لا اعرف من اين ابدأ.. ولكنني اشعر انني في اصعب موقف في حياتي، فعقب عودتي من مدينة جلاسكو بانجلترا مع بعثة منتخب السباحة البارالمبية، كان الدكتور أسامة سليمان استشاري جراحة الأورام والغدد، قد طلب مني إجراء أشعة علي الغدة الدرقية، بعد أن أظهرت التحاليل ارتفاعا في النسب عندما ذهبت له قبل سفري، وعلي الفور قمت بإجراء أشعة مسح ذري وموجات فوق صوتية علي الغدة في نفس يوم عودتي، ثم ذهبت للدكتور لأعرضها عليه قبل قدوم شهر رمضان الكريم، وربما كانت المفاجأة، أنه لابد من إجراء عملية جراحية في أسرع وقت، لازالة ورم علي الغدة، لكنه طالبني بضرورة إجراء الجراحة سريعا، حتي لا يتحول الورم إلي خبيث إن كان حميدا، وطلب مني ضرورة اتخاذ القرار سريعا وأنه لايفضل الانتظار لحين انتهاء شهر رمضان، وطلبت منه مهلة حتي استطيع اتخاذ القرار، وظللت تلك الفترة شاردا في الفكر، ورافضا أن أبلغ أحدا بهذا الأمر، حتي لا أحمل أصدقائي اي متاعب نفسية من جراء تلك العملية الجراحية، مثلما افعل دائما مع احزاني ومشاكلي الحياتية، وربما شعر البعض انني بعيد عنهم، خاصة زملائي واساتذتي في نقابة الصحفيين الذين وضعوا ثقتهم في خلال الانتخابات الاخيرة، والذين اعتذر لهم إن كنت قد قصرت معهم عن دون قصد.. واستسمح سيادتكم في تلك الأيام الكريمة ، أن تدعو لي للخروج من تلك المحنة، وان تمر العملية الجراحية التي اقوم بها غدا علي خير بإذن الله. هناك أشخاص يعيشون بيننا يشبهون الملائكة، لهم صفات وقدرات وهبها لهم الله، فأخلاقهم لا يستطيع أحد التشكيك فيها، واحترام الجميع لهم يجعلك تسعي للتقرب منهم، وحب الناس لا يتغير، بل إنه يزداد بقوة طوال الوقت ، والابتسامة لا تفارق وجههم، كل تلك الكلمات هي أقل ما يقال عن خالد الدرندلي أمين صندوق النادي الأهلي، أحد »ولاد الناس المحترمين» في الوسط الرياضي، اقول ذلك حاليا بعد الحملة الشرسة التي يتعرض لها الدرندلي، بسبب التقاط صورة له وهو مبتسم مع تركي آل الشيخ وزير الترفيه السعودي علي طرابيزة واحدة، وذلك رغم الخلافات بينه وبين مجلس ادارة الاهلي.. لكنني أري أن ابتسامة الدرندلي التي يتحدثون عنها هي المرسومة علي وجهه بشكل طبيعي، وأنه لا يستطيع أن يمتنع عن مصافحة ضيف قابله في شهر الصيام، حتي لو كان مختلفا معه.