وزير الاتصالات يؤكد أهمية التعاون مع الأردن بمجالات التحول الرقمي والكابلات البحرية    دعم منصة سلفة في السعودية يصل إلى 25،000 ريال سعودي.. تعرف على الشروط المطلوبة    «الخارجية الأمريكية»: لا نود أن نرى عملية عسكرية في رفح الفلسطينية    محمود مسلم: الموقف في غزة صعب.. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    شاب من شبرا الخيمة يفوز بالمركز الثالث في الترانيم ضمن مسابقة «إبداع»    القبض على تاجري مخدرات متهمين بغسيل 40 مليون جنيه في قنا    وزيرة الثقافة تبحث سبل دعم التعاون المشترك مع نظيرها القطري    «هذا ردنا على المهاجمين».. أول تعليق من «تكوين» على حملة الهجوم عليها (خاص)    تعرف على فضل صيام الأيام البيض لشهر ذي القعدة    اسمع واتكلم| توصيات النسخة الثالثة لمبادرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    حلقة نقاشية حول تأسيس شركة مساهمة بجامعة قناة السويس    تحرير 11 محضرا تموينيا متنوعا في أسواق شمال سيناء    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    بالقاهرة والجيزة.. جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2024    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    نائب محافظ الوادي الجديد توجه بتوفير طبيب لمرضى الغسيل الكلوي بمستشفى باريس    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    الخارجية الأمريكية: نراجع شحنات أسلحة أخرى لإسرائيل    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبادرات الرئاسية تنقذ صحة المصريين

السمنة تهدد الشعب المصري، فبمجرد إصابة الإنسان بها تعد مؤشرا لبداية إصابته بأمراض عديدة تبدأ بالسكر والضغط ثم أمراض القلب والمخ والأعصاب والجلطات القلبية والدماغية وتنتهي بالوفاة، مما استدعي تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات افتتاح عدد من المشروعات القومية ديسمبر الماضي قائلا: »اللي عندهم وزن طبيعي 25٪ والباقي فوق الوزن أو سمنة مفرطة.. دا كلام؟.. دا بيتحول لأمراض تؤذي الناس وتصبح عبئا علي القلب وأجهزة الجسم والمخ وقد يصاب المواطن بجلطة»‬.
حديث الرئيس يكشف عن حجم المشكلة في مصر، وأسبابها من عدم وجود نظام غذائي سليم يتبعه الشعب المصري بمختلف الطبقات، بعد أن كشف المسح الطبي للمبادرة الرئاسية للقضاء علي فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية (السمنة- الضغط- السكر) ل50 مليون مواطن أن 75٪ منهم مصابون بالسمنة والسمنة المفرطة أي 38 مليون مواطن، وكشفت المبادرة الرئاسية للكشف المبكر لأمراض السمنة والتقزم والانيميا بعد المسح الطبي ل12.5 مليون تلميذ في المرحلة الابتدائية أن 13٪ مصابين بالسمنة و38٪ بالانيميا و3.2٪ بالتقزم.. ما يهدد صحة المصريين استدعي وضع خطط وحملات إعلامية قومية تستمر لأربع سنوات تهدف إلي تغيير أسلوب حياة المصريين بإرشادهم إلي أنظمة غذائية سليمة وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين لمقاومة هذا الداء.
الاخبار ترافق مبادرة حماية أطفال المدارس
اختبارات للأمراض الثلاثة بعد موافقة ولي الأمر..وتحويل المرضي لمراكز العلاج
جهود مضنية وعمل متواصل علي مستوي محافظات الجمهورية، بدأ فور إطلاق وزارة الصحة المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض التقزم والسمنة والأنيميا تحت مظلة »‬100 مليون صحة» في منتصف فبراير الماضي، فانتشر أكثر من 4420 فريقا طبيا للكشف علي 12.5 مليون تلميذ بالمرحلة الإبتدائية.
يبدأ العمل من الصباح الباكر وحتي نهاية اليوم الدراسي، يصاحبه تنسيق متكامل بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم للوصول إلي العدد المستهدف من المدارس سواء كانت خاصة أو حكومية في الوقت المحدد للمبادرة، ليتم البدء في تحويل الطلاب إلي العيادات المنتشرة لبدء العلاج.
