ولولا هذا الدعم الأمريكي المباشر لكان اقصي ما تستطيعه اسرائيل المنهارة أن تعود وتنحسر في حدود 1948 كما قال وزير دفاعها »موشيه دايان». ثمة التقاء بالغ الدلالة يجمع بين »السيسي» و »السادات» فوق سيناء حيث يستكمل الرئيس السيسي ما بدأه الرئيس الراحل السادات بتحرير سيناء حربا وسلاما حيث يتم الآن تحريرها من طبيعة الصحراء الجرداء، بعد أن تراجعت أو تلاشت أية اجراءات دعت اليها آلاف الشعارات علي مدي سنوات بتنمية وتعمير أرض الفيروز، وظلت سيناء تعاني الإهمال والنسيان إلي أن جاءت ثورة يونيه وتوفرت الارادة السياسية من خلال الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اتخذ قرارا تاريخيا يستكمل قرارات السادات بالخروج بسيناء من الظلام إلي النور وذلك بالبدء فورا في تنفيذ أكبر المشروعات التنموية والخدمية باستثمارات تتجاوز ستة مليارات جنيه، وأشرقت فعلا شمس التنمية في أرض الفيروز من خلال مجالات الإسكان والمرافق والبنية التحتية والزراعة بأشكالها والصناعة بأنواعها والتعليم بمراحله والصحة بمستشفياتها والطرق بشبكاتها والنفط والمعادن بأصنافها هذا إلي جانب تحريرها من عصابات الإرهاب. والحديث بالتفاصيل عن الأعمال الجبارة التي يتم تنفيذها حاليا يحتاج إلي صفحات وصفحات لذلك أكتفي مثلا بالإشارة إلي »محور 30 يونيه» ذلك الطريق المحوري الذي يربط سيناء بالوادي إلي جانب الأنفاق والكباري والمجتمعات العمرانية وبقية المشروعات العملاقة التي تعود بالخير علي أبنائها وعلي مصر كلها. وهكذا باستلهام روح النصر في معركتي الحرب والسلام بقيادة »السادات» انطلق العمل الضخم بقيادة »السيسي» في تنمية وتعمير أرض الفيروز »سيناء» التي تتأكد قيمتها الخاصة كمعبر الأنبياء وبوابة مصر الشرقية التي تربط جانبها الآسيوي بجانبها الافريقي، ومن خلال التنمية الشاملة تمارس دورها أيضا كسياج حقيقي حماية الوطن وسعادة المواطن. أيام مصر »الذهبية» كما سجلها التاريخ في أعقاب حربنا الأكتوبرية المجيدة التي شرفت بتغطيتها ونقل تفاصيلها من جبهة القتال كمراسل حربي للإذاعة، أصدرت كتابي الأول عنها باسم »اليوم السابع»، وكنت قد أخترت هذا العنوان ردا علي ما ظلت طبول الدعاية الصهيونية والغربية تدقه بعد »نكسة 1967» مرددة بأن اسرائيل هزمتنا فيما سمته »حرب الأيام الستة»، وقلت من خلال كتابي بهذا العنوان إنهم لم يدركوا أن الأيام الستة يأتي بعدها »يوم سابع» بوجه آخر ونتائج أخري، وقد جاء هذا اليوم -والحمد لله- في »6 اكتوبر 1973» باندلاع شرارة حربنا المجيدة التي شهدت العبور العظيم وتدمير خط بارليف الحصين، وتحطيم أسطورة جيش الدفاع الذي لا يقهر (جيش الأيام الستة!!) حتيأن رئيسة وزراء اسرائيل »جولدا مائير» كاد يغمي عليها من الصدمة.. ولم تستطع حتي البكاء وهي تتلقي أنباء انهيار قواتهم وسقوط القتلي والجرحي منهم كل لحظة، وأخذت تستغيث بأمريكا قائلة لهنري كيسنجر صارخة »إلحقونا.. إسرائيل بتضيع.. بتضيع» وعلي الفور امتد الجسر الجوي الأمريكي حاملا طائرات ودبابات ومعدات حديثة جدا »وأطقم عسكرية كما ظهر مؤخرا في الوثائق الاسرائيلية السرية» وكما شاهدت أنا شخصيا عندما تم إسقاط طائرة فانتوم، وأسر قائدها الذي اتضح انه امريكي يحمل جنسية اسرائيلية وهمية! ولولا هذا الدعم الأمريكي المباشر لكان اقصي ما تستطيعه اسرائيل المنهارة أن تعود وتنحسر في حدود 1948 كما قال وزير دفاعها »موشيه دايان». هكذا سجل التاريخ بمداد من ذهب يوم السادس من أكتوبر 1973 شهادة »موثقة» بالإنجاز العسكري المصري الذي بلغ حد الإعجاز