في موكب مهيب ودع العندليب عبد الحليم حافظ، محبيه وعشاق فنه، إلي مثواه الأخير يوم 30 مارس 1977، وعندما علمت نهلة القدسي، حرم الموسيقار محمد عبد الوهاب بوفاة الفنان عبد الحليم حافظ، كان لديها مهمة ثقيلة وقاسية وهى إبلاغ النبأ لموسيقار الأجيال. بخطى ثقيلة دخلت القدسي، غرفة نومه حيث كان عبد الوهاب، جالسا على مقعده المعتاد بغرفه نومه فقالت له زوجته إن عبد الحليم، يمر بأزمة صحية خطيرة. فانزعج عبد الوهاب، مندهشا حيث إنه أجرى اتصالا تليفونيا به منذ عدة ساعات، ورد عليه مجدي العمروسي، الصديق المقرب، وشريكه في شركة الإنتاج، وأبلغه بنجاح عملية حقن الدوالي التي أجريت لعبد الحليم. وسارع عبد الوهاب، إلى مكان الصحف القومية ولكنه لم يجدها برغم أن الساعة تعدت الحادية عشر صباحا، وهنا شعر بأن الأمر أكبر من مجرد أزمة صحية، وأن الجميع يخفون عليه شيئا خطيرًا، وهنا تلقى عبد الوهاب، خبر وفاة عبد الحليم حافظ، منها. وصرخ عبد الوهاب، صرخة مدوية، وألقى بسماعة التليفون على الأرض، والدموع تنهمر من عينيه بغزارة، وأخذ يردد قائلًا: لقد مات أخي، وابني وصديقي.. حكمتك يارب. وظل يردد هذه العبارات حتى فقد الوعي، وأتى في نفس الوقت المذيع جلال معوض، وهرول إلى التليفون ليتصل بالدكتور عوض إبراهيم، الذي كان متواجدا بمعهد القلب بإمبابة.
فطلب منه سرعة الحضور، والتفت الجميع حول عبد الوهاب، في محاولة إسعافه ودموعه لا تزال مستمرة، وعندما فاق عبد الوهاب، قام بالاتصال بالكاتب الكبير مصطفى أمين، ويصرخ في السماعة قائلا: عبد الحليم مات يا مصطفى، حاول مصطفى أمين، تهدئة عبد الوهاب فيما يزداد نحيب عبد الوهاب، ودخل في غيبوبة مرة أخرى، ويدخل الدكتور عوض إبراهيم، ويعطى عبد الوهاب، بعضا من الحبوب المهدئة، وما كاد يفيق حتى طلب من الجميع إخلاء الغرفة وقام يصلى في أحد أركان الغرفة والدموع تغطى وجهه. أخبار اليوم: 2-4-1977