ومن المنطقة الخامسة بالقاهرة صاحبت »‬الأخبار» الفريق الطبي للحملة بعدد من المدارس للتعرف علي مراحل الفحص، والخدمات المقدمة به والوقوف علي المؤشرات الأولية لها، بجانب محاورة عدد من المتخصصين لنقل كافة الجوانب والتفاصيل للمواطن.
كانت أول محطة بمدرسة الشهيد محمد احمد لطفي »‬الزهرات سابقاً»، والتي تواجد بها فريق طبي تابع للمنطقة الخامسة بالقاهرة، فقضينا بعضا من الوقت معه لنتابع مراحل الفحص كاملة.
توضح د.أمل مرسي مسئولة الحملة بقطاع شرق القاهرة، أن العمل يبدأ في المدارس منذ الساعة الأولي لليوم الدراسي، وذلك من داخل الحجرة المجهزة والتي توفرها الإدارة فور إبلاغها بالموعد المحدد للحملة، فيتم تنظيم الطلاب في صفوف خارج الحجرة وإدخالهم تباعاً لبدء الفحص.
وتشير إلي أن مدة التواجد بالمدرسة الواحدة تتوقف علي عدد طلابها، فالمستهدف بالخطة الخاصة بالحملة هو 400 طالب يومياً علي الأقل، لذلك إذا كانت المدرسة علي سبيل المثال تضم 1200 طالب فإن العمل بها يصل إلي ثلاثة أيام متواصلة.
وتؤكد أنه قبل بدء العمل يتم تجهيز الكروت الخاصة بالمدرسة، فلكل طالب كارت خاص، تسجل عليه بياناته من الاسم والسن والمحافظة التابع لها، واسم المدرسة والفصل الدراسي، بجانب تفاصيل الوزن والطول ونسبة الهيموجلوبين في الدم، موضحة أن أهم ما في هذا الكارت هو رقم التواصل مع ولي أمر الطالب، وفي بعض الحالات إذا لم يكن متوفر رقم ولي الأمر يتم تسجيل رقم المنسق في المدرسة أو مديرها بالنيابة عن ولي الأمر لسرعة الوصول له في حالة إذا كانت النتائج إيجابية.
مراحل الكشف
تبدأ مرحلة الكشف من خلال الفريق الطبي داخل المدرسة، فتوضح د.أمل أنه يشمل 4 أعضاء علي الأقل منهم طبيبة وممرضة أو زائرة بجانب مدخل البيانات، وطالب من كليات التمريض الذي يستعان بهم طوال فترة الحملة.
وتضيف أن أول ما يمر عليه الطالب هو الميزان لقياس كل من الوزن والطول وتسجيلهما في الكارت الخاص به، ثم ينتقل إلي الممرضة أو الزائرة المتواجدة لسحب عينة الدم لقياس نسبة الهيموجلوبين، والتي تظهر علي الفور، وعقب ذلك يتم إدخال كل هذه البيانات علي »‬السيستم» الخاص بالمدرسة والمتصلة بغرفة العمليات بالوزارة، وكل مدرسة لها »‬اسم مستخدم وكلمة مرور» خاصة بها.
وفور إدخال الرقم القومي للطالب تظهر الصفحة المخصصة له، فيقوم مدخل البيانات بنقل كافة التفاصيل من الكارت إلي السيستم، وبدوره يجري السيستم الحسابات الخاصة به لإظهار النتيجة ما إذا كانت سلبية أم إيجابية بأي مرض من الثلاثة.
وفي السياق ذاته تشير د.أمل إلي أن الكروت تتجمع في فرع القاهرة ويتم فصل السلبي عن الإيجابي، فتسلم النتائج السلبية إلي المدرسة لتوزيعها فيما بعد للطلاب، أما الإيجابي منها فيتم التواصل مع ولي الامر أو مدير المدرسة أو المنسق، لتحديد يوم وموعد للطالب للتوجه إلي عيادة الربط الخاصة بمنطقته لإجراء بقية التحاليل والفحوصات اللازمة لصرف العلاج.
عيادات الربط
عقب انتهاء المرحلة الأولي داخل المدارس يتم تحويل الطلاب ذوي النتائج الإيجابية إلي عيادات الربط، وكل منطقة يكون لها عدد محدد من العيادات، وتوضح د.أمل أن العيادة يتوفر بها طبيب أطفال وممرضة ومدخل بيانات، ويتم إجراء التحاليل المفصلة للطالب للتأكد من دقة النتائج الأولي.