متغلبا علي أخطر الموانع الطبيعية والصناعية وما كانت اسرائيل تمتلكه من أحدث الطائرات والدبابات والمعدات العسكرية مقارنة بما كان في أيدي قواتنا. وشاء القدر أن يسجل التاريخ يوما مصريا ذهبيا آخر في »25 ابريل 1982» حيث تم استكمال تحرير سيناء من خلال المعركة السياسية والقانونية بعد أن ظلت اسرائيل تراوغ وتناور بعدم الانسحاب الشامل من سيناء تنفيذا لمعاهدة السلام في 1979 وحاولت أن تحتفظ بمساحة »1020 مترا» عرفت بقضية »طابا»، لكنها اصطدمت بإصرار مصر علي استرداد كل شبر بل كل حبة رمل من أرض سيناء، وكانت معركة القضاء التي خاضتها مصر بكتيبة رائعة من رجال القانون والدبلوماسية الذين نجحوا ببراعة وأستاذية في تجميع الوثائق والمستندات التاريخية والقانونية وعرضوها باقتدار أمام هيئة التحكيم الدولية التي اصدرت حكمها التاريخي بأحقية مصر في طابا ورأس النقب لتسقط نهائيا آخر مراوغة ومناورة اسرائيلية ويتم رفع علم مصر علي آخر شبر أو حبة رمل من أرض سيناء الحبيبة وبذلك يكتمل استرداد الأرض والكرامة.. في ذلك اليوم الذهبي »الخامس والعشرين من شهر ابريل من عام 1982». وكم كان الرئيس أنور السادات صاحب أخطر وأعظم قرارين في تاريخ مصر الحديث: »قرار الحرب وقرار السلام» يود أن يرفع بنفسه علم مصر في ذلك اليوم الذهبي الخالد، إلا أن حلمه للأسف لم يتحقق إذ نالته يد الغدر الأحمق ليسقط شهيدا أثناء الاحتفال بذكري حربنا المجيدة. من المحظوظ: »فودة».. أم »جنوبسيناء»؟! قد يقول قائل إن اللواء »خالد فودة» محظوظ بأن يكون محافظ »جنوبسيناء» التي تتمتع بالكثير من الامتيازات مثل التنوع السياحي الهائل، وتخطف الأضواء بتألقها في شرم الشيخ. إلا أن الحقيقة تقول أن جنوبسيناء هي الأخري محظوظة بأن يقود العمل فيها محافظ يتميز بالجهود المكثفة والأفكار المتطورة كخالد فودة الذي تولي مسئولية المحافظة منذ 2012 وتتجسد فيه روح ثورة »30 يونيه» والإرادة السياسية للدولة التي تتبني الانطلاق بقوة علي طريق الإصلاح والتعمير والتغيير نحو الأفضل. ويشهد علي ذلك ما يتحقق حاليا في جنوبسيناء من عمل لا يهدأ لتحويل منطقة الرويسات أخطر منطقة عشوائية تتهدد شرم الشيخ إلي منطقة سكنية ترتفع بمستوي من يعيش فيها، ويمتد العمل المتواصل إلي تطوير الموانيء والمطارات وكل وسائل النقل بما فيها »الطريق الرئيسي من نفق أحمد حمدي حتي شرم الشيخ» الذي يختصر المسافة بين القاهرةوشرم الشيخ في 4 ساعات فقط، ويمر بمدن رأس سدر وأبو زنيمة وطور سيناء لينتهي في شرم الشيخ، وفي مجال التعليم تم إنشاء أكثر من 57 مدرسة جديدة، وجامعة سلمان، وامتد العمل الي تطوير استاد الطور ومراكز الشباب إلي جانب إعادة طريق درب سيناء لسياحة السفاري خاصة بعد حصوله من الرابطة العالمية للسياحة والسفاري بلندن علي صفة أفضل طريق مؤمن علي مستوي العالم واذا كانت شرم الشيخ قد احتلت موقعها بين أهم المدن السياحية علي مستوي العالم وتميزت بموقعها عند ملتقي خليجي العقبة والسويس علي ساحل البحر الأحمر. فقد أضيف إليها المزيد من الفنادق والمنتجعات السياحية، وأكبر قاعة مؤتمرات في الشرق الأوسط جعلتها مركزا رئيسيا لأبرز المؤتمرات الاقليمية والافريقية والدولية. ولعل الحديث المستفيض عن شرم الشيخ بأضوائها الشاسعة لا يكون علي حساب التطوير الكبير الذي تشهده رأس سدر والطور وزنيمة وأبو رديس وخليج العقبة. ومازال لدي المحافظ المتوهج نشاطا وفكرا.. المزيد والمزيد من الإنجازات. »المزيد من تأكيد التوازن الرائع» يوماً بعد يوم يتأكد النجاح الرائع في تحقيق التوازن