في مجتمعنا، لم تخاف أو تتراجع عن فكرتها التنويرية حتى لحظاتها الأخيرة في الحياة والتي كانت في سبيل تحقيق فكرها لكن قطار قوص كان له رأي آخر لتموت نوارة الصعيد وهى ترى شمعة فكرتها المضيئة تشق ظلام العقول .. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صاحبة مبادرة التعايش السلمى بين ابناء الوطن في السطور التالية. هناء كمال نوارة الصعيد وابنة أسرة بسيطة من قرية حجازة قبلي مركز قوص بمحافظة قنا وصاحبة مبادرة التعايش السلمي بين ابناء الوطن إنسانه يشهد لها الجميع بقلبها الطيب وحبها للخير والعمل التطوعي فأطلقت مبادرات كثيرة للإرتقاء بموطنها كما كانت تقوم بخدمات كثيرة من خلال عملها في المجتمع المدني في الصعيد ومنها مبادرتها الأشهر وهي التي تعرف باسم التعايش السلمى وفكرتها إننا كأبناء وطن واحد سواء كنا مسلمين أو مسيحيين ليس هناك فرق بيننا فما يجمعنا هو روح المحبة والوطن الكبير الذي يساع كل أولاده دون تفرقة بسبب دين أو جنس أو لون. جيل بلا تطرف هناء البنت المصرية الأصيلة التي تخرجت من معهد الخدمة الأجتماعية عام 2007 لتقوم من وقتها بالعمل التطوعي بدأتها مع الأطفال لإنشاء -كما قالت في مبادرتها- جيل سوي خالي من الأفكار المتطرفة لمواجهة الأحداث الطائفية التي عشنا فيها بعض الوقت خاصة في قرى بالصعيد وهو المكان الذي بدأت فيه فكرتها مشاركة مع أحد زملائها والذي أمن هو الآخر بضرورة إيجاد ذلك الجيل الذي سينهي فكرة الصراعات الطائفية وهو سامح ثابت ابن الأقصر اللذان بدأ في نشر فكرتهم بطريقة عملية وخاصة مع الأطفال، الجيل المقبل الذي سيتحمل كل المسؤوليات ولأنها كانت مبادرة ذاتية فكانت تواجه بعض المعوقات بسبب عدم وجود التمويل لكنهم من أجل مجتمع أفضل كافحت وانضم لها شباب آخرين من أجل بلدهم فكانت هناء تحاول أن تصحح الأفكار والقيم للأطفال بقيم المحبة والسلام وليس العنف والتخريب واستطاعت من خلال بعض الفعاليات الرياضية التي يهتم بها الأطفال . ضد الإخوان وكانت هناء دائما تقول إنه على الرغم من الشوائب الطائفية التي ظهرت في الفترة الأخيرة لكن كلنا يحترم الآخر ونؤمن بأننا نستطيع أن نستعيد روابط المحبة لأننا نسيج وطن واحد نعيش فيه منذ آلاف السنين وسنستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإذا نظرنا في الشارع سنرى محمد يلعب الكرة مع جورج دون أن يكون الدين مانع بين الإثنين لأن هذه هى الفطرة السليمة التي ولدنا عليها وهي نفس الفكرة التي بدأتها مع زميلها المسيحي سامح ثابت خاصة مع محاولات جماعة لإخوان الإرهابية وقت سيطرتها على الحكم بتقسيم المجتمع طائفيا. هناء الفتاة التي جاءت من أقصى الصعيد لم تكن وزيرة أو مسؤولة لكن فعلها للخير من أجل وطنها جعل اسمها يتردد بالخير في كل قرية من قرى الوطن الكبير خاصة مع الحادث المؤلم الذي تعرضت له والذي كتب نهاية تلك الفتاة السمراء الجميلة بشوشة الوجه والقلب لكن ما فعلته وما غيرته في نفوس عدد كبير من الأطفال والشباب وكبار السن أيضا في مناطق كثيرة من محافظات الجمهورية سيجعلها في ذاكرة الأمة ويوما ما سيتم الحديث عنها بما تستحقه لأن من يفعل خيرا لمصر لا تنساه مهما مر من وقت .