وتشير د. أمل أنه من خلال العمل بمدارس المنطقة الخامسة بالقاهرة، التي تشمل بدر والشروق ومدينة نصر والتجمع ومصر الجديدة، فإنه من الملاحظ ارتفاع نسبة الأنيميا بين الطلاب بشكل كبير، فلم تقل النسبة عن ربع المفحوصين، يليها السمنة ثم التقزم، موضحة أنها مجرد ملاحظات وسيتم إعلان النتائج النهائية فيما بعد.
الفريق الطبي
من بين الفرق الطبية المنتشرة بهذة المنطقة، قابلنا د.هالة قدري مديرة وحدة يحي الرافعي بالتأمين الصحي، فأوضحت أن الفريق بأكمله يتواجد في المدارس منذ الساعة الأولي لفتح أبوابها وحتي نهاية اليوم الدراسي، ويتم أخذ الطلاب تباعاً من الفصول، وفي حالة وجود نسبة غياب يتم تداركه في اليوم التالي له، أو إذا كانت الحملة في آخر يومها بالمدرسة وبها نسبة غياب يتم العودة لها مرة أخري فيما بعد.
وتوضح أن الفريق الطبي متنوع ما بين الطبيبات والممرضات، حتي إنه يتم الاستعانة بطلاب كلية التمريض، ويتخصصون في قياس طول ووزن الطالب، أما العينات فالأطباء هم من يسحبونها.
وتشير إلي أن عملهم لا ينتهي بمجرد أخذ العينات وتسجيل البيانات بل يتم النقاش مع الطلاب، فتوضح قائلة »‬في أغلب الوقت أتوقع قبل قياس نسبة الهيموجلوبين أن الطالب مصاب الإنيميا، فشفاه الباهته وخموله الشديد وعدم التركيز تكون علامات شائعة بين الطلاب، وبالفعل صادفتني حالات كثيرة كانت نسبة الهيموجلوبين لها أقل من 7 وهي كارثة وهنا أبدأ في الحديث مع الطالب عن نوعية الطعام الذي يتناوله، والأعراض التي يشهر بها مثل الدوخة أو الأغماء أو زغللة العين أثناء تواجده في الفصل الدراسي».
فحص وتوعية
عقب حديثنا مع الفريق الطبي قابلنا عدداً من طلاب المرحلة الإبتدائية، خاصة هؤلاء التي تم ملاحظة انخفاض نسبة الهيموجلوبين لديهم، فتقول كنزي عصام بالصف الثالث الابتدائي »‬ أنا كنت غايبة امبارح والنهاردة لقيت الميس بتاعتي بتاخدني أنا وصحابي اللي كانوا غايبين، ونزلنا للدور التاني وهناك وقفونا علي الميزان وخدوا طولنا وبعدين شكونا وخدوا نقطة دم من كل حد فينا».
وعند سؤالها عن مدي معرفتها بالحملة ردت قائلة »‬ أيوة قالولنا أن فيه دكاترة جايين يكشفوا علينا عشان لو فيه مرض عندنا يدونا العلاج، وكمان كانوا بيكلمونا وينبهوا علينا في الفصول إننا نبعد عن الأكل الوحش ودايما نجيب ساندويتشاتنا من البيت».
أما علياء أيمن بالصف الخامس الابتدائي فأكدت أنهم لا يحصلون علي أي تغذية مدرسية خلال اليوم الدراسي من قبل المدرسة، بل إن اعتمادهم يكون علي ما يجلبونه بالمنزل، بجانب ما يشترونه من المحلات حول المدرسة، وبسؤالها عن نوعية الأغذية التي يأكلونها طوال تواجدهم في المدرسة لمدة تصل إلي 8 ساعات قالت علياء »‬ باخد من البيت ساندويتشات لانشون وجبنة شيدر وساعات باخد بطاطس محمرة وبانيه وماما بتديني مصروف بجيب بيه شيبسي علطول».