الرائع في علاقات مصر الخارجية فبعد شهور أو أسابيع من »قمة مصرية- أمريكية» جاءت »قمة مصرية- صينية» من خلال قمة منتدي الحزام والطريق التي شاركت فيها سبع وثلاثون دولة يكفي ان يكون منها روسيا وإيطاليا وألمانيا وباكستان ومصر والأمارات العربية. وتتوالي الثمار اليانعة من هذا التوازن الذكي العملي في علاقاتنا الخارجية، حيث تستثمر مصر موقعها الجغرافي الاستراتيجي وما حققه تجديد وتطوير قناة السويس كممر مائي محوري حيث تتكامل منطقتها الاقتصادية مع مبادرة الحزام والطريق لربط التجارة العالمية، ويستقطب مشروع »محور تنمية القناة» الاستثمارات الأجنبية الضخمة وفي مقدمتها استثمارات الصين التي تمتد أيضاً الي العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة متمثلة في مشروعات الصناعة والنقل والتجارة والسياحة والبنية التحتية بما تتيحه من نهضة اقتصادية وتنموية شاملة علي غرار النهضة الصينية المبهرة، خاصة مع النجاح الواضح في الاصلاح الاقتصادي والتنمية المتصاعدة والاستقرار الأمني والاجتماعي كما أكد- من جديد- الرئيس الصيني »بينج» في إشاداته العديدة بانجازات مصر. واستعادتها لمكانتها ودورها المحوري. من جهة أخري وتعميقاً وترسيخاً لسياسة التوازن في العلاقات الخارجية بالاتجاه شرقاً مع الحفاظ علي استراتيجية العلاقات غرباً، التقي الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي »بوتين» أثناء قمة منتدي الحزام والطريق، وشهدت العاصمة الصينية »بكين» مزيداً من التفاهم وتبادل الرؤي والأفكار في إطار العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا. محمد صلاح يواصل خطف الأضواء بموهبته المتألقة وشخصيته المتفردة يواصل نجمنا الكروي العالمي »محمد صلاح» خطف الأضواء التي نحظي نحن في مصر والأمة العربية والاسلامية بجانب من نتائجها الايجابية كممثل لنا رياضياً وإنسانياً، فبعد ان تصدرت صورته أغلفة مجلة »تايم» الأمريكية الشهيرة كواحد من أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم، أضاءت صورته مرة أخري أثناء الاحتفال الضخم الذي أقامته المجلة العالمية لمشاهير العالم الفائزين بالتواجد في قائمة المائة شخصية مؤثرة عالمياً، وتزاحمت الكاميرات والميكروفونات حول محمد صلاح الذي كان بحق أحد أبرز نجوم الاحتفال خاصة انه لاعب الكرة الوحيد في القائمة متخطياً ميسي ورونالدو، وانتشرت صورته علي السجادة الحمراء كأحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، وصحبتها كلمات وتعليقات المديح والاشادة مثل ما قاله الصحفي البريطاني الشهير »جون أوليفر» حيث وصفه بأنه انسان أجمل وأفضل من كونه أحد أفضل لاعبي الكرة في العالم. وكان من الطبيعي ان يسعي الكثيرون ممن حضروا الحفل من أشهر النجوم لالتقاط صور تذكارية مع الفرعون المصري محمد صلاح. ولم تتوقف الاضواء عند حفل »التايم» الأمريكية العالمية حيث تركزت علي قصته مع زميله في الفريق »جيمس ميلنر» الذي انتزع الكرة من يد صلاح ليقوم هو بتسديد ركلة الجزاء أثناء مباراة »ليفربول مع كارديف سيتي» بالرغم من أن صلاح كان السبب المباشر في احتساب ضربة الجزاء، وهنا اتجهت الاضواء حاملة الاصوات الصاخبة من عشرات الألوف من المشجعين الانجليز والعرب وغيرهم الذين انتقدوا بشدة ما فعله ميلنر الذي لم يجد ما يدافع به عن نفسه وتصرفه مع النجم صاحب الشعبية الجارفة خاصة وان الجماهير الغاضبة واصلت انتقاده وذكروه بأن محمد صلاح سبق ان تنازل عن جائزة أفضل لاعب في مباراة سابقة، وأهداها له هو بمنتهي الكرم والأريحية.