أطفال الشهداء: آثر ونادية وسارة ولارا وسيف وليلي وسما وسيلا، وغيرهم من الذين تزينت بهم قاعات المنارة.. زهور يانعة لم يكتب لهم الارتواء من حنان آبائهم، والمؤكد أن آباءهم لم يشاهدوهم إلا مرات قليلة. أعمارهم صغيرة، وتقترب من تواريخ استشهاد آبائهم، وكتب عليهم أن يعيشوا دون حضن دافئ، يتمتعون فيه بالحماية والأبوة. »سيلا» الجميلة، طفلة رقيقة كالملاك، مالت علي الرئيس تقبله من خده، وكأنه أبوها وكادت الدموع أن تفر من عيون الرئيس، بينما تعلقت طفلة أخري بكتفيه ولم تفارقه طوال الاحتفال، وكان الرئيس يحملها ويتنقل بها، وهو في منتهي السعادة. مصر لا تنسي شهداءها، وأبناؤهم لهم حق علي الوطن أن يرعاهم، ويوفر لهم سبل الحياة الكريمة، فقد قدم آباؤهم أرواحهم فداء لنا جميعاً، لنعيش بتضحياتهم وننعم بالسلام علي حساب أرواحهم. أطفال الشهداء لهم الفخر، فكل بطل وراءه قصة بطولة عظيمة فداء لوطنه، ولم يبخل بحياته، أما القتلة المجرمون فلهم الخزي والعار، جزاء خيانتهم لوطنهم، وتآمرهم ضده. من أنتم أيها القتلة المجرمون، ومن أعطاكم الحق في اغتيال شباب مصري اسمه »أحمد ومحمد ورامي وفريد ومصطفي وماجد».. صورهم تشرح الصدر، وعلي وجوههم علامات الصلاة والخشوع.. أما أنتم ففي وجوهكم يسكن الشيطان، بالشرر الذي يخرج من عينيه. زوجات الشهداء.. نساء مصريات من خيرة فتيات مصر، صغيرات ولم تستكمل كل واحدة مع زوجها أكثر من عام أو عامين، محجبات يحملن في أيديهن القرآن الكريم، وعلي وجوههن علامات الصلاة والتقوي بعد شهر رمضان المعظم. من أنتم أيها الشياطين القذرة، الذين كتبتم علي هذه الزهور الجميلة اليتم والحرمان من سندهم في الحياة، وهل تتخيلون أن جرائمكم الإرهابية من ورائها طائل، إلا أن تظلوا مطاردين في الأرض، وخائفين ومذعورين وتنتظرون مصيركم الأسود. مصر تحتفل بأبناء الشهداء، أما أنتم فقد تركتم العار لأبنائكم، وكتبتم عليهم الذل في حياتهم، وشتان بين طفل يزهو ويقول »بابا شهيد»، وبين آخر يتواري خجلاً لأن أباه إرهابي. صارت عادة جميلة، أن يذهب الرئيس في عيد الفطر للاحتفال بأطفال الشهداء، وإدخال الفرحة لقلوبهم، ويحملهم ويسير بهم في مكان الاحتفال، سعيداً وفرحاً بأن الله منحه نعمة رسم البهجة فوق وجوه بريئة، وأجمل ما في الصورة أن الأطفال يتعاملون مع الرئيس ببراءة وعفوية، واستطاع ببساطته أن يختصر المسافات إلي قلوبهم. الرحمة لشهدائنا الأبرار، ولعل أرواحهم ترفرف علي المكان، وهم سعداء، لأن السعادة دخلت قلوب فلذات أكبادهم في يوم عيد، والعيد معناه الفرحة والبهجة، فكتب الله لهم الطمأنينة، في الجنة التي وعد بها الشهداء.
الذي يحب بروحه لا يعرف الوداع أبداً. مولانا جلال الدين الرومي