خبراء التغذية : بداية قوية للحفاظ علي صحة المصريين
أكد خبراء التغذية أن الحملة جاءت في توقيت مميز، عقب سنوات طويلة من إهمال صحة طلاب المدارس بشكل أدي إلي تفاقم الوضع، فأوضحت د. جيهان رابح أخصائي باطنة عامة واستشاري تغذية علاجية أن النسب التي أعلنتها وزارة الصحة بعد الحملات التي أطلقها الرئيس السيسي تعد مؤشرا قويا ينبغي علي الجميع وضعه في الاعتبار، موضحة أن النسب بين طلاب المدارس تدل وبشكل كبير علي أسلوب الحياة الخاطئ الذي يعتمد عليه أولياء الأمور، فتخلو الوجبات الغذائية التي يتناولونها من عنصر الحديد بشكل كبير خاصة في كل من اللحوم والدواجن، بجانب الخضراوات والبقوليات فلم يعد طبق السلطة طبقاً رئيسيا علي وجبات الغذاء.. وأضافت أن الأهالي أصبحت تنطلق الآن من مبدأ الوجبات »‬المشبعة» بدلاً من الوجبات ذات »‬القيمة الغذائية العالية»، فتعتمد الأم صباحا علي تجهيز وجبات لأطفالها قائمة بشكل كبير علي النشويات والوجبات السريعة من العيش والبطاطس والكاتشب والبرجر وغيرها من العناصر المشبعة غير المفيدة، ناهيك عن أن أغلبية الأمهات في هذا الوقت أصبحت من العاملات فلا يكون لديها الوقت الكافي للتركيز علي التغذية الصحيحة لطفلها.
التوعية الغذائية
وأوضحت د.جيهان أن التوعية الغذائية داخل الأسر تكاد تكون معدومة، فلا تعلم ما هي قيمة كل وجبة وما العناصر التي يجب أن تحويها وما الكميات المطلوبة منها، مشيرة إلي أن وجود نسبة 75٪ سمنة يعد انعكاسا لنمط حياة اعتادت عليه الأسر المصرية من الاعتماد علي الوجبات السريعة.. وأضافت أن عملية السهر طوال الليل، ثم النوم إلي ساعات متأخرة من النهار يؤثر بشكل كبير علي هرمون النمو مما يؤدي للتقزم الناتج أيضا من حرمان جيل كامل من الأنشطة الرياضية الهامة التي كان منبعها المدرسة في الاساس، موضحة أن الحملة جاءت في وقت صحيح فالاهتمام بالأطفال في هذا العمر وعلاج تلك الأمراض يعني التأثير بالإيجاب علي جيل كامل، فالطالبة ستكون زوجة يوما ما وتخلصها من الأنيميا يعني حملا سليما وولادة سليمة وطفلا سليما معافي والعكس صحيح.
كميات متوازنة
من جانبها أشارت د.وفاء سعيد اخصائي التغذية بمستشفي عين شمس، إلي أن تزايد الاصابه بالأمراض لدي اطفال المدارس يعود بشكل كبير علي سوء التغذية، موضحة أن سوء التغذية هنا يعني نوعية الطعام والكمية فالطفل يجب ان يتناول الانواع المفيدة الصحية وبكميات متوازنة تحتوي علي البروتينات والكاربوهيدرات والدهون تناسب عمره ووزنه وطوله ومجهوده.. وأضافت أنه من الامراض التي يكون سببها سوء التغذية هي الأنيميا وخاصة أنيميا نقص الحديد فعدم احتواء وجبة الطفل علي البروتينات الصحية، كاللحوم والأسماك والدواجن وأيضا البقول والخضراوات او الاعتماد علي الوجبات غير الصحية مثل اللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة..وأوضحت د.وفاء أن الطفل المصاب بالأنيميا يكون تركيزه اقل ومجهوده اقل وما يتبعه من مشاكل عدة، مؤكدة أن علاج الطفل المصاب بالتقزم في الوقت المناسب يحميه من التقزم المتزايد وبالتالي الاعاقات مستقبلا.. وأكدت أن خطورة الإصابة بالسمنة في هذه العمر يتمثل في انخفاض نشاط الطفل بسبب زيادة وزنه وما يتبعه من امراض التي تسببها السمنة كالسكر وضغط الدم وتآكل المفاصل وامراض القلب.
