إحدي شعلات الأزهر الشريف المتوهجة بالأنوار المعرفية، التي تشهد أن مستقبل هذه المؤسسة المباركة لا يقل إشراقًا عن ماضيها الزاهر.. يقود كتيبة كاملة من الشباب المدرب علي أحدث أدوات التكنولوجيا التي أصبحت مكونًا رئيسيا في العلوم الأزهرية الحديثة ليُجيب عن أسئلة المُستفتين بكل سرعة وسرية، كما قدم عددا كبيرًا من المبادرات الرائدة في مجالات »لمّ الشمل» ومواجهة الإلحاد، والتوعية الأسرية، وغيرها.. إنه د. أسامة هاشم الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، وكان معه هذا الحوار الرمضاني: • ما الجديد الذي قدمه المركز العالمي للفتوي الإلكترونية في شهر رمضان؟ - قدم المركز لشهر رمضان المعظم باقة متنوعة من الإرشادات الفقهية والنسائم الدعوية والتي سيقوم بنشرها علي وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان »هدي للناس»، »فاتبعوني»، و»فتاوي الصيام»، ويقوم المركز ببث مباشر علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك»، وسيقوم بالرد مباشرة كوكبة متميزة من أعضاء المركز.. مع إعداد مقاطع مصورة تتناول فضل شهر رمضان، وأحكام الصيام، والرد علي أبرز الأسئلة عن الصيام، وعمل مجلة حائط مسجدية، ودليل للمسلم في رمضان، وجدول للمفطرات يجيب فيه المركز علي أبرز 44 تساؤلًا يكثر سؤال الصائمين عنها، كما تم تصوير ثلاثين خاطرة، وثلاثين فتوي نسائية بالجامع الأزهر وبثها علي مواقع إعلامية مختلفة، هذا بجانب الرد المباشر علي المستفتيين طوال نهار الشهر الكريم عن طريق الخط الساخن للمركز 19906، وسيتم مد ساعات العمل تيسيرًا علي المستفتين للإجابة علي أسئلتهم وما يشغل بالهم عن أحكام الصوم وغيرها. قسم المفتيات كانت لديكم مبادرة مهمة في إنشاء فرق للمفتيات.. ما آخر أخبار هذه التجربة؟ - برعاية فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف وبمبادرة سباقة منه تم تأسيس قسم فتاوي النساء بمركز الأزهر العالمي للفتوي الالكترونية، ويحتوي علي 18 مفتية من خريجات الأزهر الشريف، ويخضعن لتدريب مكثف ومستمر منذ قرابة العامين في جميع التخصصات التي تخص الفتوي والعلوم التي تخدمها من العلوم الشرعية والفقهية المتخصصة وعلوم الآلة واللغة. وكان هذا القسم سابقة في الإحساس بقيمة المرأة وإبراز لدورها الفعال في المجتمع، كما أن القسم من أهم أهدافه رفع الحرج عن المرأة في فتاويها الخاصة، فحين تتكلم مع امرأة مثلها يرتفع الحرج عنها في الكلام كما تصل لأعلي درجات الشفافية للوصول إلي الفتوي التي تناسبها. كما يشارك القسم في الحملات الإعلامية التي يقوم بها المركز في المناسبات الخاصة (كعيد الأم) وحملة (وعاشروهن بالمعروف) وحملة (نصيبًا مفروضًا)، وكذلك المشاركة البارزة في ركن الفتوي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي شهد إقبالًا ملحوظًا وترحيبًا شديدًا وخاصة من السيدات، كما تشارك المفتيات في كل المشاركات الإعلامية التي يقوم بها المركز في القنوات الإعلامية والبرامج المتخصصة.. كما يبرز دور المفتيات في مشاركتهن في قضايا لمّ الشمل في المركز، ونستشعر مدي نجاح هذه المبادرة من خلال ردود فعل المستفتيات، ومدي الراحة التي يشعرن بها في تلقيهن للفتوي من امرأة مثلهن. »لم الشمل» وحدة (لمّ الشمل) كان لها دور كبير في ترابط الأسرة المسلمة.. ألا تزال تمارس دورها بالمحافظات؟ - قامت الوحدة بالتدخل في عدد كبير من حالات الطلاق والتفكك الأسري، منها ما كان ماثلاً أمام المحاكم ومنها قضايا تم الطلاق فيها بالفعل، ومنها قضايا المواريث، تدخلت وحدة لم الشمل للم شمل هذه الأسر وذلك حرصًا من الأزهر الشريف علي سلامة البنيان الاجتماعي للأسرة المصرية التي تُعد نواة المجتمع ومحور ارتكازه، وقد تم النزول والتوجه ميدانيا إلي جميع المحافظات، ما عدا محافظاتجنوبسيناء وشمال سيناء، والوادي الجديد. تم فتح مقرات وحدة لم الشمل في جميع المحافظات ويتواجد بها منسق لكل محافظة لمتابعة حل القضايا، وتم تشكيل لجان المقرات يشارك فيها مع مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية رئاسة قطاع المعاهد الأزهرية ب 6 أعضاء، ومجمع البحوث الإسلامية الوعظ والإرشاد 6 أعضاء.. وتستمر وحدة لم الشمل في عملها الدائم والمستمر في جميع المحافظات؛ للمحافظة علي الأسرة المصرية والحد من ارتفاع حالات الطلاق وذلك من أجل تحقيق رؤية الوحدة وهي: (العمل الجاد علي استقرار الأسرة المصرية للحفاظ علي تماسك المجتمع، والرقي بمصرنا الحبيبة). برنامج للتوعية هل هناك تنسيق بينكم وبين الحملات الوزارية التي تدور في الإطار نفسه؟ - قام مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية من خلال وحدة لم الشمل بالتنسيق مع الحملات الوزارية والجهات المعنية في هذا الأمر، بالإعداد لبرنامج للتوعية، وذلك لمرحلة ما قبل الزواج، يقوم فيه أعضاء الوحدة بتوعية المقبلين علي الزواج عن طريق برنامج مدته أسبوعان يتم فيه تناول حلول ومعالجات لعدد من المشكلات التي رصدتها وحدة لم الشمل من خلال التفاعل الميداني مع الأسر، كما يتم التعاون بين وحدة لمّ الشمل وبين بيت الزكاة والصدقات المصري بمشيخة الأزهر الشريف لمساعدة بعض الأسر الفقيرة والتي يكون المستوي الاجتماعي سببًا في عدم الاستقرار بها. نشاط ملحوظ يقوم به مركز الفتوي في مكافحة الإلحاد.. ما أبرز الآليات التي تعتمدون عليها؟ - منذ أن بدأ العمل في مركز الفتوي الإلكترونية أخذ علي عاتقه التصدي لظاهرة الإلحاد، فكان من أبرز أقسامه المتنوعة قسم »الفكر والأديان»، والذي يقوم بالرد علي الشبهات المثارة مباشرة عن طريق الاتصالات التي ترد للمركز وكل وسائل التواصل الاجتماعي.. ثم قام المركز بتدشين وحدة مختصة لمحاربة الإلحاد والفكر اللاديني تحت اسم »وحدة بيان» والتي تضم كوكبة متميزة من أعضاء المركز، وعددا من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف، من أقسام العقيدة والفلسفة وجميع الأقسام الشرعية الأخري المعنية، وتقوم الوحدة بنقد شبهات الإلحاد، والرد عليها بأسلوب علمي شرعي. وهل يتم التواصل المجتمعي مع الشباب المصاب بهذه الأفكار المريضة؟ - بالطبع، وهذا من أهداف الوحدة أيضًا، حيث يتم التواصل مع الشباب والنشء لتحصين عقولهم ضد هذه التيارات والأفكار الهدامة؛ وذلك بما تخطط له الوحدة من القيام بتنظيم لقاءات وندوات في مختلف التجمعات الشبابية، مثل الجامعات والأندية وغيرها لتعزيز اليقين لديهم والرد علي أي شُبهة مثارة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمنصات الإعلامية المتنوعة، كما يقوم المركز بفتح أبوابه لاستقبال بعض حالات من الذين لديهم شبهات أو تشكك معين في بعض أمور الدين، أو من الذين تأثروا بهذا الفكر الإلحادي؛ لمحاورتهم والرد علي استفساراتهم وتوضيح كل ما التبس عليهم وتعزيز اليقين لديهم، وذلك من كل الفئات العمرية ومختلف المستويات الاجتماعية.