بداية أقول لأشقائي بجمهورية مصر العربية الشقيقة رمضان مبارك عليكم وكل عام وأنتم ومصر بخير، ومنذ أن دخل الإسلام أرض مصر في عام 21 هجري الموافق 642 ميلادي علي يد الصحابي (عمر بن العاص) ولكون أرض مصر ذكرت بالقرآن الكريم لأكثر من مرة ولأهمية موقع مصر بالعالم القديم ولنشر الدين الإسلامي في قارة أفريقيا جاء الفتح الإسلامي لها وكانت بداية الفتوحات الإسلامية في الشمال الأفريقي حتي وصل الدين الإسلامي لإسبانيا في قارة أوربا ولم يكن للإسلام أن يصل لأوربا إلا عن طريق بوابة مصر كونها الأرض التي تربط بين الجزيرة العربية والقارة الأفريقية. وبدخول الإسلام لمصر الشقيقة بات شهر رمضان في أرض مصر غير لما يتميز فيه أهل مصر من طقوس وعادات خاصة فيهم تحمل النفس والجمال والالتزام الديني والأسري المصري الأصيل فتجد كل الديانات الأخري تتوحد مع المسلمين لإحياء هذا الشهر الكريم وهذه هي طباع وعادات الشعب المصري الأصيل الذي باتت المواطنة كونهم مصريين رابطا قويا جعل التسامح والتعايش بين الديانات سمة من سمات أهل أرض الكنانة وهذه بحد ذاتها نعمة من الله سبحانه وتعالي تفتقد ببعض دول العالم، ورمضان بمصر غير لكونه يجمع شمل أفراد الأسرة المصرية علي مائدة الإفطار تلك المائدة التي لها نكهة مصرية بحتة بحيث لا تخلو من الطبق الشعبي بمصر وهو الفول وطبق الحلويات الشهير بمصريته وهو الخشاف وإن كان لكل محافظة من محافظات أرض الكنانة طبقه الخاص برمضان حيث بمحافظات الدلتا يكون الطبق الرئيسي من البط والمحشي بأنواعه وبمحافظات الصعيد يكون الرز واللحم هو الطبق الرئيسي لمائدة الإفطار وبالمحافظات الساحلية يكون للسمك حضور مهم بمائدة الإفطار وفي مناطق النوبة بجنوب البلاد يحرص أهلها علي الإفطار خارج المنازل ليكون إفطارا جماعيا ويتميز بمشروب رمضان الخاص بهم وهو (الأبرية)، ويكون الذهاب لأداء الصلوات جماعيا في بيوت الرحمن (المساجد) ويتم تزيين الشوارع والطرقات بكل محافظات مصر بالفوانيس والمصابيح بالإضافة لتلك الموائد التي تنتشر بمختلف شوارعها وتعرف (بموائد الرحمن)، وللمصريين علاقة قديمة مع مدفع الإفطار الذي بدأ بالظهور في 859 هجرية بالعصر الإخشيدي وحتي يومنا هذا يسمع المصريون مدفع الإفطار عبر المذياع والتلفاز لكونه تراثا وتقليدا بمصر في رمضان مثلا للمسحراتي دور مهم في رمضان بالتاريخ المصري القديم ويكثر في رمضان تلاوة القرآن الكريم بحيث لا يخلو شارع ولا حي من القرآن الكريم طوال هذا الشهر ويراعي الجميع حرمة هذا الشهر الكريم وكما يحرص المصريون برمضان علي الفنون الشعبية بالمواقع الأثرية ومنها بيت السناري بالسيدة زينب ومدرسة السلطان الغوري ووكالة الغوري بالغورية وقصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة وتزدحم منطقة الحسين حيث تعمر المقاهي المنتشرة فيه، وللأطفال حضور مميز في رمضان مصر بحيث يحمل الأطفال الفوانيس التي تعرف (بفانوس رمضان) وهم ينشدون ويرددون (رمضان حلو يا حلو) وهم فرحين بشهر رمضان وأجوائه أعاده الله عليهم بكل عام والجميع بخير وصحة. وهذا هو شهر رمضان في مصر لهذا رمضان في مصر غير، وهنا أقول من الكويت أرض العمل الإنساني يدوم الخير والرخاء والفرح والأمن والأمان علي أرض الحضارة وأرض الكنانة مصر العروبة وكل عام ومصر وأهلها بألف خير وهي غير بكل شيء جميل، ولا يصح إلا الصحيح. • كاتب صحفي كويتي