بداية قوية
من جانب آخر أوضحت أن برنامج الدولة للكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم لدي اطفال المدارس هو بداية قوية للحفاظ علي صحة المصريين مستقبلا، فمعرفة النسب الحقيقية هي اول الخطوات لمعالجة المشكلة ويتبعها برامج من الحلول مثل العلاج لتفادي الامراض المستقبليه وايضا التوعية لتفادي الامراض لاحقا، موضحة أن التوعية تشمل أسر طلاب المدارس والتأكيد علي الالتزام بالنوعيات الصحية للطعام وايضا الكميات بجانب الطلاب وبيان أضرار الطعام غير الصحي او الإفراط في تناول الحلويات.
فحص 50 مليونا ب »‬100 مليون صحة» منهم 38 مليون مصاب بالسمنة
حملة قومية للقضاء علي المرض خلال 4 سنوات
ما بين اصابة بالسمنة والوزن الزائد والسمنة المفرطة هناك 38 مليون مواطن من أصل 50 مليون مواطن مصابين بهذه الأمراض، بنسبة 75٪، بعد أن أجرت المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض غير السارية المسح الطبي ل50 مليون مواطن منذ أول أكتوبر الماضي.
وأكدت د. ريهام غلاب مدير الحملة القومية للكشف عن الأمراض غير السارية ومستشار وزير الصحة لدعم الرعاية الصحية ان المبادرة كشفت ان اصحاب الوزن الطبيعي 25٪ فقط من إجمالي عدد المفحوصين وهم 50 مليون مواطن، والمصابون بالسمنة 34٪، وسمنة مفرطة 6.5٪ وفوق الوزن 34٪ من إجمالي من تم فحصهم.
وقالت إن المصابين بفيروس سي والسمنة في وقت واحد بلغ عددهم مليونا و650 ألف مواطن وهي نسبة كبيرة، أما المصابون بأمراض السمنة والسكر والضغط مجتمعة بلغ عددهم مليونا و130 ألف مواطن مما يدل علي ان السمنة عامل مشترك في معظم الأمراض الاخري وتسبب اصابتها.
وأوضحت ان المبادرة اطلقت حملة تسمي صحتنا في اسلوب حياتنا» لمواجهة نسبة الإصابة المرتفعة بالوزن الزائد والسمنة وتستمر لمدة 4 سنوات.
وأشارت إلي أنها حملة توعية تحت مظلة 100 مليون صحة لتغيير نمط الحياة للمواطن تعتمد علي 3 محاور هي السمنة والتدخين وممارسة الرياضية، فتقوم بالتوعية بمخاطر المحورين الأول والثاني واهمية المحور الثالث.
وقالت إن الحملة تعتمد علي عرض طرق التغذية السليمة للمواطنين، وأهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي، والإقلاع عن التدخين لما له من تأثير سلبي علي الصحة العامة وذلك بطرق جذابة مثل الانفوجراف.
وأضافت: العادات الصحية السليمة تتطلب إرادة وليس إنفاق أموال أكثر علي الطعام، مثل تناول 5 ثمرات خضار بدلا من تناول »‬المخلل».
وأكدت أن الأمراض غير السارية (السمنة، الضغط، السكر) تسبب 84 ٪ من معدل الوفيات في مصر.
وأضافت أن المبادرة ستعمل علي اعادة رسم الخريطة الصحية لمصر وزيادة عدد مراكز العلاج الضغط والسكر ونسبة إصابته في الخضر اكثر من الارياف
مدير فرع التأمين الصحي بالقاهرة د. أسامة فودة :
216 فرقة طبية تفحص 1.3 مليون طالب
أكد د.أسامة فودة مدير إدارة التأمين الصحي بالقاهرة، أن حملة الكشف عن التقزم والانيميا والسمنة جاءت في موعد مناسب تماماً، فالأجيال الحالية بحاجة إلي تعديل كبير في السلوكيات الغذائية لها، لذا فإن المستهدف من الحملة إنشاء جيل سليم معافي، نظراً إلي أن هذه الأمراض تؤثر بالفعل علي استيعاب الطفل دراسياً واجتماعيا، موضحاً أنه سيتم التركيز خلال الفترة القادمة للتوعية ونشر السلوكيات الغذائية السليمة مما يتطلب تضافر كل الجهود معاً.
وأضاف أن أعمال حملة القاهرة انطلقت بمشاركة نحو 216 فرقة طبية، تعمل علي قدم وساق لإنهاء عملها في الموعد المحدد، موضحاً أن الفرق موزعة علي 1500 مدرسة تغطي القاهرة بأكملها، بإجمالي مليون و269 طالباً.
وأوضح أن المستهدف يوميا 400 طالب، وبالرغم من أن العدد المستهدف كبير جدا وأن البداية كانت بطيئة نظراً لحداثة التجربة، إلا أن النتائج التي حققتها الفرق خلال الفترة الماضية ممتازة وتنبئ بالانتهاء في الموعد المحدد، مؤكدا أن الفحص في المدارس هو الأساس واللبنة الأولي التي يبني عليها بقية الأعمال فيما بعد، فكافة النتائج الإيجابية يتم تحويلها إلي عيادات الربط والتي بلغت حوالي 24 عيادة علي مستوي القاهرة.
فحوصات متقدمة
من جانب آخر أشار د.أسامة إلي أن عمل عيادات الربط يتضمن مزيدا من الفحوصات للتأكد أولاً من نتائج الفحوصات الأولية، ثم يلي ذلك تحويل كل طالب إلي الطبيب المختص لمتابعته وكتابة العلاج اللازم.
وأضاف قائلاً: »‬بالنسبة للأنيميا فهناك حالات سيكون علاجها بسيطا لرفع نسبة الهيموجلوبين في الدم، إلا أن هناك حالات أخري من الممكن أن تظهر التحاليل وجود أمراض دم أخري وهنا سيتطلب الأمر فحوصات إضافية والعرض علي لجنة أعلي من الاستشاريين لأخذ قرار العلاج ».
أما في حالات قصر القامة فأكد د.أسامة أنه يتم تحويل الطلاب إلي العيادات المختصة بالغدد، لإجراء تحاليل هرمونات أكثر دقة، موضحاً أن هناك لجانا تابعة للتأمين الصحي تسمي »‬لجنة النمو» كما تتوفر »‬حقنة هرمون النمو» والتي تصرف للحالات فوراً.
وأضاف أنه قديما كانت لجان الهرمونات قليلة بالفعل والضغط عليها كبير، نظراً لوفود المواطنين من كافة الحافظات عليها، أما الآن فالأمر اختلف كثيراً فهناك توسع كبير في لجان الهرمونات بكافة المحافظات.
وأوضح أنه في حالة السمنة سيكون المختص هو طبيب التغذية مع طبيب الأطفال لوضع نظام غذائي يناسب طبيعة جسم الطالب.
شائعات خاطئة
وعما يشاع حول نقص الأدوية في التأمين الصحي أكد د.أسامة أن الأمر عار تماماً من الصحة، فكل طالب سيحتاج إلي علاج سيتم توفيره علي وجه السرعة، وحيث إنه يتم توفير الأدوية اللازمة للطلاب في العيادات وأن جميع الأدوية تصرف بالمجان، وتم الاتصال علي 12 الفا و770 حالة لتلقي العلاج بعيادات الربط »‬الأماكن المعنية بعلاج الحالات المصابة» التابعة للتأمين الصحي حالة ايجابية نتيجة المبادرة ويتم الآن علاج 1770 حالة بالتأمين الصحي في الوقت الراهن.
وأضاف أنه من المتوقع أن تظهر النتائج النهائية ارتفاعا كبيرا في نسبة الأنيميا بين الطلاب، فأوضح قائلاً: »‬أتوقع وبشكل كبير ارتفاع نسب الانيميا خاصة في المدارس الخاصة والدولية عن المدارس الحكومية، وذلك نظراً إلي طبيعة السلوك الغذائي لهذه الفئة، وتركيزها علي الأطعمة السريعة واللحوم المجمدة وغيرها، علي عكس المدارس الحكومية التي عادة ما تتواجد بمناطق وأحياء متوسطة فطبيعة غذاء الطلاب يغلب عليه منتجات الألبان كالجبن بمختلف أنواعها بجانب البطاطس والبيض مما يعطي الطفل قيمة غذائية أعلي مما يحصل عليها من اللحوم المجمدة والأطعمة السريعة، وهذا الأمر علينا أخذه في الحسبان ونشر فرق التوعية في المدارس ذات الأنظمة الغذائية الخاطئة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.